منوعات

جدل فقهي متجدد.. هل تقام صلاة الجمعة يوم العيد جماعة؟!


أحدث تزامن يوم عيد الفطر المبارك مع يوم الجمعة، جدلاً واسعاً بين بعض العلماء حول إسقاط صلاة الجمعة جماعة والاكتفاء بأداء صلاة العيد والتي تؤدى فجر يوم العيد، وبين مؤيد ومعارض أفتى عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية علي الحكمي بأنه يكتفى بصلاة العيد فقط، ولا يلزم على المسلم أداء صلاة الجمعة، إلا أن عضو هيئة كبار العلماء قيس المبارك أكد وجود خلاف فقهي حول سقوط صلاة الجمعة من عدمه. معللاً ذلك باختلاف أثره في الأحاديث النبوية.

وبحسب صحيفة الحياة قال المبارك في تصريح اختلف العلماء في موضوع إذا اجتمعت الجمعة والعيد، لاختلاف الآثار في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، واختلاف العلماء في تأويلها والأخذ بها، فذهب الإمام أحمد إلى أن مَن صلَّى العيد لم تسقط عنه صلاة الظهر، وإنما تسقط عنه صلاة الجمعة، لكن عليه أنْ يصلِّيها ظهراً، وأنَّ على السلطان أنْ يقيم الجمعة ليصلِّيها مَن لم يصلِّ العيد، واستدلُّوا ببعض الآثار، كقول عثمان «إنه قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان، فمن أحبَّ من أهل العالية أن ينتظر الجمعة فلينتظرها، ومن أحب أن يرجع فقد أذنتُ له».

وذهب أكثر الفقهاء إلى خلاف ذلك، فرأَوْا أنَّ الجمعة لا تسقط، وأنَّ الآثار تدلُّ على سقوط الجمعة عن أهل القرى المتباعدة التي لها جامع واحد، مثل أهل العوالي، والعوالي قرى متناثرة، منها ما هو قريب من المدينة ومنها ما يبعد عنها بمئة كيلومتر، ولم تكن الجمعة في ذلك الزمن تقامُ في كلِّ قرية، بل كانوا يجتمعون لها من قرى متباعدة، فيَشقُّ عليهم الذهاب والإياب، فإذا رأى السلطان أن الجمعة شاقَّة عليهم وأَذِنَ لهم، كما فعل عثمان، فلهم أنْ يصلُّوها ظهراً.

فأمَّا أهل المصر فلا تسقط عنهم الجمعة بحال، لعموم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) وللأحاديث الصريحة في وجوبها، مؤكداً أن المسألة من مسائل الاجتهاد التي لا يجوز الإنكار فيها، والأدلَّة مبسوطة في كتب الفقه والحديث.

فيما قال عضو هيئة كبار العلماء علي الحكمي جاء في نص فتوى اللجنة الدائمة فيما إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة أن في هذه المسألة أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة، فمن حضر صلاة العيد فيرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقت الظهر، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو أفضل.

مؤكداً أن من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولذا فلا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى المسجد لصلاة الجمعة، فإن لم يوجد عدد تنعقد به صلاة الجمعة صلاها ظهراً.

وأشار الحكمي إلى وجوب إقامة صلاة الجمعة ذلك اليوم ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد إن حضر العدد الذي تنعقد به صلاة الجمعة وإلا فتصلى ظهراً وتابع من حضر صلاة العيد وترخص بعدم حضور الجمعة فإنه يصليها ظهراً بعد دخول وقت الظهر، ولا يشرع في هذا الوقت الأذان إلا في المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة، فلا يشرع الأذان لصلاة الظهر ذلك اليوم، لقول بأن من حضر صلاة العيد تسقط عنه صلاة الجمعة وصلاة الظهر ذلك اليوم قول غير صحيح، ولذا هجره العلماء وحكموا بخطئه وغرابته، لمخالفته السنة وإسقاطه فريضة من فرائض الله بلا دليل، ولعل قائله لم يبلغه ما في المسألة من السنن والآثار التي رخصت لمن حضر صلاة العيد بعدم حضور صلاة الجمعة، وأنه يجب عليه صلاتها ظهراً.

من جهته، قال عضو هيئة التدريس في كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى حاتم العوني تسقط الجمعة عن كل رجل صلى العيد ويصليها ظهراً، إلا إمام الجامع الذي يصلي بالناس الجمعة.

وأما صلاة الجمعة ظهراً في المساجد الصغيرة فالأصل صحته، إذا لم يؤد ذلك إلى عدم تميز مساجد الجمعة من مساجد الظهر، «أي أن يكون معلوماً عند الناس أن هذا المسجد إنما يصلي الظهر».

البيان


‫4 تعليقات

  1. تعجبت جداً أن لا تنقل القنوات السودانية صلاة الجمعة عندنـــــــــــــــــــــــا وكنت أستمع إلى الخطبة على قناة النيل الأزرق أو قناة طيبة ثم أنتقل إلى القناة العامة للاستماع إلى خطبة الجمعة من مسجد الشهيد , واليوم جئت كغيري لأحضرها على هذه القنوات , ولكن خاب فألي !! هل هذه الجوامع والقنوات (تحنبلت ) أي صارت تلتزم المذهب الحنبلي ؟ أين السادة المالكية ؟؟ لماذا تـــأمـّر علينا الأفنــدية أو الذين درسوا في السعودية (/من مثل الدكتور عصام البشير مع قدره عندي وعند الكثيرين ولكنه لا يلتزم المذهب المالكي وآية ذلك أنني رأيته أكثر من مرة يخطب بالناس ثم يأمر شخصاً آخر ليصلي بدلاً منه وهذا عندنا باطل وعلى الإمام أن يعيد الخطبة شرطاً إلا لعذر ويلزم إعادة الخطبة أيضاً /) أو تأمرعلينا الذين أكلوا الريالات السعودية و(الدجاج الميت) حتى غيروا مذهب البلاد , ومع أنني في السعودية منذ أن أكثر من ربع قرن لكنني لا أرضى عن المذهب المالكي بديـــلاً وهو مذهب مدقق ومتمسك بأصعب الإفتاءات ( ولا أقول متشدد ) في مقابل التساهل في المذهب الحنبلي وهو مذهب الحيل بامتياز !! للأسف الشديد لا يوجد في بلادنا عالم يقتدى به على المذهب المـــالكي أو أنه موجود لكن لا أحد يــأبه لــه ومن ثم أصبحنا بلا مذهب والافتاءات مائعة ولا أحد يُعتمد عليه !! أين الذين درسوا في المعهد العلمي القديم وأين تلامذة علي أدهم ؟ أين تلامذة الشيخ محمد حجاز مدثر وأين البروفيسور عمر يوسف حمزة والدكتور زين العابدين العبد محمد؟؟ أين الذين درسوا كتب المذهب المالكي ابتداءً من العشماوية والعزية ورسالة ابن أبي زيد القيرواني وأقرب المسالك ومختصر ابن الحاجب أين الذين درسوا كتب ابن العربي ( وليس ابن عربي ) وابن رشد والمنتقى للباجي والتمهيد لابن عبد البر والشروح المختلفة للموطــإ ,وأحكام القرآن للقرطبي , والمدونة لسيدنا الإمام مالك بن أنس ؟؟ كيف يتبدل مذهب أهل السودان من المذهب المالكي العتيد والرصين والمدقق إلى نتف من بعض المذهب الحنبلي المتساهل في الفقه الذي يجيز ترك الجمعة كمثل اليوم !! والمتساهل في الوضوء وفي الغسل وفي الصوم وفي إمامة الصبي وإمامة المتنفل بالمفترض وبالظهر خلف من يصلي العصر وبالقضاء خلف الأداء وبالعشاء خلف من يصلي التراويح … إلخ !! سيرد عليّ أحدهم ويقول : دعنا من الالتزام المذهبي فأينما وجد الدليل فهو مذهبي !! وأرد مستبقاً بأن من يقول هذا لا يعرف الفقه الرائع والحلو والمتماسك والموضوعي في المذهبية وكل متمذهب يدرك أنه مع تمسكه بمذهبه يمكنه الاقتداء بمذهب غيره , ولكنه لا يؤيد هذه الفوضى اللامذهبية ..ما حصل اليوم من عدم صلاة الجمعة هو رأي في المذهب الحنبلي وهو ما عليه الإفتاء في السعودية , ولكن بقية المذاهب ( الجمهور ) كما قال ابن عبد البر على وجوب الجمعة , وترك الجمعة يوم العيد فلم يرد حديثه في الصحيحين وهو (مذهب صحابي ) ويتعارض مع الآية : يا أيها الذين آمنوا إذا نودي … الآية ) والكلام كثير , والله أعلم !!

    1. “أو تأمرعلينا الذين أكلوا الريالات السعودية و(الدجاج الميت) حتى غيروا مذهب البلاد , ومع أنني في السعودية منذ أن أكثر من ربع قرن لكنني لا أرضى عن المذهب المالكي بديـــلاً وهو مذهب مدقق ومتمسك بأصعب الإفتاءات ( ولا أقول متشدد ) في مقابل التساهل في المذهب الحنبلي وهو مذهب الحيل بامتياز !!” … كلامك يدل على جهل فظيع وعصبية قاتلة

  2. “أو تأمرعلينا الذين أكلوا الريالات السعودية و(الدجاج الميت) حتى غيروا مذهب البلاد , ومع أنني في السعودية منذ أن أكثر من ربع قرن لكنني لا أرضى عن المذهب المالكي بديـــلاً وهو مذهب مدقق ومتمسك بأصعب الإفتاءات ( ولا أقول متشدد ) في مقابل التساهل في المذهب الحنبلي وهو مذهب الحيل بامتياز !!” … كلامك يدل على جهل فظيع وعصبية قاتلة

  3. وصفك لي (بالعصبية) واستعمالك لهذه المفردة يا ( متسائل) هو خطــــأ فأنت تقصد (متعصب) وكوني متعصباً , أمر يمكن تفهمه ( كما يقول السياسيون ) !! ولكن وصفك لي بالجهل يماثل وصف الرئيس الأمريكي السابق جورج د. بوش للذين (قادوا ) الطائرتين وفجروهما في البرجين حينذاك بأنهم ( جبنــــــاء ) مما أضحك عليه الصحفيين !! ومع ذلك فإنني لا أدعي العلم , ذلك أنني لم أزل طالب علم منذ أن تخرجت في الجامعة ك. الشريعة منتصف الثمانينات , وأجتهدُ أن أتعلم لأن العلم بحر لا ساحل له (كما لا تعرف ) , وإذا كنت قرأت تعليقي بتمعن وفهم ما كان لك أن ترد على تعليقي بهذه المفردات التي لا تدرك معناها ولا تعرف الطريقة الصحيحة لاستعمالها لأنها مصطلحية , ومن الجائز أن يكون قد (لحقك رأس السوط ) فأصابك في موقع !! وأخيراً أصحح لك كلمة متسائل فهي أيضاً خطـــأ لأن تاء الافتعال تصاغ في الكلمة للدلالة على المشاركة والصحيح أن تقول ( مسائل ) من غير تاء !! هل تفهم ؟ مع تحياتي لك بالعيد السعيد