فدوى موسى

محاسيس ما جميلة


٭ البعض يسرقون من البعض قدرتهم على الاحتمال والغفران.. يعيدون الكرة من بعد الأخرى في مساحات غض الطرف والتسامح التي يغمرونهم بها بلا تزييف.. لأنهم في مقاييس فهمهم مجرد أشياء صغيرة لا تكبر أبداً عن حدودهم.. فيظلمونهم بتلك المقاييس المعيبة المعبأة بظلامية أنفاسهم المكبوتة في مساحات العطب الفطري المخبؤ ليخرجنهم من مواضع مضاءة بجهدهم بما يستحقون من ألق إلى مرتبة قصية دنيا.. هوى من عند أنفسهم.. وهذا لا يقر بأن أولئك ضعفاء أو مكسوري الخاطر أو (طالبي ضمان) لكنهم في خانة التجاوز للأشياء الصغيرة جداً.. الأشياء التي تأخذ بأصحابها إلى حدود أفكار المؤخرة دون المقدمة وصدر الأشياء العالي زيفاً دون التدقق.. لتجذبهم إلى ما وراء فكرتهم المجربة مرة من بعد أخرى.. ترى هل انكسرت مسارات أشعة رؤيتهم، أما أنهم مارسوا فقه التشفي المكتوم في الدواخل الذي ما أن وجد القدرة حتى انتفض في تصغير البعض وتضخيم الذات .. عذراً لهم وعذراً للآخرين فهذه (محاسيس ما جميلة) لا تشبه ملامح الإنسان الواعي المتزن نفسياً.. فضاءات العلائق الإنسانية السليمة لا تعرف (محاسيس التأديب) غير اللائق عند امتلاك المقدرة أو السطوة والتي هي سريعاً في موقع الانقضاض.. كأنما كان هؤلاء يتأبطون بهم الفرصة والسانحة.. ففي هذه الدنيا العريضة جوازات المرور والعبور متعددة ومجهودة يمارسها الكل حسب تراتيب فصول حياته .. فليعذر هؤلاء بعضهم على مساحات المحبة وفضاءات العشم غير المحدود الذي طوقهم به ليجدوا أن الأمر بات في خانة ضيقة جداً جداً.. فقط عليهم أن لا يعطوا (قفاواتهم) وظهورهم لهم لأنهم ما باتوا حريصين على مرورها بسلام من أمامهم.. وليتحسس بعضهم «البطحة» التي في رأس فكرته حيث لم تعد بعض الأشياء كما كانت.. حتى الأحاسيس لم تعد «محاسيس» كما كانت.. لأن تضخيم الذات أعمى، البعض عن فهم مكنونات البعض.. ومايزال آخرون يدخلون أنوفهم من باب «النجاضة» والفلاحة التي لا تعرف السقوفات والحدود تأكيداً لأن معايير السطوة قابلة للتداول و الاختراق مداخلاً ومخارجاً علواً وهبوطاً.
٭ آخر الكلام:
ترفقوا ببعضكم وتحاوروا باطروحات ذات احتمال واثبتوا أن هناك «محاسيس جميلة» قابلة للاستمرار متى وكيفما اختلفت الظروف.. ولتعمل الإلفة على بلع واعتصار ما تبقى من مرارات مكتنزة ومتورمة في دواخل البعض تجاه البعض.. «بالجد خلوا محاسيسكم حلوة».. مع محبتي للجميع