تحقيقات وتقارير

التحرش الجنسي..طوفان يجتاح «حواء»


المعادلة صعبة بين لعنة الصمت والفحولة والحوجة ..

نادت المرأة كثيراً بالقضاء على كافة أشكال التمييز ضدها، وإزالة الحواجز بين الجنسين، ولم تهدأ حتى تحقق لها مساواتها مع الرجل في العمل، ونجحت في أن تجد لها مكاناً وسط المجتمع الذي كان يسيطر عليه الرجل فقط، وأتاح لها فرص المشاركة في كافة المجالات وأثبتت كفاءتها واستطاعت أن تتفوق على بعض الرجال، لكن هنالك عقبات تقف في طريقها إحدي هذه العقبات التحرش الجنسي الذي قد تواجهة فى أماكن عملها وفي الشارع العام، حيث
يعد أحد المحرمات التى يجب استئصالها من جسد المجتمع ككل وعدم تجاهلها أو التظاهر بعدم وجودها، خاصة وأنه يحدث أمام أعيننا في الشوارع العامة بصيغ مختلفة قد تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح أو التهديد أو عدم الاحترام أو الاهانة وما إلى ذلك من أساليب رديئة، وفى سياق البحث والتحقيق لا بد لنا من طرح جملة من التساؤلات ، فهل نحتاج إلى لغه ترهيب ووعيد أم إلى تعديل السلوك والروادع الذاتية من تربية ومؤسسات تعليمية ودينية واحترام العادات والتقاليد والانسان داخل وخارج بيته وفى كل مكان؟ ومن المسؤول عن تفاقم وانتشار ظاهرة التحرش الجنسي فى مجتمعنا؟ أهي الأنثى أم الذكر أم الأسرة أم المجتمع؟ وهل السافرات والمتبرجات وحدهن من يتعرضن للتحرش الجنسي؟وهل بسبب البطالة والظروف الاقتصادية الصعبة؟ وأخيراً أين دور القانون والتربية والتوعية والتثقيف في الأسرة والمؤسسات التعليمية والدينية وتهذيب سلوك الفرد واحترام المجتمع وضبط التصرفات.

٭ المضايقات في مكاتب العمل :
وعندما طرحت هذا الموضوع علي عدد من السيدات إنهالت كلماتهن والعبرة تقف في حلقوهن وهن يحكين ما مرن به من مواقف: تقول نسرين: هناك من يستغل منصبه ويبتز الفتاة لتحصل علي وظيفة، وتروي قصتها أنها تخرجت من الجامعة بأحلام عريضة ترغب في تحقيقها، وبدأت أولى خطواتها وتقدمت بطلب لوظيفة في فندق مرموق، قبلها صاحب الفندق في الوظيفة وبعد فترة بدأت المضايقات تلاحقها من المديرمما جعلها في النهايه تترك وظيفتها حفاظاً على سمعتها وعفتها.
أما ماريا فتحكي قصتها بحرقة وتقول قدمت أنا ومعي بنت جيراننا لوظيفة ومؤهلاتي أعلى من مؤهلاتها ولكنها تفوقني بالجمال، وعندما قدمنا أوراقنا سوياً تم رفض طلبي بحجة أن الوظيفة لا تناسبني، وتم قبول بنت جيراننا في الوظيفة، وبعد فترة بدأت تشتكي من سوء الوضع داخل الموسسة التي تعمل بها، وتيقنت أنه تم قبولها في الوظيفه لجمالها وأغراض أخرى.

وتضيف أمنية أنها ملتزمة بحجابها ومحافظة علي دينها وعندما تقدمت لإحدى الوظائف قالو لها بصريح العباره إن زيها هذا لاينفع معهم .
وتقول أمنية في كل العالم هناك من تجبرها الظروف للخروج للعمل ورغم التزامها إلا أنها لاتسلم من المضايقات حتى في المواصلات.
وتروي «ع» (فضلت عدم ذكر اسمها) أنها تعرضت لتحرش من صاحب العمل، وعندما هددته بفضح أمره قام بطردها، ولم تستطع الإبلاغ عنه خوفاً من الفضيحة لأن اصابع الاتهام ستشير إليها بالدرجه الأولى فتكتمت علي القصة.
وتذكر ملاك أنها تواجه مضايقات كثيرة، ولكنها تسكت عنها خوفاً من فقدان وظيفتها، وأن عليها مسؤولية كبيرة تجلعها تتحمل تلك المعاناة.

٭ آراء ومواقف :
ويقول الأستاذ ياسر إن الوضع الاقتصادي وتفشي العطالة وازدياد تكاليف الدراسة وتأخر سن الزواج كل هذه العناصر أدت إلى تغول التحرش الجنسي بالبنات والأولاد علي حد سواء، وظهرت ملابس خليعه يلبسنها الفتيات تثير غرائز الشباب وهذه دعوة صريحه للفجور والبغاء.
ويرى الأستاذ الصحفي بكري المدني رئيس تحرير الزميلة «الوطن»أنه لابد من إجازة تدريس العلاقة الزوجية كمادة أساسية لتلاميذ من مرحلة الأساس وحتى المرحلة الجامعية عبر حصص ومحاضرات تثقيفية وتوعوية فالحذر لاينجى من الخطر والعلم بالشئ ولا الجهل به، وذلك ماللجهل من مخاطر وأضرار وبلاوي، ويرى في تدريس مادة الجنس للمدارس والجامعات إجابات للعديد من الأسئلة والاستفهامات، وكوابح للكثير من الممارسات وحتى الاعتقادات الخاطئة ولئن تتخذ الدولة عبر مؤسسات التعليم العام والعالي هذا القرار الآن أفضل من الانتظار .

بين علم النفس والاجتماع دوافع وحلول:
ويرجع الدكتور إيهاب شيوع الظاهرة إلى ضعاف النفوس والجو السائد في العمل مسؤولية الجهة المخدمة حيث يجب أن يكون ضمن ضوابط ونظام يلتزم به الجميع، وإذا فقده تحصل أشياء كثيرة، أيضا السكوت عن مثل هذه الأفعال قد يزيدها انتشاراً وعدم الإبلاغ عنها خوفاً من فقدان الوظيفة جريمة كبيرة تشجع ضعاف النفوس على التمادي، فلابد لقانون العمل أن يضمن للشخص وظيفته، وإذا إلتزمت الموظفة باللبس الجيد المحتشم وحرصت على التعامل المحترم مع جميع العاملين في المؤسسه سواء كان مديراً أوغفيراً يصعب على الجميع أن يتعرض إليها .
أما التي يشترط عليها أن تتنازل عن شرفها لقبولها في الوظيفه فهذا راجع إلى خلل في نظام التوظيف، والقرار إذا كان في يد شخص واحد هو المسؤول الوحيد عن التوظيف قد يستغل منصبه وحوجة الفتاة للوظيفة، ولكن هذا لايبرر موافقتها، وبالنسبه للعاملين في المؤسسات يجب أن يكون هناك انضباط وأن تكون علاقات الزمالة في الحدود المعروفة .

وتضيف الدكتورة حنان الجاك إن العنف الذي يمارس ضد المرأه ناتج من عدة متغيرات سلوكية كبيرة ضربت حد الانسانية، وأصبحت تشكل فقداناً للأمن الانساني الذي نحتاجه في أماكن العمل، وكثيراً ما تعاني المرأة من أفعال تتسم بالعنف مثل الضرب و الاغتصاب وللحوجه الماسه للوظيفة تسكت عنها ويندرج تحت قائمة العنف الذي تعاني منه المرأة بشتي أشكاله
أولا: المناخ العملي السائد هو الذي يشكل أكبر مرتكز للممارسة السيئة ضد المرأة، وأحيانا كثيره تستجيب الأنثي لهذه التحرشات أوالإيذاء أو أي وسيلة أخرى نتيجة لحوجتها للعمل وللأسف تستسلم لهذه السلوكيات وأحيانا كثيره يكون هنالك بعض الخلل السلوكي ونتيجة لتراكمات في تفكيرها تجعل استجابتها سريعة لهذه التصرفات .
ثانياً: افتقار البيئه العمليه والمناخ الإيجابي لتطوير العمل أيضا يشكل ملامح لممارسات خاطئة يمارسها المدراء أو الزملاء للحصول على الوظيفة، وكثير من أصحاب العمل دائما ما يبحثون عن من تشبع احتياجاتهم من خلال الإغراءات التي يقدمها لها.

٭ وضع اقتصادي جاذب
وتستجيب الأنثي لأنها تعاني كثيراً من أجل توفير احتياجاتها، تريد أن تلبس وتتباهى ويقفل أمامها الطريق لافتقادها للخبرات والمهارات، وبالتالي تستجيب للإغراءات السطحية التي يمارسها الرجل ويقدمها لها في طبق من ذهب.
وفي احيانا اخري تستغل الفتاة الذكاء الاجتماعي للايقاع بمن يريد توظيفها وهذا ينعكس علي من يقوم بعمل (الانترفيو) ولان المناخ السائد يتطلب هذا النوع وبالتالي يسهل عليها الفوزبها واحيانا كثيره تكون في غاية الاحترام ولكن اجراءت العمل تجبرها علي التنازلات للفوز بهذه الوظيفة ولان الاسباب الاقتصادية تكون اكثر من عائق في طريقها لذلك تستجيب لكل ما يقدم لها وهذه واحدة من اكبر الاشكالات التي تواجه المرأة وتشكل ابعاد من العنف وانتهاك لحقوقها والتي تفتقد من خلالها للامن النفسي والاجتماعي وهي تستجيب بنفسها لهذه السلوكيات ولاتستطيع ان تحتج او تقدم اي وسيله احتجاجية خوفا من بطش صاحب العمل ومن اصعب الاشياء علي المراة ان تنتهك كرامتها وشرفها بابعاد ماديه .
ولكننا نجد ان هنالك كثير من الفتيات لايبالين بأي قيم أخلاقيه او دينية لوقف موقف ايجابي تستطيع من خلاله تغير الصور السالبه للاغراءت الوظيفية وتغيرمفاهيم الرجل لهذه السلوكيات السالبه وبما ان الوظيفه حق ورزق لابده من احترامها .

*ضوابط وتشريعات :
يقول المحامي حافظ جوده اتخاذ الاجراءات الجنائيه ضد الجاني امر ميسورمتي ماوصل الشاكي للسلطات الماده( 151) الافعال الفاحشة يعده مرتكب جريمة الافعال الفاحشه من يأتي فعلا مخلا بالحياء ا او يأتي
ممارسه جنسيه مع شخص اخر لاتبلغ درجة الزنا يعاقب بالجلد بمالايجاوز اربعين جلده كما تجوز معاقبته بالسجن مده لاتجاوز سنه او بالغرامه .
الماده( 152) من يأتي في مكان عام فعلا او سلوكا فاضحا او مخلا بالاداب العامه او يرتدي زي فاضح او مخل بالاداب يعاقب بالجلد والغرامه .
جاء الاسلام بتعاليم ساميه علمت الانسان احترام الانسان لاخيه وعلمته ان للاخرحرمه يجب الايتعداها وجعل من مقاصده الكبري حفظ العرض وسدت الشريعه جميع الذرائع والطرق الموصله الي هتك الاعراض بالامر بالحجاب وغض البصر وتحريم الخلوه بالاجنبيه وغير ذلك .وقد حرم الله الاعراض كما حرم الدماء الاموال.

تحقيق : ناهد عباس
صحيفة آخر لحظة