المثنى احمد سعيد

متى يفيق اهل بلادي ؟!


بالأمس قرأت موضوعا تحريريا او عبارة عن لقاء مع من سمي بالشيخ بلة الغائب ، وفي نفس اليوم مقال جميل من اخت فاضلة تتساءل وتود معرفة الحقيقة ..
اول ما اثارني واثار حفيظتي .. هذا الاهتمام الزائد بمن يسمى بالشيخ بلة الغائب ,,
وما ادهشني اكثر ان هذه البلاد بها علماء افاضل ويمتازون بحفظ كل علوم الشرع والتفاسير ، ويحدث امامهم كل ما يحدث دون دعوة لمناظرة او تحدي لأمثال هذا الرجل .. والادهى والامر ان الاعلام يفسح له مجالا اكثر من غيره ومن هو على علم شرعي درسه وتلقاه في بيوت العلم ..
الرجل في لقائه يعترف صراحة انه يتعامل مع الجن وصرف انواع الجن وحلل وحرم ما طاب له من الانواع .. تحت أي دليل لا احد يعرف .. ..
يعترف بلة الغائب انه متواصلا مع عالم غيبي يكشف له ما وراء الحجب والاستار التي يطلع عليها اناس معينون ، ولا احد يدري كيف توصل هؤلاء لهذا التواصل .. واذكرك عزيز القارئ ان الغيب لا يعلمه الا الله تعالى مهما علت مكانة الشخص .. حيث ان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لم يحدث انه علم او يعلم بأمر من الغيب بل كان لا يحدث بما اوحاه له الله وفيه نوع من علم الاتي وليس الغيب حتى لا يتخذه اصحابه انه يعلم الغيب .
يقول الشيخ بله انه ومع نفر من الشيوخ الصوفية قاموا بأعمال جليلة للسودان ومنها انه لن يحدث تقسيما مرة اخرى ، وانهم أمّنوا حدود السودان ضد داعش .. هذا جميل ولكن يا شيخ ماذا عن الاخرين الذين ليسوا من داعش ؟؟ والذين يمولون الحركات بشتى انواع الاسلحة ..
يقول انهم على مقدرة لفعل الكثير وانهم يعلمون اين يكمن الغار والبترول والذهب في كل انحاء السودان .. يا ويحي .. كل هذا والرجل يعيش في بيت عادي في قرية من قرى السودان .. اليس بالأجدر ان يكون له قصر متفرد في نوعه ليقنع الناس بهذه المقدرة الجيولوجية ..
يقول انه حدد وباليوم القاطع ان السيد الرئيس سيحكم 31 عاما ونيف ,, في حين ان سألناه متى ستموت لن يعرف حتى السنة ناهيك من اليوم ..
في معرض الحديث ايضا ذكر الرجل انه مسافر للمغرب وهنا نضع الف خط تحت المغرب لأنها معروفة بأشياء خاصة بهذا العلم الذي يدعيه و ما من احدٍ هاجر هكذا وكان له بدايات مثل هذا العلم الا وذهب ليفتش ويتزود بالمزيد من اعمال الجن والسحر .. سأله الصحفي ولم السفر كانت الاجابة وبالنص ( نفسي طلعت من السودان) يا سبحان الله رجل بكل هذه المقدرات والمعرفة بأماكن الكنوز والاموال التي تحت الارض نفسه طلعت من السودان فماذا يكون حال الاخرين .. ؟؟
رجل بهذا الذي يقول يجب ان يكون قادرا ان يجعل من منطقته بل قريته وشارعه بل بيته ان يكون افضل مكان في العالم حتى لا تطلع نفسه من السودان ..
نحن محاصرون اكثر من عشرة اعوام من دول ليس لديها مبرر في حصارها ، وتطاردنا المحافل الدولية ان كانت قضائية او اقتصادية واقصائية ، تطاردنا وتسد أي منفذ يمكن ان يأتي بخير للسودان .. ويأتي بلة ويقول اغلقنا حدود السودان بواسطة شيوخ منهم من يمكن ان يطير .. يا سبحان الله شيوخ يمكنهم الطيران ويغلقون حدود السودان فيا ترى من من اغلقوها ؟ من الخير وزادونا فقرا وراء فقر ام من اعداء يدخلون السلاح بالأطنان الى الحركات ..لم لا يطير هؤلاء الشيوخ ومعهم بلة الى الكونغرس الامريكي ومجلس الشيوخ ومن ثم يعرجوا الى الاتحاد الاوربي ويأمروهم امرا ان يرفعوا هذا الحصار الذي قتلنا واوصل التضخم لأرقام فلكية ..
كان الاجدر بالشيخ بلة وهو يستقبل هؤلاء الصحفيين ان يقودهم الى كل الاماكن التي يدعي بوجود اموال وكنوز ويخرج منها ليصوروه ومن ثم يعيّن وزيرا للمعادين .. ويغنينا من جلب الات الاستكشاف التي منعت منا ..
الملفت في الامر ان الاعلام اصبح فارغا من طرح المواضيع الجادة واصبح يتتبع اخبار امثال الامين وبلة .. لا اعرف أي تصنيف شرعي يصنف هؤلاء وما الفرق بينهم وبين أي واحد يتم القبض عليه في امبدة او الحاج يوسف وهو يمارس الشعوذة والدجل ..؟؟ كلاهما واحد لم يتلقوا أي علم من منابر مشهودٍ لها بذلك .. ولكن هؤلاء تبناهم الاعلام و اولئك يحاربهم الاعلام ، هؤلاء صمت الشرع والمشرع في تصنيفهم في حين نال الاخرون صنوف التنكيل والتوبيخ والسب واحيانا التكفير ..
لم الاعلام الرسمي او الجهات الرسمية تصمت على ممارسة هؤلاء وتعاقب اولئك .. لم تركضون خلفهم وتستجدون المقابلات وابرازهم على انه اناس خارقون ..
ازعجتنا صور الشيخ الامين وزحمت علينا المواقع .. وها هي مقابلات ومواضيع الشيخ بلة تنال نفس الحظ كما أن الامر منافسة بين الرجلين فكل ما كان هناك موضوعا او خبرا عن احدهما ظهر في اليوم التالي خبرا عن الاخر ..
هل هذه هي دولة المشروع الحضاري ؟؟ ام انها اصبحت دولة المثبطين والذين يجعلون المواطن ينتظر ما تأتي به احلامهم وكذبهم ..
الادعاء بالدعوة وهم لا ينهون عن الاختلاط ،، يدعون بالدعوة وهم يلامسون النساء الغريبات .. يدعون بالدعوة وهم لا يحسنون حتى الوضوء .. يدعون بالدعوة وهم يكذبون ويخدعون الناس ولا يعرف من اين مصادر دخلهم ..
ان تجهيل المواطن البسيط بممارسة مثل هذه الامور واتخاذ الاخرين منها منافذ للارتزاق والاكتساب باسم هؤلاء الشيوخ لشيء ضار بالمجتمع ..بل وسمعة سيئة للبلاد
ارى غيابا تاما من الجهات الرسمية حيال تفاقم وزيادة هذه المسالك المشينة في حق البلد .. وارى في الجانب الاخر ان من قام بمناهضة امثال هؤلاء يحارب محاربة شعواء .. حتى يحتار المواطن من هو الذي على حق ..
فمن هنا اوجه رسالة لهؤلاء الشيوخ .ز بلة والامين وغيرهم ان كان فيكم خير انقطعوا من الاعلام واعملوا لصالح البلد وارفعوا هذا الحصار واجبروا أوباما يأتي طائعا مختار ليسلم على الرئيس في قصره .. دعوا الاعلام وخذوا فرق من وزارة التعدين واوقفوهم على تلال الذهب او احواض البترول والغاز ؟.. نعم طالما انكم رأيتموه بالعين فمن البديهي ان يكون بالسهل اخراجه ومنفعة البلاد ..
ولو اني كنت كما يدعي هؤلاء لبنيت كل صبح مدرسة بأحدث نموذج في كل حي ،، ولو جعلت الاراضي خضراء بالزراعة وذلك بتسخير الجن كما يقول بلة .. و لجعلت كيلو اللحم ب10 جنيهات .. ولو اني كنت اسخر الجن في اعمال الخير لطرت الى مجلس الامن وهو منعقد وجعلتهم يصدرون قرارا بالإجماع بل ويقفون ويصفقون للسودان انه بلد لا يدعم الارهاب ..
لو لي المقدرة واسخر الجن لجعلتهم يقومون بصيانة الكهرباء ويبدلون مواسير المياه المكسرة والمعدومة
اننا دولة في كل يوم نرى تضائل العلم والاعتماد على العلم واللجوء الى امور نفسية اكثر من هي واقعية ونجعل الامل في اقوال ناس لا يملكون معرفة من اين يأتيهم خبزهم في اليوم التالي ولا مشربهم حتى نهاية اليوم
اللهم لا تجعلنا العوبة في يد ضالين مضلين فيضيع الوطن انتظارا لهم لتحقيق احلام وهمية