زاهر بخيت الفكي

ذاكرتنا لا تنسى..ما يُقال..!!


لماذا نُضخم أشياءنا وهى لا تستحق..؟
لماذا ننسى أن للناس ذاكرة لا تنسى ما يُقال..؟
عند افتتاح مُصفاة الخرطوم والكل فى داخل الوطن وخارجه كذلك يُشاهد تلك اللحظات التاريخية والتى صار فيها البترول وبكل مُشتقاته سلعة سهل الحصول عليها بعد تلك المعاناة الكبيرة من قبل ، قيل لنا واليوم يوم فرح والكل يستمع ويستمتع بأن لا عودة للصفوف مُجدداً ولا لاستخدام الحطب كوقود إلا فى الأغراض التى لا يصلُح فيها الغاز ، ها هو الغاز قد توفر بل هو الأن يُحرق لعدم توفر مواعين التخزين (وقتها) ، سنوات قليلة مضت وعدنا إلى عادتنا القديمة كما عادت حليمة من قبل ، شُح فى الغاز والجازولين مع ارتفاع حاد فى اسعارهما وقت النُدرة حتى بعد أن رُفع عنهما الدعم..
كم من فاتورة مزقناها وأشهدنا العالم على تمزيقها ..؟
كثيرة جداً هى الفواتير التى مُزقت وعلى الملأ ، لم يمض على تمزيقها وقت طويل عُدنا وبقوة عين نستورد نفس السلعة وبكميات كبيرة بعد ان عطلنا انتاجها وما عاد انتاجها هنا يكفى والاعتماد أصبح على الوارد حتى فى سلع المخزون الاستراتيجى ، من ينسى يا هؤلاء والأمثلة كثيرة جدا ، بلا حياء نعود إلى ما كُنا عليه من قبل نُحدث بعضنا عن انجازاتنا وعبقريتنا فى تركيع الدولار وهزم السوق وغيرها من الأحاديث التى لن تجد من يستمع لها لا من يُصدقها..
وهل سمعتم يوماً أن الدولار قد ركع مُرغماً فى مكان لا انتاج فيه..؟
عجباً وكل مشاريعنا هذه هى أعظم شأناً من مشاريع غيرنا..
دائماً ما نُطلق على مشاريع (الفشل) هذه بأنها الأكبر أو الأولى فى أفريقيا والشرق الأوسط أو فى العالم ، يأتينا من يُحدثنا عند الافتتاح أن انتاجها أكبر من حاجة السوق المحلى وهنيئاً للدول التى تُجاورنا بهذا وستمتلئ أسواقهم قريباً جداً من تصديرنا لهذه السلعة المُنتجة..
تعطلت عجلة الأنتاج تماماً بعد أن كثُرت العراقيل وارتفعت تكلفة الانتاج المحلى وفاقت المُستورد ، ولا شئ أصبح يُنتج هنا تمتلئ به أسواقنا فضلاً عن أسواق الغير ..
تُعانى الخُرطوم الأن بشقيها السكنى والصناعى من الكهرباء..
كان مروى المشروع الخرافى ومن قبله لو تذكُر أيُها القارئ الكريم تلك التعلية التى حُظىَ بها خزان الرُصيرص التى لم يشهد مثلها قبلاً أو هكذا حدثونا هم ..
أين هى الكهرباء اليوم وقد وعدتمونا بتوفيرها بل وتصديرها أيضا..؟
لن يستطيع سد مروى (العظيم) أن يكفى حاجة الخرطوم من الكهرباء مهما أنتج كما أقر الوزير ، ستستمر المُعاناة فى الخرطوم وبالطبع فى غيرها من ولايات السودان ..
طيب ما قالوا مروى يكفى حاجتنا وحاجة غيرنا..
هو القالوهوا شوية..
رجاءاً عن المُفيد حدثونا..
والله المستعان..

بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة..