حيدر المكاشفي

خطة (ما تموت إلا اذا أجلك تمَّ)


لما كان الشيء بالشيء يذكر، فقد ذكرتني المقولة الشاطحة لنائب رئيس البرلمان عن حزب مولانا الصغير الأستاذة عائشة، أن مولانا الصغير المساعد الأول للرئيس قادر على حلحلة المشاكل والأزمات الآخذة بخناق البلاد في ظرف (180 يوماً) – حسب ما أعلن – لأنه من أولياء الله الصالحين؛ الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ذكرتني بشطحات سابقة أعقبت نجاة الدكتور المتعافي من حادث الطائرة الذي تعرض له حين كان وزيراً للزراعة، فقد قالت عنها إحدى سيدات المؤتمر الوطني وكانت تشغل منصب رئيس شورى اتحاد المرأة (إن القرآن هو الذي حماه ونجاه من الموت)، مستشهدة ببعض المشاهد التي تشهد للمتعافي بأنه من قراء القرآن الكريم ومرتليه، وكان يمكن اعتبار هذه الشطحة محض تجاوزات محزونة على أخيها في الله، لولا أن أستاذنا الكاتب الصحافي المعروف موسى يعقوب أعقبها بقول مماثل جاء فيه (حسناته وقته)، وحينها قلنا لهما مستعجبين؛ وما قولكما في لفيف الإسلاميين والإنقاذيين الذين راحوا محزوناً عليهم في حوادث طيران سابقة، نذكر منهم الزبير محمد صالح وإبراهيم شمس الدين وأبو قصيصة وعبد السلام سليمان وموسى علي سليمان وغيرهم آخرين، أليسوا من قارئي القرآن وتاليه حتى يحميهم؟، أم لم تكن لهم حسنات فتقيهم؟.
لولا أن (نورتنا) الأستاذة عائشة، لم نكن نعرف أن مولانا الصغير حين أعلن قدرته على حل كل ما تنوء به البلاد من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية مزمنة في ظرف ستة أشهر فقط لا غير، أنه كان يستند الى (تركة الصلاح) كما تقول أغنية (يا قسيم الريد فوقك النبي) حين تأتي على ذكر تركة الصلاح، فقد كنا نظن – وبعض الظن سذاجة – أن مولانا الصغير حين فجر قنبلته تلك إنما كان يستند على حيثيات ومعطيات وإمكانات وعلاقات وقدرات بين يديه وعلم يمتلكه ومعلومات وخطط وإستراتيجيات يحوزها، وليست غيبيات مشتملة على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما سيكون ليس في السودان وحده بل في كل الكون، وفي ذلك لنا أن نتساءل؛ اذا كان الأمر أمر صلاح وتقوى أولياء، فلماذا يرضى مولانا بالدنية في صلاحه ويقبل لنفسه منصب المساعد ولحزبه فتات المناصب، لماذا لا يصبح بصلاحه هذا هو الرئيس ليتولى عملية الإصلاح وحل المعضلات بنفسه وبالأصالة، بل قبل ذلك؛ لماذا لم يصلح حال حزبه ويحل مشاكله ويجمع صفوفه بمجرد (فاتحة كاربة)، ولكن لأن الأمر ليس هكذا كما بدا بتفاقم المشاكل وليس حلها بعد انقضاء حوالى الستين يوماً من المائة وثمانين الموعودة، فقد حق لنا أن نصف خطة مولانا السحرية بأنها أشبه بــ(عرق) ذلك الساحر الدجال الذي باع أحد الغشامة بعد أن غشه عرقاً ادَّعى أنه مانع للموت، ثم أضاف (ما تموت إلا اذا أجلك تمَّ).