تحقيقات وتقارير

وعي متقدم: الإعاقة.. تغيير المفاهيم من رعاية إلى حقوق


درجت أمانة الثقافة والإعلام والرياضة بالمجلس القومي للمعاقين على قيام منبراً شهرياً لمناقشة العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وأيضاً السياسية التي تصب في المطالبة بحقوق المعاقين.

وذلك لأهمية تفعيل الشخص المعاق ودمجه في المجتمع عن طريق رفع الوعي المجتمعي، الذي لا يتأتى إلا بالتكاتف وتكثيف الجهود والتعاون مع وسائل الإعلام المختلفة لطرح ونشر قضاياهم، حيث تناول المنبر الذي أقيم بالإذاعة القومية دور الإعلام الجاهيري في نشر قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة.

تغير المفاهيم

محمد حسين أمين أمانة الإعلام والشباب والرياضة بالمجلس القومي للمعاقين، أوضح أن التطورات التي طرات على المجلس منذ إنشائه كإدارة تابعة لإحدى الإدارات بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي، إلى أن صار مجلساً يضم عدداً من المجالس بالولايات التي تم تكوينها في العام (2014)، جاء ذلك بعد تغيير مفهوم الإعاقة من رعاية إلى حقوق. وقال إن جميع المجالس تعمل جاهدة للحفاظ على حقوق ذوي الإعاقة التي ظللنا نراعي أهدافها الأساسية التي قام من أجلها المجلس بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة بالمعاقين، إلى أن تم وضع مشروع (11) استراتيجية مع الوزارات المنوط بها تطبيق تلك الحقوق على أرض الواقع.

تطور نسبي

وعبرت إيمان عن سعادتها بالدور الذي يقوم به الإعلام والإعلاميين في تحسين الصورة الذهنية للمعاق، لافتة إلى التطور النسبي لإعلام الأشخاص ذوي الإعاقة، والذي تعدى نسبة (5%) من (3%)، دعت الإعلاميين لربط حلقة الوصل بينهم والإعلام الخارجي، الذي كان من ضمن خطة العام (2015)، لافتة إلى عدم تجاوبه بالصورة المطلوبة، لذا يتطلب تكثيف جهود العمل الداخلي حتى يرتفع صوت المطالبة بحقوق المعاقين حتى يصبح ذا أثر على الوسائط الدولية، وغيرها من التحديات التي تواجه المعاقين كتفعيل لغة الإشارة في البرامج التلفزيونية المختلفة حتى لا يشعر الأصم أنه في عزلة عن المجتمع.

بوارق الأمل

من ناحيته، أشار الأستاذ أسامة حسن الشريف مدير البرامج بالإذاعة القومية إلى أنه تم وضع كبسولات تطرح قضايا المعاقين في البرامج الإذاعية خاصة في شهر رمضان، فضلاً عن تخصيص برنامج للإعاقة بأنواعها المختلفة، الذي يستضيف المبرزين والموهوبين الذين تحدوا الإعاقة، وتمكنوا من فرض وجودهم في المجتمع، بجانب تناوله لبعض القضايا كالتعريف بالإعاقة والعصا البيضاء، لاسيما طرح قضية المرأة المعاقة وغيرها من القضايا المهمة. وطالب أسامة المجلس بتوفير المعلومات اللازمة لوسائل الإعلام خاصة الإذاعة باعتبارانهم الجهة اللصيقة بذوي الإعاقة، ووعد بالتعاون مع المجلس في تقديم ما يخدم قضية المعاقين حتى يتمكنوا من نيل حقوقهم.

قدرات ومواهب

ثمَّن الأستاذ الزبير عثمان أحمد مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون على الدور الذي يقوم به المجلس القومي للمعاقين تجاه شريحة المعاقين، لافتاً إلى القدرات والمواهب التي يمتلكها المعاقون والتي يجب استثمارها بالطريقة المثلى لكي يشكلوا طاقة كبيرة. وقال إنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع (هم منا ونحن منهم)، مشيراً إلى التقصير من وسائل الإعلام تجاه تلك الشريحة التي ينبغي من توسعة دائرة الاهتمام بها، فضلاً عن حقوقهم التي لابد أن تكون لها الأولوية القصوى في البرامج المختلفة بجانب التوعية بقضاياهم. وأضاف: ذلك يتطلب تكاتف الجهود من الوسائل الإعلامية المختلفة، لاسيما أنهم تحت طائلة مسؤولياتنا في توصيل رسائلهم والمطالبة بحقوقهم

 

اليوم التالي