تحقيقات وتقاريرعالمية

مجرمون خلف قناع الدين


من خلال بعض التصريحات يمكن الاستدلال على الكيفية التي يعمل بها منطق الإجرام. قبل سنة هاجم التظيم الإرهابي “الدولة الإسلامية” مناطق الإيزيديين في شمال العراق. لقد قام بقتل رجالات من هذه الديانة، التي تعود جذورها إلى ما قبل الإسلام، في حين تم اختطاف وبيع واغتصاب البنات والنساء ثم أعيد بيعهن. بعض الرجال الإيزيديين خُيّروا بين القتل أو اعتناق الإسلام. عدد لا بأس به منهم قبل هذا العرض. وفي الإنترنت نشرت صور لجموع غفيرة تعتنق الإسلام. وبصوت مرتجف ينطق الإيزيديون الشهادتين. “كنا نعيش في الظلام”، يقول أحدهم، “أما الآن، فنعيش في النور”.

“نعيش في النور”، هكذا تقريبا يمكن تصور القناعة بالإيمان لدى الجهاديين. لكن معاناة الإيزيديين أظهرت أن هؤلاء يسمحون لأنفسهم بالقيام بفعل كل شيء. فهم يتلاعبون بتفسير آيات القرآن كي يجعلوها متوافقة مع أهواء الجهاديين، بما في ذلك أعمال السطو والسرقة وغيرها من الجرائم وأعمال الاغتضاب والقتل.

“نحن آلهتكن”

” فعلوا بنا كل ما يمكن أن يخطر على بال”، تقول يزيدية نجت من معذبيها. إنها ترفض الإفصاح أكثر، لكن يمكن الاستدلال على ما تعرضت له من خلال مقاطع الفيديو، التي تظهر ما تعرض له الإيزيديون. لقد تم بيع حتى بنات أطفال في سن السابعة أوالثامنة لرجال في الثلاثينات والأربعينات من العمر. والنساء اللواتي قاومن الاغتصاب تم كسر أذرعهن. وإذا اكتفى الجناة من ضحاياهم فإنهم يبيعونهن إلى شخص آخر. بعض النساء الإيزيديات ذكرن، أنه تم بيعهن أكثر من 20 مرة. بعضهن سعين للبحث عن الحماية في دينهن من شدة اليأس. “انسيْن دينكن”، سخر منهن الجلادون وقالوا “نحن آلهتكن”.

على المرء أن يتمّعن في هذه الجملة جيداً: “نحن آلهتكن”. ليس هناك كلمات تدل أكثر على مدى وضوح ووحشية وسخرية الجهاديين في تنصيب أنفسهم. هذه الجملة توثق انحلال المجرمين. وعلى عكس ما يدعون، فإن الجهاديين لا يخدمون إلهاً، بل يلعبون دور الإله. تنظيم “الدولة الإسلامية” هو تنظيم كافر، وهو واحد من أكثر تنظيمات العصر الحديث التي تدعو للسخرية. هذا الصنف من الجلادين معروف جيدا في ألمانيا: قبل حوالي 75 عاماً قدّم مثله خدمات في معسكرات الإبادة النازية. وهؤلاء أيضا تلذذوا بمعاناة ضحاياهم، الذين وصفوا جلاديهم آنذاك بكلمات تشبه إلى حد كبير أوصاف الإيزيديين والإيزيديات تجاه جلاديهم.

الفرص تصنع عتاة المجرمين

تنظيم “الدولة الإسلامية” هو تنظيم دولي. أعضاؤه يأتون من بلدان مختلفة: من دول صناعية متقدمة وأيضاً من مجتمعات أقل تطورً وذات بنى زراعية. والأعضاء يأتون أيضا من خلفيات سياسية متباينة: من دول ذات أنظمة ديمقراطية وأخرى دكتاتورية واستبدادية. بكلمات أخرى: السيَر الذاتية للجناة لا يمكن وضعها في خانة واحدة. كما لا يمكن استخدام تفسيرات نمطية معتادة، وخاصة ما يقال من أن عدم الاعتراف الاجتماعي والثقافي يدفع بهؤلاء لأن يصبحوا جهاديين، لأن هذه المقولة لم تعد مقنعة. الافتراضية تنطلق من أن الكثيرين من الشباب يصبحون مجرمين فظيعين لأن الفرصة متاحة لهم.

المال السائب يُعلّم السرقة، يقول المثل. وفي هذه الحالة، لا يخلق المال السائب سرّاقين فقط، وإنما أيضا قتلة ومغتصبين ومعذّبين. إنهم جناة، لأنهم يستغلون الدين لأغراضهم الخاصة وللتغطية على جرائمهم. وبهذا المعنى، فإن تنظيم “الدولة الإسلامية” لا يشكل تحدياً عسكرياً فقط، وإنما إيديولوجياً أيضاً. لذا، يجب على علماء الدين السنة القيام بفضح عمق الكفر لتنظيم “الدولة الإسلامية”

DW


‫2 تعليقات

  1. قناة DW تصف الدولة الاسلامية بأنهم كفار ، ما شاء الله على الفتوى ، هذه القناة من دولة المانيا الاسلامية!!!
    هههههه
    بمثل هذه التقارير يزداد عدد الدواعش ، اذا كنا نريد ان نحاربهم فلا بد من عدم الكذب ، الشباب عندما يسمعون هذه الكلام و يصدقونه ، و بعد فترة يكتشفون ان هذا الكلام كذب تتولد لديهم ثقة بما يقوله الدواعش ، لذلك اذا اردنا ان نحارب فكر الدواعش علينا ان نعرض الحقائق كما هي ، و الحقيقة هي ان هنالك حكومات مستبدة في العراق و سوريا ، و داعش تقوم بمحاربتهم ، و لكن يمكن ان نعترض على مسائل التكفير لديهم و نناقشهم الحجة بالحجة ، و بعد ذلك ان استطعنا ان نقنع الشباب فهذا جيد ، و ان لم نستطع فهذا يعني ان داعش حجتهم اقوى و علينا مراجعة انفسنا.
    انا لست مع داعش و لست ضدهم ، و لكن من واقع متابعتي لأخبارهم وجدت انهم يستدلون بأدلة شرعية على افعالهم (من القرآن و السنة و الأئمة الاعلام) ، و وجدت علماءنا لا يردون فقط يتهمون الدواعش بأنهم خوارج و دون الاستدلال بدليل شرعي واحد ، و رأيت ما تقوم به الاجهزة الاعلامية من تشويه و زيادة و قص و لصق في الاخبار ، على عكس اعلام الدواعش الذي يتميز بمصداقية في نقل الخبر(يعترفون بالمناطق التي يخسرونها اولاً بأول).
    السياسة المتبعة في محاربة داعش غير مجدية لأنها تجذب مزيد من الشباب الى هذا التنظيم(الشباب لا يحبون ان يكذب عليهم احد)، لذلك يستحيل على الشاب ان يصدق اجهزة الاعلام الا اذا تم تغيير سياسة الكذب المتبعة.

  2. داعش عباره عن رجال اشداء سلطهم الله تعالى علي الحكام الطواغيت. لا يتحدث عن امرهم كل متفقه في الدين حتى يرينا الله امرهم