الصادق الرزيقي

ماذا سيقول وزير المعادن؟


> قضية خطيرة تلك التي دعا لها السيد وزير المعادن دعوة عاجلة لمؤتمر صحافي نهار اليوم بوزارته لشرح ما يُقال ويُشاع حول الشركة الروسية التي تم التوقيع معها مؤخراً في احتفال بالقصر الجمهوري بحضور السيد رئيس الجمهورية، على عقد اتفاق أقام الدنيا ولم يُقعدها، وانتشرت شائعات حول الشركة نفسها أهليتها وتوقعاتها لاحتياطيات الذهب الذي تحدثت عنه، ثم اللغط الذي أثاره السيد الدكتور محمد احمد صابون مستشار الوزارة الذي بدوره جراء المعلومات التي نشرها زاد من تعقيد ما ينتوي الوزير اليوم التحدث فيه..
> القضية مثيرة وخطيرة للغاية إن كانت كما يُقال عنها عند بعض العالمين بتفاصيلها او الوالغين فيها. فالوزارة اليوم تقف على المحك، في كونها صمتت ولم تقدم للرأي العام المعلومات الكافية في لحظتها حتى حاصرتها معلومات صابون وآراء بعض المتشككين في الشركة الروسية نفسها، ولا يخفى على أحد إن ما قالته الشركة عن التقنيات الجديدة التي استخدمتها أو ادعت استخدامها في معرفة احتياطات الذهب في البلاد وتقدير قيمتها بما يفوق الترليون دولار، هو لُب اهتمام الناس، لجهة أن التعدين في مجال الذهب معروف ببروتكولاته وتقنياته التي لم تصل حتى اللحظة إلى مرحلة المعرفة الدقيقة لحجم الاحتياطي وأعماقه في باطن الأرض، وأماكن تواجده بدقة متناهية كما أشارت الشركة.
> طبقاً لآراء خبراء وجيولوجيين داخل وخارج السودان، فإن التقنية الحديثة لم تفصح عنها كبرى الشركات العاملة في مجال الذهب ولا الحكومات في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وجنوب أفريقيا. وقبل هؤلاء روسيا نفسها التي تعتبر شركاتها رائدة في هذا المجال، فكيف يتسنى لشركة حديثة غير معروفة في السوق العالمي أن تتصل او تعلن عن هذه التكنولوجيا الحديثة، بينما جهات ذات خبرة طويلة ونفوذ أكبر في مجال التعدين في العالم لم تصرح أنه بالفعل في تطور الاستكشاف الى هذه الدرجة من الدقة والضبط والتحديد..
> هذه الأسئلة ستطرح على السيد الوزير بالأحرى ينبغي أن يقدم فيها إجابات شافية ومقنعة تروي غلة الصادي، فالاستنباط الطبيعي لدى المشككين في صدقية الشركة والطاعنين في وجودها وصحة معلوماتها، سينتقلون من مربع السؤال السابق، الى أسئلة معقدة، كيف وصلت هذه الشركة الى السودان، وماذا فعلت حتى قدمت نفسها وتم التوقيع أمام رئيس الجمهورية في احتفال كبير لم يسبق للوزارة أن نظمت مثله، حتى أنه خالف التقليد والعرف المتبع بأن يكون هناك رسميين روس اذا كان الاحتفال بتشريف رئيس الجمهورية؟.
> لا نشك على الاطلاق في قدرة السيد الوزير الكاروري على توضيح الأمور، لكننا نشفق عليه في حال تعرضه هو نفسه لمعلومات غير وافية، فعندها لن تصبح التبريرات أو الردود غير الدقيقة والداحضة لتقنع أحداً، وهنا يمكن القول أن الذهب كمعدن لازمه عبر التاريخ الإنساني الطويل عالم من الوهم والأساطير وحذاقة السماسرة والتجار والمستكشفين والسحرة وباعة الأحلام والغزوات والحروب، فقد امتلأ الخيال البشري بقصص ومرويات عن هذا المعدن وعالمه، حتي لكأن صراع الخير والشر بني عليه وفاض.. ولا يخفي علينا أن بلدنا خلال السنوات الماضية ظلت ملاذاً وموئلاً لكثير من السماسرة والتجار والشركات والمضاربين من أرجاء العالم المختلفة، يسوِّقون أنفسهم ويحاولون بيعنا الأوهام سواء أكان في السياسة أم القانون، فكم من أشخاص وشركات وسياسيين من الخارج حطوا بين ظهرانينا يدعون أنهم يستطيعون تحسين علاقاتنا مع الغرب ورفع العقوبات الإمريكية والأوروبية عن بلدنا؟، وكم من سمسار يدعي معرفة بالقانون الدولي ومؤسساته العالمية زعم أنه سيحل مشكلتنا مع المحكمة الجنائية الدولية في غضون أيام..؟ وألا يذكر الناس قبل سنوات تلك المرأة شيبا التي وصلت إلى البلاد وادعت أنها ملكة لدولة وهمية لا توجد على خريطة العالم ..؟!!
> كل هذه الأشياء موجودة.. ومرت علينا وطليت على عقولنا، فمن حق الجميع أن يتساءلوا عن شركة (سبيرين) الروسية التي قالت إنها ستحولنا إلى دولة من أغنى دول المنطقة والقارة باحتياطي من الذهب عرفت مكانه وعروقه في باطن الأرض، وأتت بفتح علمي في مجال الجيولوجيا لم يتوفر لأحد في العالمين..
كلنا في انتظار السيد الوزير ليضع النقاط فوق الحروف ويزيل اللبس، حتى يتضح لنا الخيط الأبيض من الأسود..


‫2 تعليقات

  1. وهل قال صابون كل الحقيقة يا الصادق.
    هل قال صابون ان له شركة تقدمت للترخيص للتعدين
    في السودان وقد تم رفض طلبها لانها غير مستوفية
    للشروط.
    رأي الشخصي ان المدعو صابون لم ،،،،،

  2. أن أمثالكم من الصحفيين هم الذين أضاعوا هذه البلاد؟ لماذا لم تقدموا هذه الأسئلة كلها التي تفضلت بطرحها فبل استقالة صابون سواء كانت معلوماته صحيحة أم خطأ أنتم الذين يفترض فيكم أن تكشفوا وتبحثوا عن هذه الشركة وليس صابون أو معجون.