عبد الباقي الظافر

الضرب بالجزمة..!!


في الأسبوع المنصرم زار وزير الثقافة، الطيب حسن بدوي، مدينة قسطنطينة الجزائرية على رأس وفد كبير للمشاركة في مهرجان الثقافة العربية.. من ضمن فعاليات المهرجان كانت هنالك ليلة ثقافية سودانية.. جاء الوزير وأعضاء وفده والفرقة الموسيقية.. انتشرت في قاعة مالك حداد العمامات السودانية وغاب الجمهور.. لم يحضر الحفل سوى تسعة متفرجين.. في الناحية الأخرى لم يجد اقتراح السفير السوداني بالجزائر لإقامة توأمة بين الخرطوم والمدينة الجزائرية التاريخية حماسا من الجانب الجزائري.. وقبل أيام كانت الخارجية الجزائرية قد نصحت رعاياها بعدم زيارة السودان الشقيق بسبب القلق على سلامتهم الشخصية.
المشكلة بالطبع ليست في الجزائر.. هنا في الخرطوم كانت الشرطة حسب صحيفة اليوم التالي تطارد بعض الطلاب بالسياط.. الطلاب المعنيين تجمهروا أمام وزارة التربية الاتحادية في إطار سعيهم لنيل شهاداتهم الأكاديمية.. لم يحدث شغب ولا تظاهر ولا حتى هتافات مضادة للحكومة.. استخدام السياط جاء من اجل تسوية الصفوف.. تخيل عزيزي القارئ أن ابنك المتفوق كان هنالك.. هل ستلومه أن فكر في الرحيل إلى عالم آخر؟.. في تلك العوالم حينما يتظاهر الناس تتفرج عليهم الشرطة.. وأن حدث شغب يتم فضه بالماء البارد.
أمس الأول في مستشفى النو بأم درمان حدث اختلاف في وجهات النظر بين موظفة وضابطة شرطة.. بعد لحظات جاءت قوى شرطية لاعتقال الموظفة.. مدير المشفى قدم اعتذارا للقوات المداهمة.. حينما فشلت المساعي الحميدة طلب من القوى إبراز أمر قبض ضد الموظفة صادر من النيابة.. التفاصيل ليست مهمة.. النتيجة توقف العمل في ذلك المشفي وعاد عدد من المرضى لذويهم يحملون مع مرضهم بعض الألم.
الفاضل عبدالغني مواطن سوداني قضى في السجون الأمريكية اثنين وعشرين عاما بتهم تتعلق بالشروع في أعمال إرهابية.. بعد أن أكمل المواطن فترة حكمه وفكر في العودة لابنته التي كانت في أحشاء أمها وقت صدور الحكم.. لم يجد السجين دابة تحمله إلى وطنه.. قضى الرجل تسعين يوما أخرى في السجن حتى تفضلت عليه الحكومة الأمريكية بطائرة خاصة حملته وآخرين إلى ذويهم.. من قبل كان هذا المواطن السوداني يدفع الضرائب وكل الرسوم المسيئة .
في تقديري.. أن سوء معاملة الإنسان السوداني بدأت تظهر آثاره على الشخصية السودانية.. من قبل كان السوداني العادي مرحباً به في كل مكان.. الآن الإهمال وعدم الترحيب وصل حتى كبار المسؤولين ولنا في وزير الثقافة مثال يستحق التأمل.. القهر يقتل الإبداع ..وضعف الإبداع يضعنا في أعلى قائمة الفشل.. لن يحترمنا الآخرون إذا كانت حكومتنا تستخدم السوط في تأديبنا.
بصراحة.. ننتظر قرارا من وزير الداخلية يقضي بعدم تسليح الشرطة بالسياط.. السوط لا يشكل أداة دفاع مناسبة عن الشرطي ولكنه يرسل رسالة سالبة جداً.


تعليق واحد

  1. كلام طيب. المفروض ينظر اليه بعين الاعتبار.
    بارك الله فيك