مقالات متنوعة

محمد لطيف : قال مزمل.. ولم اقل أنا


(مطار بالغ القذارة، سيء الإدارة، لا يشبه مطارات العالم في شي.. المغادرة عبره تشبه (طلوع الروح) والوصول إليه قطعة من الجحيم.. فيه يتم قطر حاويات الأمتعة بالتراكتورات، وقذف الحقائب في السيور المتهالكة يدوياً، بعد شخبطتها بالطباشير، أو لفها بسيور غريبة، تشير إلى ضرورة إخضاع الحقائب )المكبلة) إلى تفتيش جمركي دقيق، يقلب محتوياتها رأساً على عقب.. هذا إذا وصلت الحقائب سليمة، ولم تتعرض (للنهب والتشليح(
صالة المغادرة تنضح بالبؤس في كل جوانبها، بدءاً بالمدخل، ومروراً بكاونترات الخطوط والجوازات، والأجهزة المستخدمة في التدقيق الأمني، والمرافق الصحية، وصالات السفر.. السوق الحر يبدو أقل من أي (سوبر ماركت) كبير في الخرطوم.. المكتب المخصص لتأشيرات دخول الأجانب أثاثه متهالك، ومقاعده قديمة، ومعداته بالية!
أول مشهد يطالعه زوار السودان عبر المطار كمية من المدافع المضادة للطائرات، تقبع بجوار المدرج مباشرةً، وتمنح من يشاهدها إحساساً قوياً بأنه سيلج دولة مضطربة أمنياً، وإلا فما الذي يدعوها إلى نشر كل تلك الأسلحة داخل مطارها الرئيس؟.. كتبنا وطالبنا بسحب تلك المدافع، أو تغطيتها إن كان وجودها بجوار المدرج مهماً، ولا حياة لمن تنادي.. !
اختيار موقع بعيد عن مناطق الكثافة السكانية قرار حكيم، لكن المصيبة تكمن في أن حكومة ولاية الخرطوم نشطت في توزيع الأراضي القريبة من المطار الجديد، وحولتها إلى مخططات سكنية ضخمة، تعلن عنها الفضائيات صباح مساء!
إذا كانوا يريدون مطاراً يتوسط الأحياء السكنية فلماذا لا يشيدوه في نفس موقع المطار الحالي؟ (
بمدخل رقيق اختلف معي صديقي وأخي الأصغر.. وكفيلي.. في هذه المساحة.. أنا والباز.. مزمل أبو القاسم وطالب بأهمية بناء مطار جديد.. وفي المقابل اتفق معي أستاذي الدكتور صلاح محمد إبراهيم.. ولكن بمدخل حاد.. حول عدم أولوية المطار الجديد.. وقد سعدت باتفاقه.. معي واعتبرت مدخله الحاد ذاك (قرصة ودان) من أستاذ لتلميذه كما يقول (ولاد الإيه).. ونعود لمزمل الذي اكتشفت سريعا أن ما كتبه كان في الواقع يعزز رفضنا لتشييد مطار جديد.. فببساطة في الوقت الذي كشف فيه مزمل عن سوءات المطار القديم.. فقد أثبت أن أزمة المطار الحالي إدارية بالدرجة الأولى.. وذات صلة بالانضباط وسيادة النظم الحاكمة بل وغياب الوازع الأخلاقي حتى.. ولو شيدت بروجا في السماء.. دون أن تعالج كل هذا الخلل ذا الصلة بالإنسان لا البنيان.. وبالمعاني لا المباني.. فلا جدوى لتلك البروج الجديدة..!
ثم يتحدث مزمل عن إبعاد المطار من مناطق الكثافة السودانية.. ولكنه يتحسر على إحاطة المطار الجديد بخطط إسكانية جديدة.. ثم يتساءل مزمل دون أن يطرف له جفن.. إن كان الحال كذلك.. تلتلة صالحة فوق كم..؟ وحقا التلتلة والمطار الجديد فوق كم..!؟؟
ثم يثير مزمل قضية مفصلية وهي حكاية المدافع المنصوبة التي يراها أول ما يراها كل قادم إلى المطار.. وكيف أنه طالب بإزالتها.. وأقول له وبكامل مسؤوليتي.. أن يا مزمل في حال نقل المطار إلى غرب أم درمان فإني اعدك بمنصات للصواريخ.. ودروع ومصفحات حول المطار الجديد.. هل نسيت ذلك الخندق الذي حفروه غرب أم درمان..؟


‫2 تعليقات

  1. إلإقتباس (الحقائب تقلب محتوياتها رأساً على عقب.. هذا إذا وصلت الحقائب سليمة، ولم تتعرض (للنهب والتشليح) .

    لقد عانيت أنا شخصياً من هذه المشكلة لعدة سفرات حيث أجد معظم حقائبي ممزقة ومشروطة بآلات حادة وفقدت أشياء ثمينة إلا أني والحق يقال في السفرية الأخيرة قبل ستة اشهر لم ألحظ ذلك وخرجت أمتعتي سليمة دون خدش وربما يرجع ذلك للرقابة المحكمة التي فرضتها السلطات عند المحطة الأخيرة للجرار أو ربما حالفني الحظ وكان من بيد الأمر يقضي بعض حوائجه في دورة المياه .

  2. و الحق يقال ان لي 17 عام بروح و بجي لم تضيع لي شنطة و لم تمزق لي شنطة و لم تفتح لي شنطة و لم تسرق لي شنطة بل عمال المطار ..عمال مساكين و بساعدونا في حمل الشنط …كلامك داخل فيه المؤتمر السوداني … مزمل بوظ الرياضة عايز يبوظ لينا السياسة ….