مقالات متنوعة

د. احمد محمد عثمان ادريس : العيد الرابع لدولة جنوب السودان الوليده


(باي حال عدت يا عيد؟)

نعم اختار شعب جنوب السودان الحرية والانفصال بنسبة كبيرة مع ذلك نجد اشارات كبيرة ترنو في الافق لمستقبل قاتم لهذه الدولة الوليدة ونحن من قلوبنا نريد لها الخير فاستقرارها في استقرار السودان الشمالي .

كنا نبصر الحرية عندما كان النضال في اشده من نفق ضيق وكانه(لن يكون،وقد كان) ولكن جاء بالاقتتال والحرابة والتشاجر فيما بين الاشقاء والاخوان في الحزب الواحد القائد للدولة والمجتمع بدلاَ ان يكونوا قدوة لهذا المجتمع والدولة بل صنعوا الحزبية والقبلية والتي تعتبر الداء المميت والسرطان لدول العالم الثالث.

نعم اتفقنا كشعب واحد ابان الصراع من اجل الحرية وماان جاء شيطان تطبيق السلطة والحكم ان طاب به المقام بجانبنا وسكن وعاش وفرقنا الى قبائل ومجموعات بعد ان كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان هي الحزب الحاكم والسلطة اصبحت تترنح امام موجات شيطان القبلية والتشرذم.

سلفاكير يغازل مشار والشعب بينهما هائم لايدري ما الحقيقة وما الصواب في ظل عمليات الاغتصاب والقتل القبلي والتهجير واللجؤ الكبيرة التي ضربت الدولة الوليدة التي تحتاج الى دعم معنوي اكثر من حرب، سلفاكير تهم الشمال الشمال السوداني امام البرلمان الجنوبي بتدمير اقتصاد الجنوب الذي لن يصحو من نومه عن قريب.

يوغندا في ظل التعارك هي اشد فرحاً وهي تجانب سلفاكير في الحرب بجيشها وسلطاتها العليا،مع العلم ان يؤغندا لم تقاتل عدواَ انما تقاتل مواطن جنوبي عارض الوضع وحاول التصحيح حسب رؤيته الخاصة ،وكما ان اسرائيل كانت لها اليد الطولي في استدامه الحرب عن طريق الدعم العسكري الكبير لصالح سلفاكير، ونحن في هذه السانحة لانبعد شبهات المشاركة المعنوية لحكومة البشير بدولة الشمال الى جانب مشار رغم الاتهامات الكبيرة التي تزجيها حكومة جنوب السودان الى البشير الا ان الاخير يميط اللثام عن اي خطوة في الحرب الاهلية الدائرة في الجنوب.

تظل دولة جنوب السودان الوليدة دولة حديثة وجديدة تنتظر او تنظر الى الاخرين بعين الخبرة والممارسة في الحياة العملية وممارسة السلطة ولكن الاخرين وبخاصة دول الجوار لها دون ذلك، بل
نظرهم يصوب دائماَ الى صالح المصالح الخاصة لكل دولة على حدا وبخاصة دولة يوغندا التي لن ولم تفرط في سلفاكير كحاكم حتى لو هو بداخل تابوت لان مصالحها الاقتصادية والسياسية اكبر من ذلك، واهل الجنوب يعلمون ذلك اكثر من الاخرين .

(باي حال عدت يا عيد على دولة جنوب السودان؟) وهي تطفيء الشمعة الرابعة لميلادها والشعب في حالة من اللجؤ والنزوح واهل السلطة في اقتتال وحرابة لاتعلو فيها صوت مصلحة الوطن بل تتعداها الى عناوين المصلحة الشخصية والحزبية القبلية والخاسر في تلك كل الترنحات وهو شعب جنوب السودان الذي دفع ثمناَ غالياً وكبيراً مهراَ للحرية والانفصال وتكوين دويلتهم الخاصة بهم، اتمنى ان لايمر هذا العام الا والفرقاء عادوا الى رشدهم وصوابهم من اجل الوطن الجريح، والمواطن التواق الى الحرية لا لشقاء ومصير مجهول، اللهم بلغت فاشهد ….

د. احمد محمد عثمان ادريس