تحقيقات وتقارير

الكهرباء جات.. هسي بتقطع!متلازمة نقص المياه والكهرباء.. تحرمني ليه


مشت بين الناس قديما أنشودة منولوجية ساخرة (الكهرباء جات أملوا الباغات هسي بتقطع يا جعفر) في إشارة إلى الرئيس الراحل جعفر نميري. ذات السخرية والتهكم وحالة السخط والغليان جرت ليل نهار بين ألسنة الناس خلال الفترة الماضية، والنيل يشق طول البلاد وعرضها، ولا حلول بين يدي المسؤولين لحسم أزمة تطاولت في الأرجاء ليتفاوت تأثيرها بين أجزاء العاصمة الخرطوم صاحبة النصيب الأكبر في متلازمة القطوعات وبقية الولايات الأخرى.

نعم نادرة
“الموية والكهرباء عذبونا، كل يوم قاطعات”، عبارة تفوه بها أحد ركاب حافلة كانت تشق طريقها من أم درمان إلى الخرطوم، سرت همساً بين الركاب ثم ارتفعت لتتحول لمشروع نقاش جدي لم ينته إلى نتيجة، لكنه حسم بوصول الحافلة لموقف كركر الذي كان يمور ضجيجا بفعل حركة أيدي (أحمد) ذي الثلاثة عشر ربيعاً، وهو يجوب الموقف بـ(جركان) رفقة (كوزين) يضربهما ببعضهما ليلفت أنظار المارة إلى سلعته التي استطاع توفيرها في وقت فشلت فيه وزارات بجيوش جرارة في توفيرها!
قطعاً، لا يبدو (أحمد) سعيداً بمقدرته على توفير المياه لمن يرغب فيها في السوق رغم أنه يستطيع كسب قوت يومه منها، لأن ما يكسبه بيمينه ينفقه بشماله على توفيرها في منزل أسرته التي كغيرها تعاني هذه الأيام الأمرين في الحصول عليها ورفيقتها في الحل والدفع الكهرباء. هنا تبدو العلاقة التلازمية بين الاثنين (الماء والكهرباء) أنها لم تكن في صالح المواطن، والتفسير البسيط يقود إلى ربط فقدان الأولى بالثانية وهذا ما أقلق مضاجع سكان جميع الولايات وعلى رأسها الخرطوم إذ تنبئك فاتورة الهيئة القومية للكهرباء بضرورة استقطاع رسم المياه الغائبة في جوف الصنابير. حكاية يرغب المواطن في الفرار منها للعجز الفاضح في توفير سلعتين يُدفع ثمنهما مقدماً دون ضمانات لاسترداد هذا الحق.

عجز فاضح
عجز هيئتي الكهرباء والمياه البائن في توفيرهما تجد له تلك الجهات مبررات دائمة، علقها معتز موسى وزير الكهرباء على شماعة العوامل الطبيعية المتمثلة في عجز الإمداد المائي نتيجة لقلة الأمطار والطمي المتراكم في المحابس كل عام. وعود مبذولة من هيئة المياه بولاية الخرطوم وعلى لسان واليها الجديد عبد الرحيم محمد حسين بإيجاد حلول إسعافية للأزمة رغم مرور ما يربو على الشهر أو يزيد قليلاً دون أن يلوح في الأفق حل، مما جعل المبررات والوعود الملحقة بها تتقزم بين يدي المواطن دون أن تروي ظمأه.

الدولة في أعلى هرمها ممثلة في رئيس الجمهورية تحسست الأزمة بين يدي تظاهرات عدة خرجت في أحياء العاصمة الخرطوم ومدن أخرى بالبلاد جراء تكرار قطوعات الإمداد الكهربائي والمائي عن الناس بعد أن صارت الأزمة السمة العامة، الاجتماع المطول الذي استمر زهاء الأربع ساعات وجمع الرئيس بوزير الكهرباء أمس الأول بالقصر الجمهوري انصب في اتجاه محاولة للحكومة ملاحقة للبحث عن حلول قبل الانفجار، صبيحة اللقاء ضجت الأسافير وصفحات الصحف بمانشيتات حمراء حملت بين أسطرها تصريحات غامضة لم تفسر ما إذا كانت الدولة قد قررت مسبقاً زيادة تعرفة الكهرباء أم أنها جعلت التوجيهات بأن يكون أصحاب الدخل المحدود خطوطا حمراء محض تصريحات استهلاكية ليس إلا!!.

 

سلمى معروف
صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. العمل شنوووووووووووو؟ وبعدين مع الفشل المستفحل
    ابسط مقومات الحياه غير موجودة الدولة عجزت تماماً عن توفيرها ياااااااااااااااحسرتاه واااااااااااااااااأسفاه عليك ياوطن
    مين السبب؟