زاهر بخيت الفكي

ماذا فعلتُم فى غيرها..؟


تغيير مجرى النيل الأبيض أحدث النظريات..
قول يُضاف إلى جملة ما قيل خلال ربع القرن الأخير..
مُمكن جداً فى بلاد العجائب والمُنظراتية أن يتغير حتى مجرى البحر الأحمرعلى الورق ومواقع الانترنت والواقع لا شئ يتغير، ما زالت الأبيض المدينة التى تبعُد كيلومترات قليلة جداً مع تقنية اليوم تُعانى من العطش وبورتسودان وأريافهما إن كُنا نستطيع فعل شئ لأرويناهما من ماء النيل ولكن ، عجباً والخرطوم نفسها التى يُعانق فيها الأبيض الأزرق مازالت عطشى ويأتينا من يُحدثنا عن تغيير مجرى النيل الأبيض، أى نيل هذا الذى تود تغيير مجراه يا عزيزى..
هى فكرة ربما يُمكن تنفيذها والاستفاده منها عند غيرنا ولن تحتاج منهم إلى كثير وقت إن اثبتت النظرية جدواها وما مشروع قناة السويس قديمها والحديث ببعيد عن الأذهان (مثلا) ، أما هُنا فلا والكُل يسعى فى إشباع رغباته وطموحاته الشخصية والأنانية (ثقافة) ، هى فكرة من جاءنا بها لم يهنأ بها وقد جاء بعده من يُفند ويطعن فى جدوى المشروع وآخرينسب النظرية إلى نفسه وهكذا ديدنا ، دائماً ما نختلف قبل أن نبدأ فى المشاريع القومية والسياسات التى تهُم البلاد وما فيها من عباد ، يكفى يا هؤلاء مشاريع الوهم هذه التى لن تُخرج البلاد من أزماتها ولن تحُل صراعاتها ولن تتوقف بها حروباتها وكلوا (وهم فى وهم) والكل يسعى لتلميع ذواتهم أما الوطن فالله وحده القادر على حمايته وإخراج أهله من ما هم فيه..
إثنين مليون فدان أراضٍ يتوقع أن يُرويها مشروع مسار النيل الأبيض الجديد وكثير من الفوائد الأخرى ذكرها هؤلاء..
ماذا فعلنا فى مشروع الجزيرة ومساحته الجاهزة الأن تفوق المساحة المتوقع أن يرويها المشروع (الحلم) فى حال أن قيض الله من يُنفذه على أرض الواقع ..
السليت الجموعية الواحة (سُندس) مشاريع فى قلب الخرطوم منها ما هو قائم منذ سبعينيات القرن الماضى بالله عليكم أى فائدة جنيناها منها وهى القادرة بما توفر فيها من أراضٍ ومياه على جعل الخرطوم ولاية تُشبع نفسها وغيرها ..
ماذا عن مشروع تُرعتى الرهد وكنانة المشروع القومى (الحلم) وقد أنفقنا فيه من الأموال والوقت الكثير هل من جديد فيه ربما ما صُرف عليه قادرٌ أيضاً على تحويل مجرى النيل إلى أى مكان نُريده لم نستطيع أن نُكمل تنفيذ التُرع ، هل يا تُرى فى مقدورنا تحويل مجرى النيل الأبيض..
مشاريع الاعاشة فى النيل الأبيض وقد احتل المسكيت أراضيها ، مشروع الفاو وخشم القربة وغيرها من المشاريع القومية الكُبرى التى يجب أن تُعمَر لا أن تُدمَر هل تم انقاذها والاستفادة منها..
لقد أثبت الواقع تفوقنا ونجاحنا فى تدمير وإفساد ما عندنا واعاقة واحباط من يسعى للعمل الجاد المُثمر بيننا ..
غيروا أنفسكم أولاً حتى يُغير الله ما بكم وأتركوا النيل الأبيض كما هو..
والله المُستعان..