صلاح حبيب

في بيتنا رجل!!


بدأ عمالقة الفن المصري يتساقطون مثل حبات السبح فمنهم من رحل وهو في ريعان الشباب مثل “أحمد زكي” الذي جسد شخصية “أنور السادات”، ورحل قبل أيام عن دنيانا الممثل المصري والعالمي القدير “عمر الشريف” الذي قدم للشاشة العربية والمصرية أروع الأفلام مع سيدة الشاشة الراحلة “فاتن حمامة” التي ارتبط بها منذ أول فيلم يقومان بتمثيله (صراع في الوادي). وقدم الراحل “عمر الشريف” في فيلم “في بيتنا رجل” صورة رائعة للفدائي المصري عندما مثل دور المناضل المصري الذي قتل البوليس ابن عمه في إحدى المظاهرات قبل اندلاع ثورة 23 يوليو.
(في بيتنا رجل) فيلم كامل الدسم يشدك وتتابعه بكل أحاسيسك فعمر الشريف الذي ارتبط بزميل الدراسة “حسن يوسف” الذي كرس جهده للدراسة وكان والده “حسين رياض” موظفاً على قدر حاله، ولكن الأقدار تدخل أسرة “حسين رياض” وابنه “حسن يوسف” في مطب مع الفنان القدير “عمر الشريف”، عندما لجأ للاختباء في منزل زميله “حسن يوسف” وكانت إحدى شقيقات “حسن يوسف” قد ارتبطت بابن عمها “رشدي أباظة”. الولد المستهتر كان يفرض نفسه على منزل عمه وخطيبته أعتقد أنها “زبيدة ثروت” ولكن شقيقتها أحبت “عمر الشريف” الذي لجأ للاحتماء بتلك الأسرة خوفاً من مطاردة البوليس، ولكن يكتشف “رشدي أباظة” أن “عمر الشريف” قد اختبأ بمنزل عمه والبوليس رصد جائزة قيمة لمن يبلغ عنه. لقد حاول “رشدي أباظة” ولكن في النهاية يصحو ضميره ويقف إلى جانب “عمر الشريف” ويخرج “عمر الشريف” بعد أن حصل على زي ضابط شرطة ويخرج مع أذان الإفطار للالتقاء مع زملائه الذين خططوا لإحداث تفجيرات في مواجهة الإنجليز.
لقد قدم الراحل الفنان “عمر الشريف” أفلاماً في غاية الروعة والجمال، وزاد من جمالها ارتباطه العاطفي في الأفلام التي مثلها مع الفنانة القديرة “فاتن حمامة” ملكة الشاشة العربية، فكان مثالاً ناجحاً لعملاقين في السينما المصرية فارتبطت بينهما عاطفة قوية توجت بالزواج بعد أن غير “ميشيل شلهوب” وهذا الاسم الحقيقي لعمر الشريف قبل أن يعتنق الإسلام فنما الحب بينهما وانجبا مولوداً ذكراً اختاروا له اسم “طارق” ولكن حياة الفنانين دائماً مربوطة بالقلق وبالغيرة فلم يدم الزواج بينهما طويلاً منذ أن ارتبطا في عام 1955 فكل ذهب إلى سبيله، فتزوجت الفنانة “فاتن حمامة” وقضت أيامها بفرنسا، بينما اختار الراحل “عمر الشريف” أن يكون نجماً عالمياً ومثل مع عمالقة الفن العالمي إلى أن اختار العودة مرة أخرى إلى بلاده وقدم أعمال جديدة ومسلسلات مثل “الأراجوز”، ولكن تظل الصورة الناصعة والرائعة للفتى المصري الحدق “عمر الشريف” في خيال كل من تابع السينما المصرية في عهدها الذهبي، وتلك الصور الجميلة التي تركها الفنان “عمر الشريف” في إخلاصه مع “فاتن حمامة” “أيامنا الحلوة” و”صراع في الميناء” و”سيدة القصر” و “لا أنام” كلها أعمال رائعة تركت بصمة واضحة لفنانين عملاقين تجترها كل فترة الفضائيات والسينما المصرية.
رغم انفصال الراحلة “فاتن حمامة” عن “عمر الشريف” وارتباطها برجل آخر، ولكن هذا الرجل حرص على حضور جنازة “عمر الشريف” بالقاهرة مع ابنه “طارق” ابن “فاتن حمامة”.