الفاتح جبرا

رحيل حزين لرجل نبيل !


عمودي اليوم يتدثر بالسواد وتتوشح أحرفه بالحزن الأليم ، فقد فقدنا بل فقدت البلاد قاطبة واحداً من (أجمل) أبنائها ، طبيب القلوب قبل العيون الدكتور المغفور له بإذن الله الفاتح عمر مهدي ذلكم الطبيب الإنسان والأديب الأريب والشاعر المرهف والرسام الفنان رحل عنا ولم تفارق الابتسامة شفتيه ولو للحظة واحدة.. تلك الابتسامة التي كانت تعادل نصف العلاج بالنسبة لمرضاه.. رحل عنا والألم يغص قلوبنا والدموع تملأ مآقينا ، لقد كان أنسانا بكل ما تعنيه الكلمة قبل أن يكون طبيبا.. كان الفاتح نوعية نادرة من البشر ، ما من كدر يعتريك أو زهج ؟ كل ذلك يختفي بمجرد رؤيته والتحدث معه ، يكفي أن تري تلك الإبتسامة الناعمة علي محياه حتى تزول كل آلامك .

يهتم بالمرضي حتى يخيل إليك أن صلة قرابة تجمعه بهم ، يمازح كبارهم ويلاطف صغارهم ويتطوع بالفحص والعلاج والدواء لمن يري أنهم يعانون شظف العيش ، الطب لديه رسالة يحاول أن يقوم بأدائها على أكمل وجه ، ما أن يقرا أو يسمع بجهاز طبي قد تم إختراعه في مجال العيون حتي يهرع لإقتنائه مهما كلفه ذلك من جهد ومال ، حريصاً أن تكون مستشفاه في مصاف المستشفيات العالمية أجهزة ونظافة وجمالاً
لم يكن الفاتح يتوانى لحظة واحدة في المشاركة في أعمال الخير فكم من مرة ذهبنا إليه ليشارك معنا في فعل خير إلا كان نصيبه هو الأوفر وحصته هي الأكبر بيننا ، كنت أجلس معه مثل هذه الأيام من العام الماضي في عيادته ، سألني عن الإعتداء الذي تم حينها على الأخ الأستاذ عثمان ميرغني بحكم أنني أحد كتاب صحيفة التيار فأخبرته بما كنت أعلم وأن أستاذ عثمان قد أصيب في إحدي عينيه إصابة بالغة ، واصل (الفاتح) عليه رحمة الله (ونسته معي) وهو يتجول في العيادة ويقوم بجمع عدد من الأجهزة واضعاً إياها في شنطة كبيرة ثم بعد أن إنتهي من ذلك قال لي وهو يحمل الشنطة متجهاً للخارج :
– يلاك معاي .. لازم أمشي أكشف على عين أستاذ عثماان هسة
وقبل أن يدير محرك سيارتة إلتفت لي سائلاً :
– بتعرف البيت.؟
وبالفعل أدار (الفاتح) محرك سيارته متجهاً صوب منزل الأخ عثمان )بعدما وصفتو ليهو) حيث قام بالكشف عليه ونصحة بتناول بعض العلاجات وقد رأيت علامات الإرتياح على وجهه ونحن ندلف عائدين وكأنه قد قام بأداء واجب بل دين عليه !
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله ” كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ” (سورة الرحمن 26 ,27)، البقاء لله وحده سبحانه وتعالى، الله يرحمك ويغفر لك ويجعل مثواك الجنة يا اخي دكتور الفاتح عمر مهدي ، إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا بفراقك يا (فاتح) لمحزونون ، فقد كنت نعم الأخ ونعم الصديق، ونعم الطبيب الإنسان ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ربي اغفر له وارحمه وأدخله الفردوس الاعلى في الجنة يا رب العالمين، كم كانت صدمتي وفجيعتي في وفاتك يا أخي كبيرة ، أسأل الله عز وجل أن يتغمّدك بواسع رحمته ومغفرته وأن يُسكنك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا، وان يُلهمني وأسرتك الصغيرة والكبيرة وأهاك وأصدقائك ومرضاك الصبر الجميل والسلوان .
كسرة :
أخي وصديقي وحبيبي (فاتح) سوف أفتقدك كثيراً ، لقد أوجعنا فقدك .. عزاؤنا أنك قد وهبت حياتك (القصيرة) من أجل الآخرين … وهذه هي الحياة التي تستحق فعلا أن تعاش ..

كسرة ثابتة (قديمة) :
• – أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووو)+و+و+و
كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) +(وووو)+و+و+و


‫2 تعليقات

  1. الله يرحمك ويغفر لك ويجعل مثواك الجنة دكتور الفاتح عمر مهدي

    مجرد تصحيح بسيط لعبارة ونحن ندلف عائدين

    الصحيح هو ونحن نقفل عائدين الدلف للدخول والقفل للرجوع

    مع مودتي وتقديري لك استاذنا الفاتح