هويدا سر الختم

وجع الصناعة السودانية.!


لو كنا نستخدم صوراً في العمود لأرفقت صورة الفتاة الحسناء التي تطلق زغرودة ويرفقها دائماً منبر الراكوبة مع هذا النوع من الأخبار(المفرحة).. فالخبر الذي أوردته صحيفتنا أمس عن تشكيل لجنة من قبل وزارة الصناعة لدراسة مشكلة توقف المصانع وإيجاد معالجات لتحريك عجلة الصناعة بالبلاد يحتاج زغرودة هذه الحسناء..!
راجعوا معي عدد السنوات(الطويييلة) التي خرجت فيها هذه المصانع من سوق العمل ولم تهز شعرة في رأس أرفع مسؤول.. وظللنا نستورد كل الصناعات(التافهة) من المنتجات البلاستيكية حتي الصابون والظهرة.. وشرد آلاف العمال وتعرضت منتجاتنا الزراعية التي لا تحتمل التخزين للتلف وكانت بعض مصانع تعليب الفاكهة تمد في عمرها فتنفع منتجيها وتنفع المستهلك وتنعش اقتصاد البلد.. حتى الزيوت المكررة التي كانت تستوعبها مصانع الصابون بطاقة إنتاجية كبرى.. في ظل غياب هذه المصانع اصبحت تكرر ويتم تعبئتها مرة اخرى فتسوق للمستهلك كزيوت طعام دون أدنى ضمير.. وأصبحت مباني هذه المصانع اوكاراً للفساد واللصوص والمشردين.. والصحافة رعاها الله وحفظ أهلها دقت ناقوس الخطر عشرات المرات للفت نظر المسؤولين لهذه الكارثة الإقتصادية.. غير انه قد اسمعت لو ناديت حياً فلا حياة لمن تنادي.. وظلت قضية توقف المصانع وإندثار الصناعة في البلاد هماً يؤرق كل وطني غيور في هذا الوطن.!
غير ان حماسة وزير الدولة بالصناعة جعلته يقفز للتنسيق مع وزارة التجارة ووزارة الإستثمار لتسويق منتجات البلاد الصناعية(قبال يتفلق).. وهذه ذكرتني طرفة الرجل الذي وضع زجاجة السمن(رأسماله الوحيد) امامه واخذ يحلم ببيعها ثم يتزوج ثم ينجب ويكبر ابنائه وحين ارتكابهم الخطأ يضربهم هكذا بالعصاة فضرب زجاجة السمن وتدفق ما بها وضاع حلمه الكبير.. نحن نحتاج للحماسة في العمل ولمثل هذه الخطوات المشرقة.. غير أن المشكلة اكبر مما يتخيلها سعادة وزير الدولة بالصناعة.. صحيح ان جعل ماكينات هذه المصانع تدور من جديد ليس بالامر المستحيل.. ولكنه يحتاج لإرادة قوية تخرج من داخل مطابخ القرار في الدولة ويحتاج إلى أموال ضخمة تضخ الدماء في شرايين هذه المصانع مرة اخرى.. وهذه الإرادة تظهر في شكل قرارات رئاسية فيما يختص بالقطاع الصناعي ترفع عن كاهلها الضرائب والرسوم الجمركية وتخصص لها امتيازات تصبح غرفة إحتراق لإنطلاق صاروخ الصناعة في فضاءآت ارحب تلحقها الدول التي سبقتنا وتحملنا الآن على ظهر صناعاتها في مساحة حددت لنا(حسب حجمنا).!
يا سعادة وزير الدولة بالصناعة الوجع في الجوف شديد.. والآن نزلت مشكلة ضعف الإمداد الكهربائي سوطاً آخر على ظهر الصناعة المكسور.. واذا تقدمت قليلاً ستجد سعادة الدولار يقف امامك(مخرجاً لسانه).. وإلى الأمام قليلاً ستجد بلاوي زرقاء تنسيك هذه الحماسة وتذكرك بانك(حالم).. هذا ليس تسبيط لهمتك ومن يقف معك خلف هذه الإجراءات الهامة ولكنه مؤقع الالم نضغط عليه جامداً حتي يخرج الدماء الفاسدة عله يطيب وحتى تضع هذه العقبات أمامك على طاولة المداولات قبل ان تستعد لتسويق المنتجات.
الجريدة