تحقيقات وتقارير

البشير.. هل سيغادر إلى نيويورك؟


في خطوة مفاجئة أعلن نائب مندوب السودان بالأمم المتحدة حسن حامد حسن اعتزام رئيس الجمهورية المشير عمر البشير السفر إلى نيويورك في سبتمبر المقبل ليلقي كلمة أمام الأمم المتحدة خلال قمة التنمية المستدامة، وأكد المندوب لوكالة رويترز حضور البشير للقمة.. إذن إذا صدق هذا الإعلان فإن سفر البشير هذه المرة سيكون إلى أمريكا وليس غيرها.. أمريكا التي ما فتئت تحرض الدول الموقعة على ميثاق روما لتنفيذ أمر القبض في حق الرئيس وفقاً لقرار المحكمة الجنائية الدولية في مواجهة رئيس البلاد كأول سابقة من نوعها أن تصدر مذكرة توقيف بحق رئيس ما زال في الحكم وهي لم توقع على هذا الميثاق.. فهل يمكن أن يفعلها الرئيس ويتحدى الجنائية كما تحداها من قبل؟

خبراء سياسيون وأمنيون حذروا من الخطوة وشددوا على عدم سفر الرئيس إلى هناك، ويرى العميد أمن معاش حسن بيومي أن مثل هذه المشاركة بها مخاطر كبيرة وفيها تحدٍ، وطالب بإرسال أي شخص آخر بدلاً عنه، مبرراً ذلك بأن الأمريكان ليس لديهم مثل ولا قيم، وقال بيومي أقول للرئيس هذا القرار ليس قرارك وحدك وإنما قرار الشعب السوداني، مؤكداً أن قرار مشاركته هو قرار رأي عام، وأشار إلى أن غيابه سيحدث فوضى، وفي لهجة بائسة قال بيومي «كفاية العلينا».
أما الحزب الحاكم فقد انتقد تصريح مندوب السودان بالأمم المتحدة بالإنابة، وقال القيادي بالوطني د.قطبي المهدي مثل هذا الحديث لا يعني أن الرئيس سيسافر ويشارك وإنما تأتي في إطار الكشف عن حق الرئيس في الذهاب والمشاركة، مشيراً إلى أن ذهاب الرئيس مرهون بموافقة البلد المضيف، وقال حسب ما نرى حتى الآن ربما لا توافق أمريكا على المشاركة، وختم حديثه قائلاً إن ما صدر من الخارجية هو فقط تأكيد لحق الرئيس في هذه القمة، ونفت الخارجية على لسان دبلوماسي ما تناولته الصحف عن مشاركة الرئيس في قمة التنمية المستدامة التي تعقدها الأمم المتحدة الشهر القادم والتي تناقش قضايا الفقر ورفع مستوى المعيشة بالعالم، وقال إن تشكيل الوفد لم يكتمل بعد حتى يحدد من يترأسه في وقت لم يستبعد فيه أن يترأسه رئيس الجمهورية خاصة بعد تقدم بطلب تأشيرة دخول لأمريكا.
وفي هذه الفترة الشاهد أن العلاقات بين الخرطوم وواشنطن طرأ عليها بعض التقارب ولا ننسى الرفع الجزئي للحظر الاقتصادي في مجال الاتصالات بالإضافة إلى التعاون في مجال الصحة والتعليم، وبالأمس القريب كان هناك لقاء بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور في العاصمة الأثيوبية عقب لقائه بالقادة الأفارقة لبحث ملف دولة جنوب السودان، وقبلها قبلت السفارة الأمريكية استئناف إصدار تأشيرة الهجرة للولايات المتحدة الأمريكية في الخرطوم للمرة الأولى منذ حوالي عشرين عاماً.
بكل هذه المعطيات هل يمكن أن تقبل أمريكا التي ما زالت تضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، منح الرئيس السوداني تأشيرة دخول إلى أراضيها للمشاركة في قمة الأمم المتحدة أم أنها سترفع عصاها مرة أخرى في وجه السودان وترفض الأمر برمته، وهذا ما هو متوقع ولكن تأتي الخطوة من جانب الحكومة السودانية لتثبيت حق البشير بوصفه الرئيس الشرعي للسودان للمشاركة في القمة.

دعاء محمد محمود
صحيفة آخر لحظة


‫4 تعليقات

  1. حينما يعتلي المنصه ليلقي خطابه، تبدأ الوفود باﻻنسحاب.
    منظر شين. تكرر كثيرا في مرات سابقه.
    وتكرر أيضا إعﻻن قرارات ضد السودان في عيد اﻻضحى.
    احسن ليهو ينقرع!

  2. تناول مثل هذه المواضيع في صحافتنا يقصد بها الهاء الناس و لكنها تمثل اهانة كبيرة لرئاسة الجمهورية فالكل يعرف ان البشير لن يذهب و لن يلدغ المؤمن من جحر مرتين فامثال هؤلاء الصحفيين فاهمين انهم بقدموا خدمة للحكومة و لكن مثل هذا الموضوع يطعن في رموز الدولة فالبشير اختلفنا معه او اتفقنا فمن العيب علينا كسودنيين التعامل مع رمز الدولة بهذه الطريقة من اثارة لفزاعة المحكمة الجنائية و هذا يعطينا مؤشر لهبوط مستوى الصحافة و الصحفيين في ألبلد