فدوى موسى

أكثر تراص!


تتعدد وتتراص البنايات على بعضها في التحام مؤسس لغد ممكن حالما كان أساس العمارة والبناء من صدق وشفافية وإيمان عماداً لدى فكرة أو مستقبل قادم وكله بأمر الله.. يكثر علينا التنظير والمنظرون ونبقى في ذات المربعات لا نغادرها .. لأننا أدمنا هذا الكلام والحديث الذي لم نجعله استمراراً للاستزادة ولم نجعله مرجعاً مرتكزاً عليه في مقبل الأيام.. الكل يتحدث عن (كان) و(كنا) و(كانت الأيام زمن الدنيا بخيرها) والغريب أنهم جميعاً لا يلقون بالاً، لأن الزمن له كلمة يقولها ونحن نبصم عليها طائعينا أو مرغمينا.. وإن كانت وجهتنا الخطوات للتقدم ما علينا إلا أن نبدأ في (اصلاح حالة الإعوجاج التي نرأها لظلنا الذي لا ننتبه إلى أنه يعكس تماماً الحالة التي نتعامى عنها (فمتى كان الظل المعوج للعود المستقيم؟) وجوهر الأمر داخلنا يربط علينا في محطات هالكة بحكم تقادم الزمن وتغيير الوسائل.. يعوزنا أن نستوعب الحالة ونقدم الحلول البديلة لكل تمسك عند محطة قديمة، ليس لأن المحطة غير جديرة بالاحترام ولكن لأن كل زمان له محطاته التي تحتاج في بنياتها إلى ثوابت متطورة ومتينة، حيث لم يسلم من التغيير حتى المناخ الذي لم يعد مثل سابقه.. من هنا تتعامد فكرة التعاطي السليم مع القادم من أبواب أنه بنيان يحتاج في تدرجه إلى أساس عميق و (مداميق) متراصة في إمساك وتثبيت ليكون البنيان سليماً قوياً يحتمل من فوقه الطابق بعد الطابق والثقل من بعد الثقل.. إذن المستقبل أكثر من تراص.

خطوة معذورة!:

متى كانت أشياؤنا في مهب ومحمل التغيير كانت ردود الأفعال تجاهها مختلفة وذات أبعاد ما.. ما يمكن أن يقال فيها إنها خطوات ما قبل التغيير أو الحراك الاستباقي الممكن لمحموم المقبل.. قد نكون عاطفيين أكثر مما يجب أو نكون انهزاميين حينما يطلب التقدم والنجاح وفرض السطوة.. أو نكون أصحاب بأس وشدة.. أو نكون (قرعة في وش الموية) أو نكون كمن يتخطف أمره الأحياء أمواتاً بين أيدي غاسليهم.. أنه خطوة معذورة مأزومة لأننا لا نعرف ما بعدها هل هو ثابت أم مرتجف.

آخر الكلام:

بنبنيك طوبة طوبة. مدماك مدماك، في تراص متأنٍ فقد أفرز الاستعجال ذلك الكائن غريب الأطوار كثير الاعتلال.. فاعتبرها خطوة معذورة ومأزومة..

مع محتبي للجميع.