زاهر بخيت الفكي

أزمات تتوالى..!!


ما إن نتجاوز واحدة حتى تعقُبها أُخريات..ما الحل إذاً يا أهل الحل..
أم أن أهل الحل هم الأزمة نفسها..؟
لم يبخل علينا الله من فضله ووهبنا كل شئ وعلى أنفسنا بخلنا..
النيل إلى نصفين يشطُرها وروافده الكثيرة تحمل الخير من شرقنا والغرب ، الظمأ يجتاح أهلها والجوع والمرض والصراع على البقاء والنزاع والحروب زعزعت استقرار بعضهم بعد أن هلك الزرع وجفّ عندهم الضرع ، فقدوا الأمن والأمان والمأوى وما عاد الوطن هذا الضخم الواسع يسعهم وقد سادت الأنانية ..
تمددت الأراضى البور البلقع ولم نعُد نأكل من ما كُنا بنزرع بعد الربع الأول ودّع (وقف المصنع) وما عاد ينفع وما زلنا بنلبس من ما غيرنا بيصنع ، والفقر ما زال يصرع فى وطناً كان متوقع يُصبح سلة تُغذى العالم أجمع..
تعطلت عجلة الانتاج فيه والواقع يُنبئ بطول الانتظار ولا أمل يلوح..
أنابيب للنفط تحمل نفط الغير ولنا(أجر المناولة)أعطونا هم أو منعونا.
النيل نفسه يجرى مُسرعاً منّا إلى غيرنا يهديهم الخير ..
كُنا وطناً شاسعاً واسعا ،انشطر بعضُنا استمرت المأساة والنزف ما زال مستمرا ، لم نهنأ نحن بعدهم ولم يُكتب لهم الاستقرار ، وساقية معاناتنا ومعاناتهم ما زالت تدور..
ذهبوا بخيراتهم وبنفطهم وتركونا بلا شئ ..
دوامة تدور وفيها نحن ندور..
مواطن تطحنُه الأزمات فى عاصمة البلاد بعد أن لاذ الكل إليها بحثاً عن ما يقتاتون به وعن أمانٍ ربما افتقدوه هُناك ، تعذرت الحياة فيها لمن توفر لهم العمل والمأوى دعك ممن افتقدوا مُعينات البقاء والاستقرار فيها من عملٍ ومأوى ، أزمة مواصلات طاحنة لمن هم فى أطرافها فى صباحهم والمساء ، غلاء فاحش واستغلال بشع من قبل من أضعفت الأنانية نفوسهم وبلا رقيب هم ، معاناة أخرى تنتظرهم وقائمة من الطلبات مُستحقة الدفع مدارس ومستلزماتها من أدوات ومصاريف وأخرى غير منظورة (الله كريم)، الكهرباء والماء معاناة أخرى نسكت عنها والسُكات إخير ، ومن يسمع أصلا…؟
إلى متى ..؟
تنفض حكومة وتنعقد أخرى والحال كما هو بلا جديد..
وجوه تمضى بلا انجاز وأخرى تعود مع كثرة اخفاقاتها وكأنك يا أبوزيد لم تغزو يوما ..
لم تزل المُعاناة قائمة وستظل إلى أن يُقيض لنا الله من يُقيلنا من عثرةٍ نحن فيها ، العنت والرهق صفة أصبحت تُلازم أهلنا فى حلهم والترحال ، الفساد ثم الفساد بكل أشكاله أصبح مُفردة مألوفة كثيراً ما نتداولها فى سرنا والعلن ..
مُعتز موسى ألقى بحجره الضخم فى بركة البرلمان الساكنة والتى لم يُحرك من هم حولها ساكناً يوماً يخُص ناخبيهم ، والمية جنيه لكيلو الكهرباء الواحد قريباً ستُصبح واقعاً يكتوى به أهلنا ..
(والجمرة بتحرق الواطيها)