فدوى موسى

حيز نفسي


لم يكن الأمر يستحق اكثر من معرفة مدى الإيمان والاقتناع بما تقوم به من عمل أو تحرك لتعرف انك تمتلك ناصية الإتقان.. فالحيز النفسي الذي يمتليء بالثقة والرضا عما تقوم به يشكل دافعاً قوياً يسوقك للوصول الى حد الدفاع والإستماتة عما تشغله من حراك ولكن ان تعمل بدوافع الاعتياد والميكانيكية دون تشبع جوهر الروح بما أهمية ما تقوم به يفوت عليك الكثير من فرص تحقيق المكاسب وإشباع الدواخل بذلك.. ويظهر وقع تلك الآلية المعتمدة على الاعتياد عندما تفطن لكليات غائبة عن ذهنك فسؤال بسيط ربما يفجر في نفسك حالة يقظة وانتباهة في زمن الغفلة لو قلت ما هي واجباتي ومهام الكيان أو الجهة التي تتبع لها أو أعمل تحت مظلتها.. ستتفاجأ بغليان لكثير من المفاهيم التي تؤطر لأدبياتك الخاصة بهذا الجانب وربما تتأكد انك لا تملك التنظير والأدبيات المفسرة لاقتناعك بعملك.. إذن لابد من شحذ الحيز النفسي بالدوافع ومن ثم الانتظار الايجابي للنتائج.
على كيفكم؟
«ماشين جايين على كيفكم».. ونظرية الارتجال تضرب في أعماق الأعماق لتجلي حقائق العشوائية التي نعيش بها.. هب انك تعمل في موقع ما وعليك ان تنفذ بموجب ما تخطط له خطة محكمة.. تجد انك تعمل بعيداً على أرض الواقع ولا تلامسها إلا لماماً.. فسلسلة الإرتجال من العالم المحيط بك حتى من داخل أفكارك المتواردة الطارئة تجعلك غير ملزم إلا بما يتأتى ويمكنكم تنفيذه فلا الأفكار الخلاقة جائزة ولا التخطيط المبكر منفذ.. كل الخلاصة مبدأ «الكيف والممكن».. لذا محصلتنا دائماً اننا نتفاجأ بتراكمات لم تتحقق ووضع خطط هلامية لا يمكن الوصول إليها بعلم البلوغ والادراك.. ولكن الظروف والإتاحة تجعلك محكوماً بمبدأ على «كيفكم.. على راحتكم».
أعمال للعرض
أفراغ القيم والأهداف من مضامينها لينتهي بها المطاف لمجرد استعراض مؤقت وعودة الأمور الى نصاب الإهمال مفهوم مطروق عندنا في البلاد.. نسمع عن مشاريع ضخمة من محاولات تأخذ الطوابع الرسمية والمجتمعية لكن نشاطاتها تنتهي بانتهاء إذاعة خبرها عبر الوسائل المختلفة والوسائط الاعلامية فكم مشروعات لحملات إصحاح البيئة «طقيناها حنك اعلامي» و لم نجد على الواقع إلا التردي و«الوسخ».. وكم تصريحات ومشاهد ومقاطع لمواقع تبيع السلع على «هوى طموح المواطن» رسمنا لها صور ذهنية موجبة ولكنها للأسف في الخيالات والأرضية الطائرة لاعلى أرض الواقع ولكن في الأحلام المجردة حتى من الابداع.. لنعرف فقط انها كثير من حراكاتنا تنتهي بانتهاء العرض الاعلامي لها..
وهمة مترتبة
في إطار آخر يرى البعض انهم الاكثر تأثيراً غير دونهم لاعتقادهم انهم الأكثر تعمقاً في خبايا الأمور والأكثر تنظيراً وفعالية ومن هنا يستمدون «مكنة مركبة ومرتبة» للاستيلاء على مدخل اول وثان لهذه «الوهمة» الكبيرة مقابل ان يكون الآخرين «مجرد فئران تجارب وصغار الهمستر » ليجروا عليهم أشواك أشواقهم لممارسة هذه الوهمة والأصل اننا نحتاج فقط لثقافة جمعية نؤطر بها حياتنا عامها وخاصها على مباديء المشاركة كمفهوم متأصل للحياة الانسانية.
آخر الكلام
تتداخل علينا أحياناً الأمور فيصبح الكل منظراً ومفكراً ولكن يغيب علينا من ينقل الخيالات لعمل محسوس على الأرض.. بالتأكيد هي أرض للعمليات..
مع محبتي للجميع