جمال علي حسن

من يفسر الموقف الأمريكي الحاد تجاه السودان؟


لو نجحت وصدقت تلك التوجهات الأمريكية لعدم الاعتراف بشهادات الطب الصادرة من الجامعات السودانية حسب ما يتم تداوله على الإنترنت فستكون الحكومة الأمريكية قد خسرت بضربة واحدة كل السودانيين الأصحاء أخلاقياً ووطنياً.

الدكتور صلاح سوار الدهب المسؤول في لجنة الصحة بالبرلمان أصدر تعليقاً على التعميم الذي صدر عن جهة طبية أمريكية أو بعض المنظمات الأمريكية بخصوص عدم المصادقة على شهادات الطب الصادرة من الجامعات السودانية، لينفي سوار الدهب ذلك نفياً مقتضباً وغير واضح المعنى حيث أعلن أن معايير الشهادات الجامعية في الطب والصيدلة سوف تعتمد من المجلس الطبي السوداني الذي يملك علاقات بمجالس عالمية أخرى.

لم نفهم من هذا التصريح غير حقيقة معروفة هي أن الاعتراف بشهادات الطب بالنسبة لنا في السودان هي من اختصاص المجلس الطبي ولكن ليس واضحاً في حديث سوار إذا ما كان هذا الاعتراف الداخلي يمنع أية دولة في العالم من عدم الاعتراف بتلك الشهادات.

لكننا وعلى أسوأ الافتراضات نقول لو حدثت مثل هذه الخطوة فستكون الحكومة الأمريكية قد أثبتت للجميع أنها تحارب الشعب السوداني وليس النظام الحاكم في السودان.

ولا أعرف سبباً مقنعاً يفسر كل هذه الشحنة الضخمة من الغبن الأمريكي تجاه السودان، وأقول يا ترى هل كان خطاب السودان السياسي والإعلامي في بداية التسعينيات والذي حمل انتقادات مكثفة للحكومة الأمريكية واتهامات لها بالتآمر على السودان وترفض الهيمنة الأمريكية وتسب وتلعن أمريكا.. هل من المعقول أن تكون الحكومة الأمريكية تحتفظ بهذه التفاصيل حتى الآن؟.. وهل هذه الاتهامات غريبة عليها؟ وهل السودان وحده هو الذي يسب أمريكا، الدولة (الديموقراطية) التي تزعم أنها أعظم الدول التي تحترم الحريات والرأي الآخر..؟ هل هذه الدولة بكل صيتها وحجمها تمارس الآن على السودان سياسة انتقام لنفسها عن تلك المواقف والخطابات السياسية والإعلامية القديمة؟

هل لا تزال ذاكرتها تحتفظ بخطابات الجنرال والإعلامي يونس محمود مثلا؟.. هل لديها قائمة سوداء لصحافيين سودانيين أو كتاب رأي أو ساسة؟.. ليس أمامنا سوى أن نفترض هذا الافتراض، أم كيف هو التفسير المنطقي لحجم السوء والشر اللانهائي الذي تكنه الإدارة الأمريكية تجاه السودان وشعب السودان؟.

السودان الذي لا يمتلك لا أسلحة كيميائية ولا ترسانة نووية ولا بارجات ولا أساطيل حربية بالحجم الذي يجعل هناك ندية بينه وبين أمريكا بمعايير قياس القوة الحربية والخطورة عليها أو على حلفائها.. ما الذي يفسر كل هذا الكره وما هو الذنب والجرم السوداني الذي لم تنجح دبلوماسية المسايرة و(المضايرة) والتعاون والتوافق مع أمريكا في اغتفاره لنا..؟!

السودان الآن شريك فاعل لحلفاء المنطقة العربية.. وليس لديه أية مواقف خارجية صارخة غير منسجمة مع التوجهات التي تزعم أمريكا أنها هي توجهاتها على المستوى الإقليمي.. فهل لدى أحدكم تبرير مقنع يفسر به أسباب هذه الغبينة الأمريكية تجاه السودان تحديداً وشعبه دون بقية (خلق الله)؟..!

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.


تعليق واحد

  1. عندنا مثل شعبي شهير بقول ( تعملوا بي ايدك ويغلب إجاويدك ) . وما حالة الانبطاح الذي تمارسه الحكومة الآن إلا فشل زريع لمشروع الحكم الإسلامي المتطرف في السودان . لكن ما تجهله الحكومة انها عزلت نفسها إقليميا بحيث أنه يستحيل عليها العودة لحضن المجتمع الدولي في وضع فاعل .