عالمية

“مهاجرات” تنظيم الدولة يبدأن الهجرة العكسية


تتحدث مصادر مطلعة في دير الزور شرق سوريا عن هروب عدد من النساء المنتسبات إلى تنظيم الدولة الإسلامية اللاتي يطلق عليهن وصف “المهاجرات” خلال الأسابيع الماضية على مراحل متقاربة، آخرهن كانت سيدة مغربية تم تهريبها من الحدود السورية إلى الأراضي التركية.

ويبدو أن الأمر لا يتعلق بحالة أو حالات فردية كما يرى مسؤول خلية لتهريب المنشقين من تنظيم الدولة عبد الرحمن الحميدي الذي يؤكد أن “أغلب المهاجرات ينتظرن الفرصة المناسبة للهرب”، بحسب المعلومات التي حصلوا عليها من عدد من المنشقات اللواتي هربن من التنظيم وعدن إلى بلادهن.

وأضاف أن هذا الكلام أكدته مؤخرا السيدة المغربية التي استطعنا تأمين خروجها من سوريا، وهي زوجة لأحد مقاتلي التنظيم الذي يحمل الجنسية المغربية أيضا، لكن الحميدي رفض الحديث عن طريقه هروبها، معللا ذلك بأن هذه الطريقة “يمكن استخدامها في مرات قادمة، ولا نريد أن يعرفها التنظيم”.

وأوضح أن عملية التهريب “لا تتم بين يوم وليلة، بل تحتاج أسابيع عدة، خاصة في ظل تضييق التنظيم على نسائه المبايعات له، والمراقبة الشديدة التي يخضعن لها، وصولا إلى منعهن من استخدام الإنترنت للتواصل مع أهاليهن”.
وذكر الحميدي أن شهادات “المهاجرات” المنشقات كشفت طرق انتسابهن للتنظيم، “وتتمثل في وجود فرق مختصة تراقب الإنترنت وتتواصل مع الفتيات اللواتي لهن ميول لفكر التنظيم، ليبدأ التواصل معهن حول القضايا الدينية والدعوية قبل الانتقال إلى الحديث عن الزواج وإمكانية مساعدتهن على الوصول إلى سوريا”.

وأضاف “في هذا المجال يكون هناك الكثير من الكذب الذي يتم اكتشافه بمجرد الوصول إلى الأراضي السورية، ومنها أن المقاتل العريس يكبر العروس بعشرين عاما، ومتزوج من ثلاث نساء قبلها، ولديه سبعة أولاد، وغير ذلك”.

وتقدر مصادر تنظيم الدولة في دير الزور وناشطون عدد النساء المنتسبات للتنظيم هناك بالعشرات، وتضيف أن أعداد السوريات قليلة، ومعظمهن ممن عملن سابقا في المعاهد الشرعية أو من تم تزويجهن بأحد مقاتلي التنظيم.

وقال مصدر مقرب من تنظيم الدولة للجزيرة نت “إن أكبر تجمع للمهاجرات في حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي، مع أزواجهن المقاتلين”، مبررا وجودهن في هذا المكان بقلة المنازل السكنية في مدينة الميادين القريبة من الحقل التي وصفها بأنها عاصمة التنظيم في “ولاية الخير” قاصدا دير الزور لأنها تضم أكبر تجمع سكاني، وأعدادا كبيرا من النازحين.
وهذه المعلومة أكدها أيضا الناشط سليمان المهدي، لكنه رأى أن سبب في ذلك هو “عدم رغبة التنظيم باختلاط النساء المبايعات للتنظيم مع السكان خوفا من التأثير عليهن، ولمنعهن من الانشقاق”.

وأضاف أن دور المهاجرات هو مراقبة النساء وتفتيشهن عند الحواجز، والدخول إلى العيادات النسائية ومحلات الحلاقة النسائية ومراقبتها، وأحيانا يتم اصطحابهن إلى المنازل التي تنفذ فيها أعمال مداهمة، أو العمل ضمن دوريات الحسبة في الأسواق.

وأوضح المهدي أن عددهن “محدود جدا”، وأشهرهن زوجة “أبو شداد” أحد قادة التنظيم، والتي تتنقل بين الحواجز وتتشدد في تفتيش النساء ومراقبتهن، وتشتكي نساء المدينة من تعجرفها وقسوة تعاملها رغم صغر سنها، مضيفا أنه لم يلاحظ عمل نساء دير الزور المبايعات للتنظيم في أي مجال، وأغلبهن زوجات مقاتلين ليس لهن أي نشاط ضمن التنظيم.

الجزيرة