الفاتح جبرا

عندما يتأخر المرتب ؟


المرتب أو الماهية طالها التدهور ونقص (وزنها) وأصابها (الإضمحلال) مؤخراً بعد أن زادت الأسعار بنسبة مية في المية (أو كمان أكتر في بعض السلع) وذلك نسبة لتدهور السعر الموازي للجنيه السوداني أمام السعر (المزازي) للين الياباني أمام السعر (التركوازي) للدولار الأمريكاني ..
وإنخفاض قيمة الجنيه خلت الناس يا جماعة بقت مزنوقة شديد والمرتب الكان بيخلص يوم خمسة في الشهر هسه بعد الزيادات دي بقي يخلص قبل ما تستلمو لأنو بيكون (في أحسن الحالات) كلو عبارة عن ديون وإلتزامات يستوي في ذلك الزول المرتبو مليون جنية أو الزول المرتبو خمسة مليون جنيه.. لكن مع هذا الرهق تعالو نقرأ بل نشاهد ماذا يمكن أن يفعله هذا المرتب (بي قلتو دي) لو إتأخر شوية يعني فات يوم 8 في الشهر.. طبعاً لو كنتا عندك (سنام) تاكل منو مفيش مشكلة لكن المشكلة تكون من الجماعة (أبو من غير سنام ) .. يعني الرزق اليوم باليوم !
تعالوا معي لنقرأ و(نشاهد) ما يحدث عندما يتأخر المرتب:
• قبل أن تخرج من المنزل تبدأ في رسم خارطة طريق لتكتشف أن هنالك شارعا واحدا (آمن) هو الشارع الذي توجد فيه (الجزارة) وذلك بعد أن قفلت حسابك مع الجزار وأصبحت إنت والأولاد (نباتيين) رغم أن للثروة الحيوانية وزارة ووزير وشنو ما بعرف !
• تبدأ في ترديد الأسطوانة الثابتة التي سمعها البقال والخضرجي وبتاع اللبن وسيد البيت لسنوات طويلة :
– والله يا جماعة لحدت هسه ما صرفوا لينا..
– والله أول ما أصرف أجيب ليكم القروش..
– يا جماعة لو صرفنا مش كنتا جيتكم؟
• عندما يتأخر المرتب تكون حبوب الضغط خلصت وإنتهت فتبدأ في تناول البدائل العشبية التي من المفترض أن تخفض من ضغط الدم، شئ (قرفة) شئ (كركدي) وشئ شنو ما بعرف إلا أنها تفشل تماماً في تخفيض الضغط العالي لأنو (الفلس) ما معاهو كلام !
• كما تنتهي حبوب السكري (وسكر السكرين) فتبدأ في شراب الشاي بالسكر العادي (إذا توفر) وإذا لم يتوفر فما عليك إلا شراب الشاي مسيخ والدعاء بأن يحفظ الله أمنا الحكومة التي لا زالت تجتهد في أن تجعل حياتنا ماسخة أكتر من موية (الترمس)
• تبدأ في ترشيد (الترشيد) الكهربائي الكنتا عاملو في البيت (حتى لا تحرم من الكهرباء وكده) فتقوم بإستخدام لمبة 50 شمعة لقراءة العناوين الرئيسية عندما تقرأ الصحف مساء ثم تطفيها وتولع أخرى ذات 100 شمعة لقراءة التفاصيل (ده لو في كهرباء من أساسو) .
• تبدأ في التعامل مع الفكة الحديد بكثرة .. زيت بي جنيهين ونص .. فول بتلاتة جنيه ونص (طبعن لازم تشتري بالكاش لأنك زائغ من سيد البقالة).
• تقوم بركن العربية (لو عندك عربية) وتبدأ في ركوب الحافلات لتكتشف أن هنالك شئ أسمو (كرسي النص) وما أدراك ما كرسي النص ينزل راكب من الكنبة الأخيرة الحافلة كوووولها تنزل !
• تزوغ من حضور المناسبات الفيها (كشف) حتى لا ينكشف حالك المكشوف أصلاً.
• تتنامى وتزدهر لديك ملكة (فن الإقناع) : يا أولاد والله الكسرة بالموية والشطة وزيت السمسم دي أحسن منها مافي ولذيذة وصحية وبتنهضم بسهولة ! وعندما يتم الإقناع وتبدأ في خطوات التنفيذ تجد إنو (كيلو الطماطم) بي (عشرين ألف) غير الكسرة ذاااتا والبصل والليمون والدكوة والعجور والزيت (لو فضل فينا زيت)
• تتوقف عن شراء اللبن بعد أن (يفطك) سيد اللبن فتبدأ في إقناع أولادك بأن هذه الأيام ينتشر فيروس (جنون اللبن) ولازم ناخد هدنة منو لحدت ما (المرتب) أقصد الفيروس يمشي !
• تتوقف عن إستخدام (مكوة الكهرباء) لكي الملابس وتلجأ (للفحم) لتكتشف أن (الفحم) لا يقل سواداً عن الكهرباء بعد أن اصبحت تتم تعبئته في أكياس (الداندرمة)
• تبدأ في (قرص) السيجارة إذا كنت من المدخنين لإعادة إستخدامها أكثر من مرة مما يجعل نسبة التدخين لديك تنخفض وهنا تتجلى الحكمة وراء المثل الذي يقول (رب ضارة نافعة).
• عندما يتأخر مرتبك تنخفض لديك الرغبة في الإستماع إلى الموسيقى والغناء (مع الفلس ده المستمع ليها شنو) !

كسرة :
عندما يتأخر مرتبك تبتسم عندما يتقدم نحوك متسول طالباً (حاجة لله) لأنك محتاج لنفس (الحاجة) لكن بس هو ما عارف سااااكت !!
• كسرة ثابتة (قديمة) :
• – أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووو)+و+و+و.
كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) +(وووو)+و+و+و.


تعليق واحد

  1. يا الفاتح جبرة موضوعك ده عن الراتب ( الماهية لمن تتأخر) وماذا يصيب الإنسان من رهق وتعب ونصب وكيف تتحول حياته الى جحيم وقد حبكت الموضوع باسلوبك الساخر — تهانينا

    لكن — لكن يا أستاذ ما بالك في طلاب يواجهون ظلما وعنتا وصلفا – طلابا هيأوا أنفسهم للقدوم الى ارض الوطن لمواصلة تعليمهم الجامعي ثم يفاجأون بقرار الوزيرة سمية أبو كشوة الصادددم القرار الذي حطم آمالهم و أحلامهم — أها يالفاتح أليست هذه محنة وحوسة ومصيبة وبلوى أشد وأقوى من تأخير الماهية ؟؟؟!!!

    أين انت من كل هذا أين قلمك الجرئ الساخر ؟؟ لماذا لم تطلع علينا بحرف واحد ((تسخر )) فيه من الوزيرة ؟؟ لماذا جبنت وأنكفأت على نفسك وذاتك — أين الأسلوب الساخر وأين الواواااات التي صدعتنا بها زمنا طويلا و لا تزال ؟؟

    أنت صحفي يقال عنك أنك مرموق وسرك باتع فأين بأسك وفأسك ؟؟ طلاب الشهادة العربية كانوا يعولون عليك وعلى كل الصحفيين لكن للأسف أصابتهم خيبة أمل وكانت صدمتهم فيكم أكبر من قرار الوزيرة — تصور !!

    أنتم معاشر الصحفيين صرتم تعلكون في قصص ومواضيع قديمة بالية لا نفع منها – فأعملوا أقلامكم فيما يعود بالنفع وقفوا مع القضايا الساخنة التي تستحق — وقولوا قولة الحق بدلا من هذا الهراء وعنترياتكم التي ما قتلت ذبابة –