عثمان ميرغني

حيرتونا!!


بصراحة.. كما يقول جمهور الـ(فيسبوك).. أنا مضطر أعمل (لايك) Like.. و(لايك) كبيرة لحزب المؤتمر الوطني.. بالله تفرجوا –بالإعادة البطيئة- على هذه التمريرات الحلوة..
حزب المؤتمر الوطني يرسل إشارة (مس كول) لحوار وطني.. فيتفاجأ بحفاوة استقبال أحزاب المعارضة التي هرولت زرافات ووحداناً والبشر يعلو وجههم.. يخبئون في جيوبهم (المفكات) فقد حان وقت (تفكيك!!) المؤتمر الوطني وحكومته !!
الوطني يستمهلهم قليلاً.. المرة الأولى ثلاثة شهور.. ثم بعدها ثلاثة شهور أخرى.. ثم كوَّن لهم لجنة أطلق عليها (7+7) من باب ترفيع المقام لتمنح عظمة الإحساس بنغمة مجموعة (5+1) التي تفاوض إيران..
وبعد أن شبعت أحزاب الحوار تعاركاً في اختيار مندوبيها في اللجنة.. طلب المؤتمر الوطني مهلة بسيطة.. الانتظار حتى يكمل إعادة انتخاب هياكله الداخلية.. وبعد شهر أكمل الوطني ولادة مؤسساته الداخلية حتى مؤتمره العام.
ثم.. طلب حزب المؤتمر الوطني مهلة جديدة.. حتى نهاية الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. ونفخت أحزاب الحوار بكل ضجر الهواء في وجهه ولكنها عادت واستغفرت وقررت أن تنتظر..
وانتهت الانتخابات.. وفاز فيها الوطني على نفسه بجدارة.. ومهلة جديدة (أدونا فرصة نكون الحكومة والولايات..).
واكتمل تشكيل الحكومة وحكام الولايات.. وجاءت أحزاب الحوار متلهفة تطلب من الوطني الموعد الجديد.
البروفيسور غندور رد عليهم.. (أنتظرونا بعد رمضان..) وكتبت هنا في (حديث المدينة) وسألت غندور (ما علاقة رمضان بالحوار؟).. التقويم الأفرنجي مفهوم.. لكن (رمضان)!! .. وقلت له طالما تحولنا إلى التقويم الهجري الإسلامي أخشى بعد رمضان أن يكون الموعد الجديد بعد (الحج)!!
على كل حال.. لا جديد سوى أن نبوأتي تحققت (بعد الحج).. فيصبح السؤال القديم متجدداً مرة أخرى.. (من يقنع الديك؟).. من يقنع أحزاب الحوار أن المؤتمر الوطني جاملهم بما يكفي.. وأنه حان الوقت لينفضوا ثيابهم ويبحثوا عن مسار آخر.. حوار آخر..
صحيح أن (لعبة الزمن) التي مارسها المؤتمر الوطني (لا تحتاج إلى بطل) على اسم الكتاب الذي ألفه الجنرال الأمريكي شوارزكوف قائد جيوش التحالف الدولي في حرب الخليج الثانية؛ ليكشفها.. لكن الأصح أن أحزاب المعارضة في انتظارها لحوار لا يريد أن يأتي، كانت تبرهن على قلة الحيلة وشح الخيارات.. وضعف الخيال والحال..
الأمر (لا يحتاج إلى بطل) لرؤية الخلل.. حزب المؤتمر الوطني أرهق نفسه في انتخاباته الداخلية.. ثم عياناً بياناً وفي رابعة النهار أخرج الدستور وأجرى عليه (عشرين!) عملية تجميل ليناسب مقاسه.. بما فيها عملية جراحة دقيقة لقانون الانتخابات.. فأعاد هيكلة السودان كله من خلال المواد التي جرى تعديلها.. ثم ذهب إلى الانتخابات وهو يمد لسانه طويلاً لكل رجاءات المعارضة أن ينتظرها ريثما تحاوره وتتفق معه..
ثم فاز بالانتخابات وأصبح أقرب موعد متاح لجبر خاطر المعارضة في العام 2020..
من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.. ومن كان ينتظر الحوار الوطني.. فإن الحوار آت..!!
يوم القيامة العصر..!!


تعليق واحد