الطيب مصطفى

شرُّ البلية ما يُضحك! 2-2


إذا كنّا قد كتبنا بالأمس عن نائبة رئيس البرلمان المنتمية لحزب الميرغني والتي قالت إن الحسن الميرغني من أولياء الله الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون مما يجعله مؤهلاً بكراماته لإنقاذ هذه البلاد من كبوتها، فإننا بعد أن بيَّنا خطل هذه الخرافة التي لا تليق بمن يشغل منصباً بهذه الخطورة نقول إن من حقنا كذلك أن نُحاسب الحسن ووالده بل وجده جراء ما اقترفوا في حق هذه البلاد فهم شخصيات عامة ويكفي ما فعله قرنق الذي وظَّف الميرغني لإضفاء الشرعية على جرائمه في حق هذا الوطن بل بما فعل وهو يحتل همشكوريب محضن القرآن الكريم التي أطفأ فيها قرنق نار القرآن عندما احتلها وروَّع أهلها بمن فيهم حفظة ودارسو كتاب الله تعالى فهل بربِّكم من جرم أكبر من التحالف مع قرنق وتولِّي الميرغني رئاسة التحالف الوطني الديمقراطي الذي كان قرنق يقود جناحه العسكري ليقتل ويخرّب ويدمر ويحتل بعض المناطق التي تعتبر منطقة نفوذ للطريقة الختمية في شرق السودان والتي يتولى الميرغني زعامتها؟
هذا نموذج صغير لما اقترف الميرغني في حق دينه ووطنه ورغم ذلك تنسب هذه المرأة الكرامات (والفتوحات الربانية) لآل الميرغني فهل من شيء يثير الغثيان أكثر من ذلك؟
حق للحسن الميرغني أن يختار هذه المسبِّحة بحمده من بين القطيع الذين يتحركون بين يديه أو قل تحت رجليه كما يتحرَّك الميِّت بين يدي الغاسل، أما من أطلق عليهم لقب الدواعش المتمردين على (قداسته) أمثال البروف الجعلي أو (الحكيم) طه علي البشير أو المشاكس علي السيد أو فقيه الطريقة علي نايل أو الشيخ أبوسبيب فهؤلاء لا يستحقون غير الطرد رغم أنهم ظلوا يخدمون الحزب قبل مولد الحسن!
لكن هل هذه أول مرة يفعلها المؤتمر الوطني أم إنه ارتكب (جليطة) أشنع عندما اختار (ابن الأكرمين) الشاب الصغير قليل التجربة (جعفر) الذي لم يكُن يفرِّق بين النيل الأزرق والنيل الأبيض كما ثبت في كلمته الوحيدة منذ تعيينه مساعداً لرئيس الجمهورية قبل أن يغادر إلى لندن ويمكث فيها سنوات على حساب دافع الضرائب السوداني؟!
العجيب أن حزب الميرغني يُسمى بالحزب الاتحادي (الديمقراطي) بالرغم من أنه لم ينعقد له مؤتمر عام منذ حوالي 50 سنة بالمخالفة لقانون الأحزاب الذي ينبغي لمجلس شؤون الأحزاب أن يعمله ويفرضه على الأحزاب جميعاً.. ولستُ أدري بأي مؤسسات يعمل حزب الميرغني وبأي نظام أساسي علماً بأن المؤتمر العام هو الذي يجيز النظام الأساسي وينتخب المؤسسات في كل المستويات التنظيمية؟ إنه حزب الإشارة بل حزب الرجل الواحد المسمى بالديمقراطي! فعن أية ديمقراطية نبحث ونتحدث بينما مؤسسات إنفاذها معطَّلة والحزب الحاكم يمرغها بالتراب من خلال التعامل مع أحزاب لا تتمتع بأية شرعية؟!
عندما استجبنا لنداء الحوار الذي أعلنه الرئيس كان هدفنا أن نضع هذه البلاد في مسار ديمقراطي يحقِّق تراضياً وطنياً يُنهي الاحتراب والتشاحن ويجمع الأمة على كلمة سواء ويحقق استقراراً وسلاماً يهيئ المناخ للانطلاق في دروب النهضة والتقدم، وكنا ولا نزال نرى أن الحزب الحاكم له دور وطني يتعيَّن عليه دون غيره أن يلعبه كونه ظل حاكماً طوال الـ26 عاماً الماضية وكونه يتمتَّع بسلطة وثروة وتمدد في مفاصل آليات صناعة المستقبل غير متاحة لغيره من القوى، فماذا فعل في سبيل النهوض بهذا الدور الذي ينبغي أن يعلو من حيث الأهمية على أي دورٍ آخر بما في ذلك قيادة البلاد وحكمها سيما وأن هذا الدور يتطلب قدراً كبيراً من التجرّد والتضحية ونكران الذات فهل تراه فعل ذلك؟
ليس المطلوب من المؤتمر الوطني أن يصدُق (بضم الدال) فقط فيما يتعلق بالحوار الوطني ومطلوباته إنما أن يتعاطى ويتحالف مع أحزاب المستقبل بدلاً من الانكفاء نحو أحزاب يعشعش الدجل والشعوذة والتخلف في عرصاتها لا لسبب إلا لتمكينه من الاستمرار في الحكم بغض النظر عما يلحق بالوطن ومستقبله من أذى، فهل بربكم يحق أخلاقياً ووطنياً للوطني أن يمكّن لحزب يكرّس الجهل والتخلّف والخرافة ويقوم على طائفية مقيتة البون بينها وبين الممارسة الديمقراطبة أكبر مما بين المشرق والمغرب؟


‫2 تعليقات

  1. الميرغنى ابدا ما سرق .. ولا لبيوت المهمشين حرق .. ولخير البلد وقع مع قرنق .. اسكت انت يا خرنق !!!