زاهر بخيت الفكي

بيت جالوص واتماص..!!


الكلام شكلوا دخل الحوش..
ومعظم بيوت (الجالوص) كانت بلا حيشان..
برنامج مُشاهد بثتهُ إحدى القنوات العربية واسعة الانتشار نقل لنا فى إحدى حلقاته حواراً مُثيراً مع وزير سابق (طُرد) من الوزارة حسب تعبير المذيعة قبل ثورات الربيع العربى التى اجتاحت بعض الدول ومنها دولة الوزير ، كان قريباً من رئيس تلك الدولة وهو فى الوزارة وقد لبث فيها من عُمُره سنين ..
سألته فى أثناء الحوار عن لماذا استقال كل روساء وقادة الرئيس فى الخدمة العسكرية من مناصبهم ولم يتبقى منهم إلا القليل وبعضاً من أبناء دُفعته المُخلصين له ، أجابها بأنهم طُردوا مثله ولم يستقيلوا والسبب أن الرئيس لم يعُد يحتمل أحد كان يرأسهُأو أصدر إليه أمراً أو توجيه فى يوم من الأيام ولذلك أقال كل زملاءه ومن سبقوه فى الخدمة ولم يترك منهم إلا الضعفاء وقد ظل يُحركهم كما يشاء كقطع الشطرنج ، بل استغنى الرئيس من كل أصدقاء الطفولة والدراسة وأهل قريته كذلك لم تعُد هناك من صلة تربطه بأحدٍ منهم ..
لا يُريد من يُذكره بماضٍ يجب أن يُنسى..
هكذا كان بطل بيت الجالوص أيضا المُسلسل الإذاعى (الموقوف) الذى أقام دُنيا الصحافة عندنا ولم يُقعدها ، المُسلسل الذى دخل حوش الصحفيين المُحصن بأقلامهم التى لا ترحم ، دخل الحوش يبحث عن أخطاء بشرية حدثت وستحدث دائماً عندهم فى دُنيا الصحافة وعند غيرهم فى كل المجالات الأخرى وهكذا ديدن البشر وهم بشر وقد خُلقوا بأخطاءهم ، أوقفوه قبل أن تكتمل بث حلقاته وسوف تكتمل ربما يوماً فى غير الإذاعة محدودة الانتشار ، ليتهم تركوه يُبث حتى يستمع ويستمتع به من يُتابع البث الاذاعى وبالطبع لن يستمع كل أهل السودان ، فئات محدودة جداً من الناس هى التى تُتابع البرامج والمُسلسلات الاذاعية ..
الضجة التى أحدثها إيقاف المسلسل أكسبته شهرة كبيرة جداً جعلت الكُل ينتبه ويبحث عن تتمة حلقات المُسلسل الشيق والبحث فى مضمونه عن أجوبة ، من هو رجل الأعمال الذى تتحدث عنه القصة والذى تبرأ من ماضيه المرتبط ببيت الجالوص والذى يُذكره بمهنة والده (الزبال) المحترمة الشريفة وبدأ فى إزالة وكنس كل تلك الآثار الجالوصية ، من هم رؤساء التحرير الذين دعموه فى مسيرته تلك والذين لم يُعجبهم المُسلسل وكم هى الأموال والمكافأت التى قبضوها نظير دعمهم له ، هل قصة المسلسل حقيقية ترتبط بأشخاص بيننا فى واقعنا اليوم أم هى قصة من خيال المؤلف الدكتور على بلدو..
(الشمارات) يا هؤلاء صفة يُحبها كل الناس ويبحثون عنها..
قيل قديماً ( العود لو ما فيهوا شق ما بقول طق)..
على كل حال بيت جالوص واتماص..والمرق بطقطق..
كل عام وجميعُنا بخير …