حوارات ولقاءات

نجم تيراب الكوميديا “ود الجاك” في حوار بين النكتة والريشة


ضيفنا اليوم كوميديان من الدرجة الأولى المبدع “محمد إبراهيم الجاك” الذي عرفه عشاق النكتة وجمهور الكوميديا بـ”ود الجاك” بتميزه وخفة ظله استطاع “ود الجاك” أن يحجز لنفسه مكاناً بارزاً وسط صناع الابتسامة، وما لا يعرفه الكثيرون عن هذا النجم أنه فنان تشكيلي خطفته أضواء مسرح الكوميديا من (القلري) ومعارض التشكيل، تخرج في (كلية الفنون الجميلة) جامعة السودان بدرجة مبدع.. (المجهر) زارته في مكتبه بوسط الخرطوم والذي تحول بصورة تلقائية إلى (قلري) يضم عدداً من اللوحات والرسومات.. فإلى مضابط حورانا معه

{ في البداية سألناه عن اسمه الحقيقي.. حيث الكل يعرفه
بـ”ود الجاك”؟
– رد قائلاً: اسمي الكامل “محمد إبراهيم الجاك”، و(ود الجاك) لقب عائلي أطلق عليّ بمدرسة (الشيخ إسماعيل الولي الثانوية) بـ”الأبيض” وسار معي إلى جامعة السودان (كلية الفنون الجميلة)
{ رغم دراستك لفن التشكيل إلا أنك ظهرت في مسرح الكوميديا؟
– للأسف الشديد الفن التشكيلي في السودان لا يجد حظه من الاهتمام والاحتفاء، وقليلون من الناس يعرفون قيمته، بالنسبة لي أمسكت بريشة الرسم منذ الصغر وظللت مع مرور الأيام أنمي هذه الموهبة إلى أن تحقق حلمي بالالتحاق بـ(كلية الفنون الجميلة) لتدعيم الموهبة بالدراسة.
{ ومتى بدأت علاقتك بعالم الكوميديا؟
– الرسم كما ذكرت موهبة نمت معي منذ الصغر، ولكن موهبة التمثيل بدأت بالجمعيات الأدبية في المرحلة الثانوية وظلت مخبوءة بداخلي واشتعلت في أيام الجامعة.
{ أين تجد نفسك (كوميدان) أم (تشكيلي)؟
– أجد نفسي في “ود الجاك الكوميدان”، وفي “ود الجاك الرسام” ولكني ميال أكثر للرسم.
{ لماذا؟
– لسبب بسيط لان الكوميديا لها جمهورها العريض، ولكن فن التشكيل يحتاج للكثير حتى يتعرف الناس إلى معانيه وإلى قيمه وما يتركه من تأثير في النفس البشرية، وكما ذكرت مسبقاً ثقافة الشعب السوداني بفن التشكيل قليلة جداً وتكاد تكون معدومة.
{ برأيك كيف يمكن جذب الجمهور للفن التشكيلي؟
– يمكن ذلك عن طريق التوعية والتثقيف والتعريف بفن التشكيل عبر المناهج الدراسية، وفي الدول العربية من حولنا جميع المدارس تنظم رحلات جماعية طلاب مرحلة الأساس والثانوي لزيارة كليات ومدارس الفنون التشكيلية، وكذلك تتاح لهم الفرصة لزيارة المعارض التشكيلية.
{ هل لديك أعمال تشكيلية معروفة.. وكم لوحة قمت ببيعها؟
– أشهر لوحاتي موجودة في القصر الجمهوري.. وزارة الداخلية والأمم المتحدة.. وأيضاً بعت لأفراد.
{ هل شاركت في معارض تشكيلية؟
– نعم شاركت في عدة معارض داخلية وخارجية.. منها معرض شارع النيل للرسم الحر وأنا من المؤسسين له، وكذلك شاركت في معارض أخرى نظمتها (جمعية التشكيليين السودانيين) وأنا عضو بها، ومشاركتنا دائماً تأتي في المناسبات القومية والأعياد الوطنية.
{ وهل عائد الفن التشكيلي مجزٍ؟
– في بعض الأحيان إذا صادف الشخص الذي يهتم بالفن التشكيلي.
{ دعنا ننتقل للشق الآخر (الكوميديا).. كيف استطعتم كفرق جماعية تثبيت الكوميديا سودانية الساخرة؟
– فكرة فرق الكوميديا الساخرة بدأت من زمن بعيد في (جامعة القاهرة فرع الخرطوم) وظهرت في شكل منتديات ثقافية، وهذه المنتديات كانت مفتوحة لكل صاحب الموهبة، ثم بعد ذلك تم تكوين أول فرقة كوميديا (الجو الرطب)، والكوميديا فكرتها في الأساس مبنية علي النكتة، والعرض الكوميدي تدخل فيه النكتة و(الاسكتش) الدرامي الخفيف وقصيدة حلمنتيشية وحكاية من الواقع ثم أغنية، وتعتمد الكوميديا على حبكة النكتة وطريقة الإلقاء وهنا يكمن الإبداع.
{ ولكن ما تقدمونه من أشكال كوميدية أصبحت مكررة؟
– أخالفك في الرأي، لان هذه الفرق بدأت منذ 89 وبسببها لا زال الشعب السوداني يفرط في الضحك وهو شعب لا يجامل ويمل التكرار.
{ عُرفت بإجادة تقديم الأغاني الكوميدية بعدة لهجات؟
– الإنسان إذا امتلك الموهبة، الممارسة وتناول الأعمال بشكل هادف يستطيع الإجادة وأنا دائماً أستفيد من القدرات والملكات التي حباني بها الله وأوظفها بشكل مناسب.
{ أجمل عرض كوميدي قدمته؟
– كل العروض التي نقدمها تجد الإشادة.
{ هل تواجهون بعض المشاكل؟
– لا توجد مشاكل نحن محبوبون والشارع يشهد على ذلك.
{ لماذا أوقفتم نكات القبائل؟
– نكات القبائل لم نوقفها بشكل الصريح وهي موجودة في كل الوسائط، ربنا خلقنا شعوباً وقبائل ومثلما هناك شعر وغناء وموسيقى تميز كل قبيلة كذلك هناك نكات للقبائل، ونحن نركز على الايجابي منها ونبعد عن السالب، ونحن نختار نكات مسامحة لا تمس شخصاً في عرضه ولا في دينه ولا نتعدى الخطوط الحمراء، فقط نتناول الواقع المعاش ونعكس جانب الطرفة عند كل قبيلة.
{ الفرد السوداني أصبح يلتقط النكات بشكل فوري من الأحداث الجارية (الأزمة الاقتصادية وانقطاع الموية والكهرباء)… كيف تقيم هذه النكات وهل تضحك عند قراءتها أو سماعها؟
– ده حراك ثقافي واقع يخرج من ظرفاء المدينة ربنا خلقهم معطونين بالنكتة وأنا أضحك كثيراً لهذه النكات السريعة.
{ كلمة أخيرة؟
– الشكر الجزيل لكل طاقم صحيفة (المجهر) وعلى جهدهم المستمر والوجود في كل المحافل تغطية كل الأحداث، وأتمنى لكم مزيداً من الازدهار والانتشار

المجهر السياسي