مقالات متنوعة

محمد لطيف : الحزب الحاكم.. استهدف عطبرة أم أضر نفسه


لن أبدأ بالعبارة التقليدية المحفوظة والتي نلجأ إليها كلما استشعرنا حرجا في الدفاع عن شخص ما.. عبارة أن شهادتي مجروحة.. وذلك لسببين.. أولهما أن شهادتي شهادة شاهد عيان رأى وسمع.. عاش وعايش.. ثم إن شهادتي ليس الهدف منها الدفاع عن شخص.. بل الدفاع عن محلية.. وإن شئت الدقة قل مدينة.. مدينة ظلت تحت الركام.. فجاء من ينفض عنها الغبار.. فلم يعجب الأمر الحزب الحاكم.. فقرر أن يبعده عن موقعه.. بحجة واهية.. إنني أعني هنا مدينة عطبرة.. وأعني معتمدها السابق.. الذي يشهد له خصومه قبل أصدقائه أنه جعل من المدينة خلية ضاجة بالحركة.. أول لقاء لي بمعتمد عطبرة السابق كان في دار المؤتمر الشعبي.. قبل سنوات.. وقبل أن يصبح معتمدا.. لكنه كان رئيسا للمؤتمر الوطني بعطبرة.. لفت نظري بوجوده أولا هناك.. ثم بحديثه الموضوعي الانفتاحي.. عالي الاستعداد لقبول الآخر.. وحين أصبح معتمدا لعطبرة لم أتردد في الاقتراب منه.. لا لمصلحة أبحث عنها.. ولكن لقناعة أنه يمكن أن يصنع فرقا.. ولم يخذلني الرجل.. ولم يخذل أهله هناك.. انطلق في مشاريع طموحة وضخمة.. بدءا من إصحاح البيئة.. ومرورا بسفلتة الشوارع.. ثم إنارتها.. وانتهاء بالخدمات الصحية.. وفي كل ذلك لم يعتمد المعتمد على موارد محليته المحدودة.. بل انطلق موظفا علاقاته الواسعة.. لا في الولاية فحسب.. بل حتى في المركز.. معقل السلطة والثروة.. سيما وأنه قادم من الوسط الرياضي.. فأنجز الكثير.. وفي دفتر مشاريعه الكثير أيضا.
مررنا سريعا على ملف الخدمات الصحية.. ولكنا سنقف عندها هنا ببعض التريث.. فقد تابعت جهود المعتمد السابق الحثيثة في أروقة وزارة الدفاع.. حتى وافق وزير الدفاع السابق على رفع مشفى السلاح الطبي المتواضع في عطبرة إلى مستشفى تعليمي.. بل تم الاتفاق بين الطرفين على تحديد مصدر التمويل.. من خارج الموازنات التقليدية.. وليكون المستشفى مفتوحا لمواطني عطبرة وما جاورها.. بما يخفف الضغط عن مستشفى عطبرة القديم.. هل قلت مستشفى عطبرة القديم..؟ حسنا.. لقد تابعت أيضا جهود المعتمد السابق مع جهة ما والاتفاق على قيام مستشفى مواز لمستشفى عطبرة القديم وبجواره.. ولست مخولا بالكشف عن التفاصيل..!
ولأنني.. كما أسلفت.. كنت قد التقيت المعتمد السابق في دار المؤتمر الشعبي.. وكان يومها معارضا شرسا.. فلم أندهش حين دار الزمان دورته.. ووجدت كل أحزاب المعارضة في قاعة اجتماعات محلية عطبرة.. بدعوة من ذلك المعتمد.. كل رموز المعارضة كانت هناك.. بدءا من الحزب الشيوعي وحتى المؤتمر السوداني.. قال لي محدثي يومها.. هذه هي المرة الأولى منذ وصول الإنقاذ إلى السلطة أن يأتي معارضون لهذا المكان..!
والحجة التي قرر بها بعض متنطعي الوطني من مكاتبهم المكيفة في المركز العام.. أن يبعدوا المعتمد السابق لعطبرة.. أنه لا ينبغي للمعتمد أن يكون من ذات المحلية.. ولئن سألتهم لماذا..؟ لحاروا جوابا.. وحتى بقبول هذا المنطق.. غير المنطقي.. فالمعتمد السابق ليس من محلية عطبرة.. بل من محلية أخرى.. فعطبرة مدينة لا ترتهن لقبيلة ولا لعشيرة ولا لإثنية.. المفارقة أن محلية أخرى.. في ذات الولاية.. بقي معتمدها بحجة أنه ليس من ذات المحلية.. رغم أنه أقرب إثنيا وجغرافيا.. من معتمدنا المغضوب عليه..!
إذن.. خسر الحزب الحاكم جهود معتمده السابق السياسية والتنفيذية في عطبرة.. وسيخسرها كذلك حيث انتقل.. فسيذهب وفي ذهنه سؤال.. لماذا..؟ ثم خسر الطب خبيرا متخصصا بارعا في مجاله.. أما إداريا.. ففي أحسن الأحوال سيبدأ من الصفر.. وتعود عطبرة حاضنة تجريب من جديد.


تعليق واحد

  1. اولا التحيه للاخ محمد لطيف.وللموقع
    صلاح حسن سعيد لم نري له اي انجازات ملموسه علي ارض الواقع تلامس قضايا المواطنين واحتياجاتهم ..فهو لم يرصف ولا كيلو متر واحد من الاسفلت ومازالت هنالك احياء في مدينة عطبره يمكن ان تنظر اليها من المحليه ما زالت تغرق في الظلام الدامس …حتي الانارة هي صيانة للموجود ولم تتم اضافة لمبة واحده …وهو كذلك تسبب في قطع ارزاق عشرات الاسر من اصحاب الاكشاك بسوق عطبره التي تمت ازالتها والتي طالبهم فيها بدفع مبلغ 70مليون واعادة انشائها بطريقة معينه وايجارها بمبلغ 2 مليون شهريا وهي لاتتعده مساحتها 3/3…فاليذهب غير ماسوف عليه