أم وضاح

“إنصاف مدني” لست وحدك.. الله معاك!!


كل من يعرفها جيداً ممن جمعته بها ظروف العمل أو دروب الحياة الإنسانية يكتشف من غير عناء أو كثير اجتهاد أنها إنسانة بمعنى الكلمة، تحمل دواخلها مساحات من الحب والتسامح نحو الآخر لدرجة أنها لا تعرف في قاموسها غير مفردات “عفا الله عما سلف”، و”الدنيا فيها شنو”، تتقطر طيبة أدخلتها للأسف دائرة السذاجة، لأننا لا نعيش في المدينة الفاضلة، وهذا القدر من الطيبة اللا متناهية لا تفسير له عند الكثيرين إلا أنها سذاجة تورد صاحبها موارد الهلاك!! لم تتخل عن عفويتها رغم أن الأضواء المسلطة عليها والشهرة التي وجدتها جعلت من هن وهم أقل منها ينظرون إلى الناس من علٍ وركبوا ماكينة أضعاف أوزانهم الحقيقية!!
لم يجعلها تصفيق الأيدي ولا فلاشات التصوير تتخلى عن واجباتها ومسؤولياتها، وظل منزلها مفتوحاً للأهل والمعارف من ضاق به منزله أو ضاقت به الحياة، فلم تكشر في وجه أحد ولم تتأفف وتقول العيشة غلبتني!! لم أسمع شخصاً قال إنه ذهب إليها لتجامله في مناسبة ودخلت معه في تفاصيل مالية، وكثيراً- وأشهد أنا على ذلك- جاملت وغنت وشاركت على حساب قوت عيالها ولم تتلق مليماً واحداً وكأن الفرح فرحها والمناسبة مناسبتها، لتظل المغنية صاحبة الصوت الجميل والأداء المهيب تصنع الفرح وتشارك الناس ابتساماتهم.. ويوم أن انكسرت وبكت لم تجد من يمسك يدها أو يمسح دمعتها!! نعم من أعنيها هي الفنانة “إنصاف مدني” الصوت الطروب والأهزوجة التي لن تتكرر، القلب الحنون التي تبكيها مناداتها بـ(أم كنين) ولم تكن تدري أن الغدر والحنية ستجعل “كنين” يبعد عن حضنها الدافئ.. وباختصار شديد وكما يحدث لنا جميعاً تعثرت “إنصاف” واستدانت وهي تعلم أنها يمكن أن تفي بدينها وهي الأكثر طلباً والأكثر قبولاً، لكن طيبتها الزائدة لم تمنع عنها وحوش السوق الذين كانوا يؤجلونها الدين ويمهلونها أياماً ويضعون الصفر تلو الصفر أمام الرقم الحقيقي حتى وصل الدين حداً ما عادت المسكينة قادرة على سداده وهي التي دفعت أضعاف أضعاف أصل الدين على مر الشهور الماضية، لينتكس الصوت الجميل ويختفي مجبوراً مقهوراً، ورغم ذلك لا تزال (السيدة الأبنوسية) تتمسك بحبال الأمل والفرج في إيمان محير وعزيمة تدعو للإعجاب.
بصراحة لأول مرة أكتب زاوية ولا أدري لمن أوجهها.. هل أوجهها للشعب السوداني الذي عطرت “إنصاف” لياليه وأمسياته، فكانت بخور صندل ضمخ تلك الليالي بأن ترتفع الأيادي للمولى عزّ وجلّ ليحل كربة “إنصاف” وتعود لمعجبيها وتعود لأسرتها؟! أم أوجهها للذين يطاردونها بشيكات هم يعلمون تماماً كيف وصلت إلى هذا الرقم المخيف وأن تصحوا ضمائرهم ويعودوا للحق ولأصل الدين وخربانة أم بنياناً قش؟ أم أوجه زاويتي للسيد وزير العدل أن يتقصى من القضية و”إنصاف” حاولت أكثر من مرة أن تلج بابه لكنها لم تفلح ويحيل الملف بأكمله للثراء الحرام لأن أصل الدين تستطيع “إنصاف” وبالاتفاق أن تقوم بسداده من عرق جبينها وهي التي رفضت بشموخ أن تستعين بأي شخص لحل ضائقتها رغم أنها دخلت كثيراً من البيوتات الكبيرة وتعرفهم ويعرفونها بصورة شخصية؟!
في كل الأحوال لن أعفي “إنصاف” في أنها مارست حسن النية بلا حدود، وبذلت الطيبة في شأن ينبغي أن يقف عنده الشخص حذراً متوجساً ويرفع فيه قرني الاستشعار، وثقتي في الله بلا حدود أن يحل أزمة “إنصاف مدني” وتعود للساحة نجمة بلا منافس وإنسانة بلا حدود.
{ كلمة عزيزة
لم تخرج برامج العيد في معظم الفضائيات عن دائرة التقليد الأعمى، فإما فنان وشاعر أو لاعب كرة وكوميدي أو حوار نسائي بحت ومعهن فنانة.. لم تستطع فضائية واحدة أن تقدم برنامجاً متميزاً له لونية متفردة أو هوية خاصة به، لذلك كله يشبه بعضه مع اختلاف التوابل أو أدوات الـ(ميك آب) التي لم تستطع أن تخفي التشابه الحقيقي الذي كان رابطاً بين هذه البرامج.. في العموم رمضان والعيد القادمان أيضاً سيفاجئان جحافل السادة المعدين والمخرجين.. من هسع أقعدوا واطة وفكروا فيما يستحق أن يشاهده المشاهد السوداني الذكي اللماح.
{ كلمة أعز
الفضائية السودانية قدمت برنامجاً عن أصحاب الاحتياجات الخاصة كان قمة في الإنسانية والبساطة، أدارته سيدة بحرفية عالية كان سينسفها وجود أية مذيعة لم يرتفع حسها الإنساني بهذه الشريحة.