الصادق الرزيقي

أفريقيا والصحافة وهلال..


الصحافة السودانية.. دور متقدم
> تحتضن الخرطوم اليوم الاجتماعات المشتركة لاتحادات الصحافيين في وسط وشرق أفريقيا، بحضور رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين «جيم بو ملحا» ويشارك فيها قيادات صحافية من جنوب أفريقيا، ويقدر لهذا الائتمار أن يصنع أكبر تكتل صحافي أفريقي بعد الفيدرالية الأفريقية للصحافيين الجسم الذي يمثل الأقاليم الخمسة للقارة السمراء، وهذا التجمع الذي يلتئم في الخرطوم اليوم، يضم الدول الأفريقية في الوسط والشرق الأفريقي، ويمتد من المحيط إلى المحيط، لدول تتشابه في تحدياتها وقضاياها وهمومها، خاصة في مجال الإعلام والصحافة، حيث لم تعد الجغرافيا تُشكِّل حاجزاً يمنع التواصل والتعاون وتبادل الخبرات والتجارب.
> ويمكن القول كما أشار رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين إن هذه الاجتماعات قمة صحافية أفريقية حقيقية، في منطقة تعج بالصراعات والحروب والنزاعات، فالإضافة إلى ثالوث الفقر والجهل والمرض، ولا يمكن تصوُّر أن هذه البلدان الأفريقية (الكاميرون والجابون والكنغو الديمقراطية والكنغو برازافيل ورواندا وأوغندا والصومال وجيبوتي وتنزانيا ورواندا وكينيا والسودان وجنوب السودان وإثيوبيا) لا تتشارك هموماً صحافية متقاربة، وتبحث عن السُّبل الكفيلة بجعل النشاط والعمل الصحافي ممكناً وميسوراً ويتمتع الصحافيون بالحرية ويقدمون خدمتهم للمجتمع بروح المسؤولية والرغبة في المساهمة الجادة في ترسيخ قيم العدالة والحرية وتحقيق الاستقرار والنهضة في هذا الجزء من العالم.
> الموضوعات في جدول الأعمال متنوعة تناول القضايا التي تقض مضاجع الإعلاميين والصحافيين، وأوضاع العمل وبيئاته المختلفة وكيفية تطوير النظم الكفيلة بتنمية مهارات الصحافيين ودور الصحافة في المجتمعات.. وبما أن الخرطوم صارت أحد أهم ملاذات وانطلاقات العمل الأفريقي في مجال الصحافة واتحادات صحافييها، فإن هذه الاجتماعات سترسِّخ لمبادرات جديدة مع الاتحاد الدولي للصحافيين للارتقاء بمهنة الصحافة وحماية حقوقها والدفاع عنها، وترجمة تطلعاتها إلى واقع ملموس. ومما يُثلج الصدر، أن كل ضيوفنا من القادة الصحافيون الأفارقة وكبيرهم رئيس الاتحاد الدولي يتحدثون عن الدور المتقدم والتاريخي للصحافة السودانية وريادتها في المنطقة.
هلال في العيد..
> يظل الشيخ موسى هلال يملأ الدنيا ويشغل الناس في حلِّه وترحاله، فقد انشغل الناس خلال عطلة العيد برحلته إلى جمهورية مصر، مثلما انشغلوا به ساكناً ومقيماً في باديته او داخل الخرطوم، ومصيبته تكمن دائماً في مواقفه التي تبدو لكثير من الناس غير مفهمومة، هل هو ضد الحكومة أم معها..؟ ولا يستطيع أحد أن يؤكد اليوم أين يضع قدمه.. فمنذ قدومه الى الخرطوم للمشاركة في حفل أداء اليمين الدستورية للرئيس البشير وفي معيته عدد كبير من مرافقيه وأعضاء مجلس الصحوة، لم تنكشف عن الرجل الأضواء، وظل يُلقي بالتصريحات هنا وهناك، مرة ضد المؤتمر الوطني ومرة أخرى قريباً منه، وأحياناً أخرى يترك لنفسه حرية التحرك مع خصوم الحكومة وحزبها..
> لكن موسى هلال يظل هو موسى هلال، عميق الغور، لا حد لما يفكر فيه، ولا يُعرف بدقة ماذا يريد أن يفعل في الغد. فبينما هو ينتظر كيف تتعامل معه الحكومة، يمد خطوطه مع الجميع في كل اتجاه، أطلق لأشرعته العنان وفتحها للرياح حتى تصل مراكبه إلى أية ضفة يريد ..!يظل من لهم رأي فيه وفي ما يقوم به على نقيض معه حتى لو صار له في جنبتيه جناحين كالملائكة، ويظل مؤيدوه معه ولو بانت له قرون كعفريت من الجن ..!
> في رحلته لمصر كثرت التكهنات، وفزع البعض الى التصديق أن الرجل لن يعود، ولم يذهب إلى هناك مستشفياً، وشكك عدد منهم في نواياه، لكنه يربك الجميع، ويلتقي الصادق المهدي وزعماء المعارضة، ثم يظهر في سفارة السودان ومع السفير، ولم تنقطع صلته بالخرطوم، فمن قال إنه ذهب مغاضباً فهو مُحق، ومن قال غير ذلك، هو مُحق أيضاً..
> فمن يستطيع تفسير هذه الظاهرة والحالة، لرجل سيفه مع الحكومة في كل الأوقات، وفوهة بندقيته تشرئب في الفجر الشاحب ساخطة في بعض الأحيان ..! لربما عند عودته كما قال يجد البعض تفسيراً مقنعاً لزيارته للقاهرة ونشاطه فيها، ويُقال إنه أخطر السلطات بها وسافر إلى هناك لينام ملء جفونه عن شواردها وترك الخرطوم تتساءل والبعض يختصم ..