تحقيقات وتقارير

قصة الباخرة (دهب).. الإبحار عكس التيار من جده إلى سواكن


توقيعات (العائدون).. سياط على ظهر الإدارة
حجوزات ورسوم لغرف (عائمة).. وأسر تنام على الممرات.!

في وقت كان فيه ميناء سواكن يحتضن إحتفالية بهيجة بإمتلاكه للباخرة (دهب) وإنزال العلم المصري الذي إستبدل بالسوداني، كان العشرات من البحارة المصريين في حالة إعتصام إحتجاجاً على خطوة بيعها –رئيس الجمهورية الذي تجوَّل داخل العبَّارة دهب، وتساءل عن الكثير بداخلها قبل أن يبارك الخطوة بقوله: (مبروك.. تربى في عزكم) بعث إليه العشرات من المغتربين العائدين إلى الديار والذين صادفت عودتهم عبر ذات العبارة مر الشكوى عبر (السياسي) جراء المعاناة التي واجهتهم أثناء ركوبهم للبحر على ظهر (دهب) التابعة للخطوط البحرية السودانية والتي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الخصخصة حسب المصادر- قال المسافرون إنهم فضلوها على كثير من (العبارات) الأخرى بسبب سودنتها دون أن يدروا بأنهم وأسرهم قد ركبوا الصعاب قبل أن يركبوا البحر.. الأهوال والمصاعب التي واجهت العائدين إلى وطنهم السودان لم يجدوا حيالها بداً غير أن يدفعوا بشكوى إلى الصحيفة حملت توقيعات نحو خمسين عائداً كشفوا من خلالها جوانب القصور من قبل الإدارة –توقيعات أشبه بـ(لسياط) على ظهر المسئولين عن العبارة دهب-.!

بداية المعاناة
ضابطان سودانيان فقط بالصالة المخصصة للتخليص الجمركي بجدة لتكملة إجراءات السفر -من تأشيرة وخلافه مقابل المئات من السودانيين المنتظرين في صفوف غير متوازية بحثاً عن وضع تأشيرة المغادرة إلى الوطن – هكذا تحدث بعض العائدين إلى الديار للصحيفة كاشفين عن معاناة واجهتهم أثناء تواجدهم في صالة تم تخصيصها لتكملة إجراءات المغادرة التي وصفوها بـ(الذل والمهانة) للمغتربين السودانيين في طريق عودتهم إلى (الوطن).
وقال محمد أحمد صابر أحد العائدين بالباخرة (دهب) عضو الآلية الوطنية لحماية العاملين بالخارج إن معاناتهم بدأت منذ أن شرعوا في العودة إلى حضن الوطن بفحص الأوراق والمستندات الثبوتية خلال عرضها على المسئولين السودانيين بجدة وأوضح أن ضابطان سودانيان فقط تم وضعهما في صالة من أجل منح التأشيرة قبل المغادرة، وأشار إلى أن السفارة السودانية كان منوط بها أن ترفع من عدد العاملين بالتأشيرة طالما أن الفترة تشهد إزدحاماً بسبب عودة المعتمرين، وتساءل كيف لضابطين فقط أن يسارعا في تكملة إجراءات المئات من السودانيين؟، قال: تلك الإجراءات تسببت في تأخير الكثيرين من المغادرين السودانيين لجدة عن موعد الوصل الذي أعلنته إدارة العبارة التي إنتظرت وصول بعض الأفراد لقرابة العشر ساعات قبل إقلاعها لميناء جدة.. وزاد بالقول: بعد معاناة الإجراءات بدأت معاناة الخدمة داخل الباخرة دهب.. لافتاً الإنتباه إلى أن نحو خمسين مغادراً قد قاموا بدفع مبلغ خمسمائة ريال كقيمة تذكرة وحجز غرفة إلا أنهم تفاجأوا بعدم وجود غرف الأمر الذي إضطرهم للنوم مع أسرهم على الممرات طوال الرحلة، وأوضح: على المستوى الشخصي حضرت مبكراً وعليه إستلمت غرفة حسب المبلغ (خمسمائة ريال) إلا أنه أكد أن هناك الكثير من الأسر التي شربت المقلب مما جعلهم في موقف صعب مع أسرهم.. وذهب صابر لأبعد من ذلك عندما وجه إنتقادات حادة لإدارة العبارة دهب بسبب قلة الخدمات.. لافتاً الإنتباه إلى أن الباخرة ورغم العدد الضخم من المسافرين بها إلا أنه ليست بها غير كافتيريا صغيرة فشلت في إستيعاب رغبات المسافرين رغم أن الدنيا صيام.. وقال: ناهيك عن الكافتيريا كل دورات المياه بالباخرة طفحت في منظر مقذذ يثير الإشمئزاز.

إحتيال
الطيب حسن الخليفة وصف رحلة العود بالعبارة دهب بـ(الكارثية).. وقال خلال إتصال هاتفي مع (السياسي) إنه قام بدفع مبلغ خمسمائة ريال لإحدى الوكالات مقابل قيمة تذكرة وحجز غرفة لأسرته التي قال إنه قصد راحتها بسبب الصيام إلا أنه تفاجأ لحظة وصوله إلى العبارة بوجود صفوف من المفترشين للأرض مستغلين ممرات العبارة في منظر لا يلق وكرامة السودانيين.. وقال: بعد وصولي طلبت من الإدارة أن تشير لي إلى حجرتي إلا أنني ظللت لساعات أُلاحق في الإدارة.. وقال: أخيراً علمت أن لا غرف فارغة بالعبارة الأمر الذي دفعني إلى المطالبة بإسترجاع قيمة التذكرة إلا أن الإدارة ظلت في حالة تماطل إلى أن نزلت مع أسرتي بسواكن وغادرت الباخرة وأنا أجرجر أذيال الخيبة والندامة.. وأوضح الطيب بأنه فضل السفر عبر العبارة دهب لجهة أنها سودانية وتم الترويج لها بسمعة جيدة – وقال إن الذين سمع عنه بحث عنه ولم يجده، وقال: الخدمات داخل العبارة أقل ما توصف به أنها رديئة، خاصة الحمامات والكافتيريا، وقال: لا يعقل أن يتم ترحيل المواطنين كـ(الأنعام) دون توفير الحد الأدنى من الرفاهية خاصة وأن وجود العبارة يمكن أن يسهم في رفع نسبة السياحة، وأشار إلى أن أغلب المسافرين قد شعروا بالملل وتمنوا وصولها إلى الميناء حتى يضعوا حدا للمعاناة التي يعيشونها بداخلها – وشدد الطيب على إدارة الباخرة بضرورة إرجاع قيمة التذكرة لكل من يحمل تذكرة تؤكد حجزه لغرفة لم يتحصل عليها في العبارة دهب.

سوق أم دفسو
وصف المواطن محمد عبدالله بادي ما راه أثناء رحلته بالعبارة دهب بأنه أشبه بما يحدث داخل سوق أم دفسو من خلال الفوضى وعدم النظام للمسافرين فضلاً عن غياب المصداقية في مواعيد إقلاع الرحلة التي تأخرت كثيرًا بميناء جدة وإستمرت لساعات طوال أصابتنا بالملل قبل أن نحمد الله على وصولنا سالمين بعد رحلة شاقة ومتعبة رغم أنه يفترض أن تكون أشبه بالتنزه كونها قاصدة الديار عبر البحر ومع الأهل والرفاق إلا أنها كانت غير ذلك لسوء التنظيم من الجهات التي كان ينبغي لها أن تسعى إلى راحة الناس ومعالجة إشكالاتهم.. وقال: على المستوى الشخصي دفعت مبلغ قيمة الغرفة كاملاً إلا أنني لم أجد الغرفة ولا حتى المبرر إلى الآن عن عدم توفرها رغم أن هناك من تحدث عن سمسرة قام بها وكلاء الوكالات التي قمنا بالحجز عندها.. وذهب بادي لأبعد من ذلك عندما أقسم بالله أنه لن يقترب مجدداً من الباخرة دهب وإن وزنوه ذهباً.
عدم مصداقية
أجمع عدد كبير من العائدين عبر الباخرة دهب بأن الإدارة لم تلتزم بالحجوزات والفئات وأنها تصرفت في غرف كانت محجوزة مسبقاً هذا فضلاً عن تردي خدمة النظافة على الباخرة سواء داخل الغرف أو على الممرات مما أدى إلى توالد بعض الحشرات مثل (المرقوت) على بعض الأسرة، كم أجمع العائدون على أن التكييف العام بالباخرة رديء جداً مع إنعدامه في بعض الغرف مما زاد من حالة العطش وسط الصائمين.

هروب المسئولين
شكى العائدون إلى أرض الوطن بالباخرة دهب من تهرب إدارة الباخرة من إستفسارات المتضررين والإلتفاف إلى قضاء حاجاتهم الخاصة دون مراعاة للظروف التي كان عليها المسافرون مما يعكس سوء الإدارة –كما إشتكى بعض المسافرين على نوعية الطعام الذي قدم لهم مع تردي الخدمة المصاحبة، بل ذهب بعضهم لأبعد من ذلك عندما إتهم المسئولين عن الطعام بممارسة الغش في تقديم الوجبات، وقال بعضهم: يقدمون إليك النقانق على أساس أنها سجوك.!

تحقيق: عبدالرحمن حنين- السياسي


‫9 تعليقات

  1. وعليكم بالصبر صبرا يبل الابنوس .. الصبر الصبر حتى يتآكل جهاز رعاية السودانين بالخارج المصديء اصلا.. والسفارات والقنصليات الغائبة والنائمة في العفش مدخرات المغتربين بالمملكة العربية فقط تشتري كل عام باخرة (كرت) ولكن هناك مستفيدين من هذه الازمات أزمة في الدجاج وأزمة في نقل الحجاج وأزمنة والحال ياهو الحال. وخليك من الباخرة دهب ميناء سواكن بوضعه (الخالي) هذا يصلح لاستقبال مسافرين وبعد أن تخرج روحك بالميناء وتخرج منها تحتار وين تروح ؟ وهناك بشريات من جهاز المغتربين بفتح فرع للجهاز بسواكن وهذا الفرع سيمثل زيادة عب او قل عبث ..

  2. مان ظهر من انا ماعارف علاقة الضبط السودانيين باجراءات الخروج من جده شنو الكلام ملخبط لخبطة ما عادية دى بي ملوح شنو كلام فارغ غير مرتب التقول كاتبو سراج النعيم ول فردته التانية المثني احمد ياهو شكل كتابتهم يصوتو ويجوطوا وما تعرف في النهاية الفكرة اصلا شنو والل علوز يفهمني هذ الموضوع.

    1. يا المسلمي والله ما فهمت شيء من ردك (مان ظهر) (الضبط السودانيين) ( دى بي ملوح) ( لتقول كاتبو سراج النعيم ول فردته التانية المثني احمد) ( يصوتو ويجوطوا)
      ممكن تشرح لي الكلام البين قوسين.

  3. يا زول انت جادى دى كلام شنو ضباط جوازات السودان الدخلهم في الخروج من جده شنو ثم ثنانيا اول مرة اسمع انو البواخر بتقلع زى الطائرات ويبحر دى تستعمل للقعونج والله النيلين دى بقت عذاب مرة سراج النعيم ومرة واحد اسمو المثني احمد عايز يجلد السودانيين بالسوط اكثر مما هم مجلودين واحد يكتب كلام الطير في الباقير وتقدم النقانق عي اساس انها سجوك!!!!! الاخوة في النيلين ارجوكم ارتفعوا عن الهيافة وشوفوا الكتاب الممكن نستفيد منهم او علي الافل نفك الدبرسة مش كتاب يصنعوا الاحباط!!!!!!

  4. كنت داير اجي السودان بالباخره لكن الحمد لله …المؤمن من اتعظ من غيره

  5. الواحد يستغرب كيف الناس نامت والله فيها مرقوت كل واحدة رابطه ليها زردية ما ممكن تنوم لا باليل ولا بالنهار
    لا اظن ان هذه الباخره كانت مصممه لبشر
    وكان فيها خير ما كان رماها الطير

    لا اظننى سوف اركب هذه الباخر حتى لو كلفنى قضاء بقية عمرى خارج السودان

  6. زمان قلنا فى تعليقنا على شراء هذه السفينة ان شراء سفينة مستعملة وعمرها اكثر من عشرين سنة من اصعب الاشياء وتحتاج لعدد كبير من المهند سين والخبراء لان السفينة بها عدد كبير من الاجهزة والمعدات الفنية التى تتطلب فرق متخصصة فى كافة الاجهزة المختلف والمتعددة فهنالك بدن السفينة والماكينات الرئيسية والمولدات الكهربائية واطلمبات والمدات الملاحية ومعدات السلامة ووووووووووووووووووووووو . وعادة عند شراء سفينة مستعملة يتم تفتيش كل اجزاءها والزام البائع بتاهيل جميع الاجهزة والمعدات المعطلة واعتماد كافة التصليحات بواسطة شركة تفتيش معتمدة ز لكن يبدو ان الشراء تم بطيقة عشوائية ام غمتى ذى سودانير الادوها لشركة عارف الجابت خبرها!! والظاهر من تعليقات اركاب الشفناها دى مافى زول تانى بركب السفينة دى الا يتم تاهيلها من جديد والله يكون فى عون المغتربينالاتحرموا من السفر جوا وبحرا والله يستر ما يتحموا من الوطن ذاتو

  7. وكيف تمارس الداخلية السودانية شغلها في ميناء اخر غير اراضيها لول مرة اسمع ان هناك ضباطا في المينا بجدة ياشروا او يفحصوا اوراق مسافرين؟؟
    ايه المانع يكون في الميناء بعد رسو الباخرة .. والراكاب خارجين .. او اثنا تحرك اباخر وخلال ساعات السفر ..
    بالطبع الاشتروا الباخرة لم يقوم اي وفد فني يفحص فباخرة استعمالها المصريين هل يكون فيها رجاء ولا روح .. الدليل اهو الصرف الصحي لم يكن يعمل وطفحت الحمامات .ثانيا كما هو معروف لايسمح ميناء المغادرة لاي باخرة ان تبحر بعدد اكثر من الحمولة التي تحملها في الترخيص فكيف سمحت ادارة ميناء جدة بالابحار؟؟
    حين رأى الركاب الامر كذلك وهناك سرقة واضحة ونصب عيني عينك لماذا لم يححتلوا الباخرة بعد الخروج من المياه السعودية ورفضوا النزول في مينا بورتسودان حتى يستلموا حقوقهم .. وبعد الوصول اغلاق ابواب الباخرة حتى لا يدخل الامن وانما فقط مفاوضين واغاثة