منوعات

يفتقدون (الضرا)… ويشتاقون لـ(الحلومر).. رمضان خارج السودان بعيون (المغتربين)!


رمضان داخل السودان به طقوس وعادات تختلف عن بقية بلدان العالم، ويحوذ على تفاصيل وصفات تكاد تكون معدومة تماماً في غيره، حتى الإنسان السوداني نفسه يتميز بصفات وعادات لا توجد إلا في شخصيته هو فقط، (السوداني) عبر المساحة التالية حاولت أن تستكشف إحساس السودانيين وهم يقضون رمضان خارج البلاد، اقتربت منهم، ومن حاجز ذكرياتهم، ومن أوتار إحساسهم، فماذا قالوا عن قضائهم لذلك الشهر بعيداً عن البلاد؟.
مختلف جداً:
حاتم الناجي ـ موظف بالمملكة العربية السعودية ـ قال لـ(السوداني): (أنا أعمل بالمملكة العربية السعودية منذ (14) عاماً، وكثيراً ما أقضي الشهر هنا. ورغم أنني ببلد طيب وتتاح لي فرصة أداء شعيرة العمرة، إلا أن هذا الأمر لا ينسيني رمضان بالسودان الذي لا يمكن أن يشابهه رمضان بأي بلد آخر ولا أستطيع نسيان أول رمضان لي بهذا البلد؛ حيث لم أستطع تقبل الأمر رغم وجود السودانيين بكثرة هنا برفقة أسرهم).
أصعب أيام:
كذلك تحدثت لـ(السوداني) السيدة أنعام علي ـ المقيمة بالمملكة العربية السعودية ـ وقالت: (تزوجت وسافرت مع زوجي الذي يعمل هناك وكان ميعاد سفري في نهاية شهر شعبان، وزوجي كان مرتبطاً بدوام صعب للغاية؛ حيث كان يخرج مبكراً ويأتي مع ميعاد الإفطار، ولم يكن أمامي خيار سوى البقاء بين جدران، وتضيف: (حتى شكل الإفطار وطريقته لم أستطع تقبلها فأنا لم أتعود على الجلوس في (صفرة) ولم أعتد كذلك على بعض الأطعمة)، وتختتم: (كانت أصعب أيام حياتي… ورمضان في السودان لا يعوض على الإطلاق).
إحساسي لا يعوض:
أسامة السيمت ـ مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية ـ كان حديثه من نوع آخر؛ فقد قال لـ(السوداني): (أنا أعيش في بلد لا يعرف فيه إلا القليلون معاني هذا الشهر ولا تجد فيه إلا ما ندر ملمحاً سودانياً رمضانياً واحداً)، ويواصل: (من المستحيل أن يتحمل أي شخص ذلك الإحساس الذي أعيشه في رمضان هناك، فأنا أفتقد لـ(فطور الضرا) و(الحلومر) و(صلاة التراويح)، ويختتم: (ما أعيش فيه من وحدة وشوق للبلد ولأهلي، كم أفتقد (إفطار الضرا)، ويختتم: (رمضان في بلادي لا يعوض بأموال الدنيا والجلسة وسط أهلي لا يماثلها شيء).
بيئة مختلفة:
عبدة الشيخ ـ موظف بدولة الأمارات العربية ـ قال: (أول رمضان لي في هذا البلد افتقدت فيه عاداتنا السودانية السمحة وافتقدت فيه البيئة التي أعيش فيها؛ فأنا نشأت وترعرعت في (خلوة ومسيد) وبيئة تضم كل الأجناس السودانية ذات العادات المختلفة، لذلك لم أستطع البقاء هنا فطلبت إجازتي وعدت إلى السودان، وفي العام الثاني عندما جاء رمضان أرسلت إلى زوجتى وأبنائى ليصنعوا لي جوَّاً سودانياً داخل المنزل، ولكن لا شيء يساوي رمضان في بلادي).

 

السوداني


تعليق واحد