يوسف عبد المنان

نقاط.. ونقاط


{كتم الفريق “صلاح قوش” كل الأسرار.. ولم يفصح عن شيء حتى كتاب “عادل الباز” عن حياة “كارلوس” في الخرطوم لم يشأ “صلاح” في حديثه لصحيفة السوداني تصويب الأخطاء التي تحدث عنها في المقابلة.. ولكن الإفادات الاجتماعية والسيرة الذاتية و(نتف) المعلومات التي (أفرج) عنها “قوش” وجدت اهتماماً من الرأي العام.. أمثال “صلاح قوش” إذا كتبوا عن الوطنية في القضايا العديدة تصبح لكتاباتهم قيمة ويقبل عليها الناس وكل المسؤولين في مصر يهتمون بالتوثيق، ولكن نحن هنا (نحكي) في المجالس ولا نملك ثقافة التوثيق.
{تساءل الأخ الأستاذ “عبد الماجد عبد الحميد” في لماذا يختفي السيد “حاج ماجد سوار” من الأضواء وساحات النقاش العام والجدال الفكري والسياسي كلما تقلد منصباً حكومياً؟؟ نعم “حاج ماجد” حينما تسند إليه مهمة كبيرة يختفي عن الأنظار ولا يأبه لعلاقاته القديمة ولا إخوان الأمس، وينزوي بعيداً ويحيط نفسه بالموظفين والعاملين في مؤسسته.. ويخسر المؤتمر الوطني قيادياً له بريق وألق وفكرة ولأن “حاج ماجد” يقرأ ويكتب وتفتح وعيه على ثقافات عديدة.. إلا أن الانزواء بعيداً سلوك لا يشبه أمثال “حاج ماجد”.
{ليلة (الخميس) الماضي اعتقلني الدكتور “حسن الجزولي” في جدران غرف المنزل منذ العاشرة مساءً وحتى منتصف الليل أسوح معه في كتابه الصادر حديثاً زمن “وليم أندريا” .. غزال السبعينيات الأسمر.. “حسن الجزولي” لماذا تنكـأ جراح موت السودانيين في أحداث الصراع السياسي مثلما مات الموسيقار ولاعب السلة “وليم أندريا”.. الكتاب لا يمثل فقط (حكي) عن كيف قتل هذا الموهوب الإنسان ولكنه محاولة جادة لتوثيق حقبة من الماضي القريب من خلال قصة حياة “وليم أندريا” التي جعلت الدمع يجف في الأحداق وقدمها الأستاذ “إبراهيم الصلحي” بقلمه النظيف المعقم. “حسن الجزولي” باحث محترم جداً إذا اختلفت معه سياسياً تتفق معه ثقافياً.
{أغلق التلفزيون البوابة الشمالية التي تقود للاستوديوهات الرئيسية وأصبح على ضيوف برامج التلفزيون الدخول عبر البوابة الجنوبية بدون (سياراتهم). إغلاق بوابة التلفزيون الشمالية قرار اتخذته إدارة التلفزيون خوفاً من الموظفين الغاضبين والمطالبين بحقوقهم.. حيث اتخذ مدير التلفزيون قراراً بحرمان بعض العاملين في التلفزيون من دخوله باعتبارهم أشخاصاً يشكلون خطراً على التلفزيون ويحرضون العاملين على الاحتجاج ضد الإدارة. قرارات مدير التلفزيون وجدت طريقها لمواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها خطوة تنم عن ضيق صدر بالرأي الآخر.
{جاء في الأخبار أن المهندس “إبراهيم محمود” نائب رئيس المؤتمر الوطني قد حل اللجنة السياسية الخاصة بأبناء النوبة في المؤتمر الوطني، وهي لجنة تقسم مواطني الولاية لاثنيات ولا يحق لغير النوبة ممارسة نشاط سياسي باسم اللجنة التي لها مقر ونشاط سياسي خاص بالنوبة، مما جعل الحركة الإسلامية أيضاً تحذو حذو (ابنها) المؤتمر الوطني بتكوين حركة إسلامية خاصة بالنوبة.. إذا صحت الأنباء التي تواترت عن قرار الحل فإن المهندس “إبراهيم محمود” يضع أصبعه في بعض جروح حزب المؤتمر الوطني ولكن (الخشوم) التي ترضع من هذه الواجهات لن تسكت، وسوف تقاوم مثل هذه القرارات وقديماً قيل قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق. ورشد الممارسة يقتضي أن يجفف المؤتمر الوطني بؤر الصراعات وللمؤتمر تجربة حينما كان السودان موحداً والجنوبيون داخل الحزب بخصوصية شديدة.. هؤلاء حينما أزف موعد الاستفتاء اختاروا جميعاً الانفصال وإدارة ظهرهم للشمال والحزب الذي يعاملهم بخصوصية ورأفة.. فلماذا لا يتعلم قادة المؤتمر الوطني من تجربة الجنوب والجنوبيين.