فدوى موسى

سهرة موية!


الأجواء الخريفية الجميلة.. الليلة الهادئة وموعدها الغد، مع انقطاع الكهرباء مؤكداً.. ولكن الشيء المرجف في مدن خوف الغد.. عدم سحب المياه «بالموتور» ليعني أن الغد معاناة مثبتة مع عدم وفرة الماء والتعب من أجل هذا العصب ..

لم يعد الماء يجري عند الساعة الواحدة فحسب بل تعداها إلى الثانية صباحاً، والسهر يأخذ من العيون نضرة نظراتها ويغوص في أعماقها للتعب والإجهاد ويقلل من فكرة «التركيز لأجل إنجاز أي مهام.. حيث يكون البدن في اليوم التالي مجهداً منهكاً مقابل توفر مخزن محدد منه.. متى يكون الأمر سهلاً وفي متناول اليد دون جهد.. ثم الإشاعات تتداول عن دخول الماء في العدادات المترية لشعب تضج أراضية في الجوف بالماء، وسطح أرضه بالكميات المقدرة من المياه السطحية .. حقاً كما يقولون: (شعب عطشان والبحر جنبو).

٭ حنزيد .. حنزيد:

تماماً يهددون المواطنين.. حنزيد تعريفة الكهرباء .. تعريفة الماء.. تعريفة المواصلات.. من هم؟.. هل هم أصحاب القرار؟ المرجفون في المدينة؟ أم من؟.. ونهاية الأمر بالتأكيد هناك زيادة وارتفاع وما ارتفعت سلعة أو خدمة في قيمتها إلا ومارست الاستمرار دون التعاطي مع الانخفاض يوماً.. أو هكذا هي إيقاعات السوق في السودان.. والمحزن المبكي أن الدخل لايزيد لأنهم يبررون أن أي زيادة في الأجور يمتصها السوق.. والسوق في كل الأحوال يزداد في ارتفاعه.. فعندما يتشدق أصحاب الشأن قائلين إن التضخم ومقاييس الاقتصاد والـ.. والـ.. تؤكد عدم جدوى زيادة الأجور فإنهم يقرون بعجز كامل عن فعل أي جهد لرفع الثقل عن كاهل المواطن المتعب جداً.. ويظل السوق يتضخم ويتورم وتظل قدرة العاملين والعمال والمجتهدين في حدود امكانهم في وجع دائم وإرهاق مستمر يكاد يقول إنهم قد لا يجدون من يخرج بهم من مكامن الضيق إلى براحات الفرج.

٭ آخر الكلام:

هذه البلد الجميلة فيها رهق كثير .. كثير .. من توفير مياه الشرب والغسل إلى تخفيف العبء عن الكاهل.. حالة متلازمة تكاد تصبح واجهة للبلاد دون سواها مع رهق مميز بها..

مع محبتي للجميع.