رأي ومقالات

فوزت بتوقيع أتفاق يتم بموجبه وقف إطلاق نار مؤقت مقابل عشرة جنيهات سودانية


منذ مساء أمس لم تراوح مفاوضاتنا أنا وأبن أختي الصغير الشرير على وقف أطلاق النار – من جانبه – مكانها نسبة لتعنته ووتصلبه وراء مطالبة التعجيزية،
فرغم أننا نتفق على أن حق اللعب تكفله له طفولته وليس لأحد آخر الحق في نزع ذلك الحق منه، إلا أن نقاط إختلافنا تتمثل في أنه يعتقد أن الحق هذا مطلق وغير مقيد بزمان ومكان
“يعني عادي ممكن يرمي ليك مفرقع تحت السرير الساعة سبعة صباحاً وانت كنت مساهر لحدي تلاتة صباحاً بتعيد للاصحاب وكدا”.
بينما أرى أنا أن اللعب ينتهي ما أن يصيب الآخرين بضرر وحينها فأن
“الجد جد والمزاح مزاح” .
ورغم أني وصلت معه قبل قليل لطريق مسدود – للمرة الرابعة منذ صباح العيد – إلا أنني أستطعت وبعد جهد جهيد أن أفوز بتوقيع أتفاق معه يتم بموجبه وقف إطلاق نار مؤقت ومشروط بزمن، بحيث يلتزم هو بوقف أشعال أي من تلك المتفجرات داخل باحة حوشنا الضيق ولمسافة شارعين من البيت بكل الإتجاهات لمدة ساعتين تبتدي من زمن طلوعي للسرير لغرض قضاء قيلولتي بعد أن تم نسف “ليلولتي” بمتفجر ، بينما ألتزم أنا بدفع مبلغ عشرة جنيهات سودانية، كدت أن أنسف الإتفاقية حين حاولت وضع شرط يحرم إستهلاك أي جزء من المبلغ المدفوع في شراء أسلحة متفجرة، إلا أنه رفض حتى مجرد مناقشة هذا الشرط مصراً على أنه حر في إستخدام ماله فيما يشاء وإلا فانه لن يوقع – ربما ساضطر في أعياد قادمة لتوقيع إتفاق مع أصحاب المتاجر التي تحيطنا يتم بموجبه حظر بيع الأسلحة لأبن أختي بإعتباره راعياً للإرهاب، هذا مقابل سداد كل ديونهم علىّ وربما ديون كل أفراد الأسرة وبعض الجيران.
رفعت جلسة اليوم الى ما بعد الغداء، وأتوقع أننا لن نتوصل لجديد طالما ظل متعنتا خلف مطالبة التعجيزية التى تتمثل بالأتي :
– نخليهو يمشي يلعب في بيت ناس نوسة
“ما عارفو طالع لمنو الولد دا”.
– نخليهو يبيت معانا في غرفتنا ونديهو نسخة من المفتاح
“يعني قسمة سلطة”.
– اشتري ليهو عجلة زي حقت حمودي – وللعلم حمودي ابوهو زول مقاول كبير وانا مجرد موظف حكومة
“اي انه يطالب بقسمة الثروة”.
في حال أن لم نتوصل لاتفاق في الجلسة المسائية -وهذا متوقع – فانه ربما سيتم تحويل جلسات المفاوضات لأديس ابابا تحت رعاية ثامبو امبيكي وإشراف مباشر من بان كي مون – الذي لم يعرب عن قلقة ازاء الوضع – او ربما ساضطر لأن اداوم العمل من صباح يوم الغد حتى قبل أن تكتمل عطلتي الرسمية.

بقلم: د. سانديوس كودي