تحقيقات وتقارير

أمبيكي في الخرطوم .. “لفة جديدة في “ماراثون” تفاوضي طويل


يتجنب رئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوى، ثابو امبيكي، الإطلاع على النشرات الإخبارية أولى ساعات اليوم، مخافة أن تجد السوداوية الطاغية التي يبثها التلفاز مدخلاً إلى مزاجه. الأدعى أن يتجنب القادم من بلاد نيلسون مانديلا، الفشل، في زيارته الجديدة إلى الخرطوم ويبتدرها اليوم (الأحد).

ولأجل أن يحالفه النجاح يحتاج أمبيكي هذه المرة إلى إطروحات إبداعية لها القدرة على إحداث اختراق ملموس في الأزمة السودانية، كما يحتاج لاتباع سياسة حازمة يفتح لأجلها التلفاز صباحاً لمتابعة ردات فعلها في نشرات الأخبار.

توقيعات

سيعقد أمبيكي لقاءات مع قيادات الدولة والحزب لمناقشة القضايا السياسية بالبلاد.

د. مصطفى عثمان إسماعيل

رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني

أمبيكي ينطلق من الطريق السريالي في تحليل المشكلة السودانية وأنه يمارس الدروشة السياسية والدبلوماسية.

الصادق المهدي

رئيس حزب الأمة القومي

إذا تنازع تياران بين السود حول كيف ننهي الفصل العنصري فأنا متأكد أن الغلبة ستكون لتيار الحوار..

ثامبو أمبيكي

رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى

وسيط لضخ “الأوكجسين” في الرئة المعطوبة

يصل رئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوى، الرئيس الجنوب افريقي الأسبق، ثامبو امبيكي، للعاصمة السودانية الخرطوم اليوم (الأحد) وذلك لإنجاز مهمة خليط تتصل بتسريع خطى الحوار الوطني السوداني، ولإنهاء الخلافات بين الحكومة والحركة الشعبية – شمال فيما يخص قضايا المنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان).

وبعد فترة كمون طويلة، يعود امبيكي إلى فندق “كورنثيا” المطل على النيل، لأجل الدفع بخلافات السودانيين نواحي الحل، وذلك بعد أن لازمه الفشل لآماد طويلة، حد أن زياراته للخرطوم، تحولت إلى أمر اعتيادي، من جراء تطاول جولات التفاوض التي يرعاها بين الفرقاء السودانيين في العاصمة الاثيوبية اديس أبابا.

بعد أوباما
تأتي زيارة أمبيكي للخرطوم هذه المرة، في أعقاب زيارة تاريخية للرئيس الامريكي باراك اوباما إلى كينيا وإثيوبيا، وخلال زيارة أرفع مسؤول عالمي قصيرة الأجل، طويلة الأثر؛ أكد الرئيس ذو الجذور الافريقانية مناصرته لجهود الاتحاد الافريقي والمنظمات والهيئات الاقليمية لأجل إرساء دعامات السلام في القارة السمراء.

عليه فمن المؤكد أن يتلقف صاحب الحواجب الكثة هذا التأكيد لتسريع خطى الحوار الوطني، فالولايات المتحدة الأمريكية التي لا تخفي ضجرها ونفاد صبرها من تمترس المتحاربين في دولة جنوب السودان خلف مواقفهم المسبقة، قد تتحول وجهتها شمالاً بالاعتراض على التباطؤ الحادث في حوارات السوادنيين، وبالتالي فإن امكانية الإطاحة بأمبيكي ستكون حاضرة وبقوة.

التصلّب وارد
يصل أمبيكي للخرطوم هذه المرة بتصميم كبير لإنجاز مهمته، تدفعه حالة غضب كبرى اجتاحته مع غياب المكون الحكومي في آخر جولة تفاوضية في اديس أبابا انعقدت في أبريل المنصرم للتحضير للحوار الوطني السوداني ثم ما لبث الحال أن تحول إلى لقاءات تشاورية بالمعارضة فقط لا غير.

عليه يتوقع أن يكون امبيكي واضحاً هذه المرة في اطروحاته، جادًا، ومحدداً، بل ومن الممكن أن يفرض رؤاه للحال فرضاً، هذا إن لم يضع محاذير من مغبة تلكؤ أي طرف عن قبول التسوية السلمية.

محدثات
من الأمور المحدثات في زيارة أمبيكي للخرطوم، هي عودة بعض من مكونات آلية (7+7) إلى طاولة الحوار الوطني، دون اشتراطات. وحين نقول ذلك نؤشر إلى منبر السلام العادل، الذي عاد –إن جاز التعبير- في رحلة استكشافية لنوايا حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وقدرته على الإيفاء بالتزامات خارطة الطريق واتفاقية أديس أبابا، وبناء على الإجابات التي يمكن أن توضع تحت تساؤلات الجدية؛ تجلس حركة الإصلاح الآن في أعراف انتظار بين دخول الحوار والانفلات من مداراته بالكلية.

عقبة (الإجماع)
أشد المطبات وعورة في طريق أمبيكي، الطريق المار قُدّام (قوى الإجماع الوطني). فالتحالف المعارض المنقسم من مفاوضات أديس أبابا، يضع اشتراطات يراها ملّحة للقبول بالحوار، هذا في الحدود الدنيا، أما في الحدود القصوى فإن التحالف يرفض مجرد فكرة الجلوس في طاولة واحدة مع مفاوضي الحكومة، مطلقاً، ويرى انعدام أي حل خلا ذهاب حكومة المؤتمر الوطني.

لكن هذا القيد قد ينكسر، حال امتلك أمبيكي في جولته المنتظرة لإقناع الأطراف غير المشاركة، لضمانات موثوقة بأن قبولهم بالحوار سيحقق الغايات النهائية التي يضعها الرعاة لعملية الحوار.

الدمج لا التسريح
تقلّد امبيكي مهاماً كثيرة جعلته في عمق الأزمة السودانية، وجعلت التفاؤل حاضراً بإمكانية الوصول إلى الحل هذه المرة، لا سيما مع توافر الفرصة في دمج كل قضايا السودانيين في حوار أوحد، يخرج من بين فرث الحوار الذي تقول الحكومة إنه ذياك الذي دعا له الرئيس عمر البشير في مطلع العام 2014م ضمن خطاب الوثبة الشهير، ودم الحوار الذي تقول عنه المعارضة إنه الحوار الممهد له بتهيئة الأجواء، وتقول عنه الحركات المسلحة إنه الحوار المتأسس على ضمانات دولية تغطي كل قضايا الوطن. وفوق ذلك كله تأتي رغبة امبيكي في إنهاء المهمة التي جلبت له من التهم تهمة أنه الوسيط الذي يشتري الزمن لأجل أن يقبض الثمن.

الخرطوم – مقداد خالد
صحيفة الصيحة