حوارات ولقاءات

الداعية الإسلامي الأمريكي إمام ماجد :التطرف تمدد لأن الأئمة والدعاة فاشلون في مواكبة التكنولوجيا..! “


: التطرف تمدد لأن الأئمة والدعاة فاشلون في مواكبة التكنولوجيا..! ”
“””””””””””””””””””” ا
لسودانيون في الدول الغربية يصرّون على إعطاء البيت صبغة سودانية، وهذا خطأ ويوقع الأبناء في حبال التناقض
“”””””””””””””””””””””””
بعض الناس يحاولون اتهام أمريكا بأنها وراء كل هذا التطرف والحركات الإرهابية وهذا غير صحيح
“”””””””””””””””””””””””
وإذ يكشف الداعية الإسلامي الأمريكي البارز إمام ماجد أن تناقض الهوية بين السودانيين المهاجرين والأجيال اللاحقة من مولدين في الدول الغربية وراء انضمام الشباب إلى تنظيمات دينية متطرفة كتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ولا يتوخى إمام الذي يتولى مسؤولية المركز الإسلامي بفرجينيا في حوار مع (التيار) من مقر إقامة القائم بالأعمال الأمريكي في الفلل الرئاسية شرقي الخرطوم- الحذر في الجهر بأن ظاهرة التطرف متمددة ولا تتناقص، وانتقد إمام في الحوار- الذي استغرق نصف الساعة تقريباً- ما وصفه بالتخلف التكنولوجي للأئمة وعدّه سبباً رئيساً وراء توسع التطرف، ومضى ليقول في المقابل: المتطرفون ينفقون الليل والنهار في الإنترنت، ويجيدون استخدام كل الوسائط، ودعا ماجد إلى تغيير دور الإمام ليشمل الاهتمام بالسلام، وفتح موقع في الإنترنت للرد على هذه الأفكار المتطرفة، فإلى التفاصيل: أجرته: فاطمة غزالي قضية التطرف أصبحت من الملفات المزعجة للعالم خاصة بعد ظهور تنظيم (داعش) للدولة الإسلامية المزعومة.. ما الأسباب؟. التطرف له أسباب عديدة ولا بد من النظر إلى منظومة الأسباب بألا ننظر إلى سبب ونترك الآخر لأنها أسباب متداخلة. ما هي أسباب التطرف؟ بدأ التطرف في القرن الماضي في بداية السبعينيات، وقبلها قتل الشيخ الذهبي في مصر، وظهرت بعض الجماعات التي تهاجم السواح، جماعة التكفير والهجرة، جماعة محمد، جماعات الشباب. أما ظاهرة التطرف الجديدة فهذه خطيرة ظهرت في أفريقيا، وفي وسط آسيا، وهي تتمدد ولا تتناقص. إلى ماذا يرجع التطرف؟. إلى التفسيرات الخاطئة للدين، ومفاهيم الجهاد، ومفاهيم الولاء والبراء، ومفهوم التوصيف لدار الحرب ودار السلام. كأنك تقول إن هناك تشويهاً للمفاهيم الإسلامية؟. نعم المفاهيم العقدية شوهت، وأخطأ الشباب في فهم المنقول من الشريعة، والمعقول، والتراث. هل تفسير النصوص لعب دوراً في التطرف؟. نعم هؤلاء الشباب ينقصهم فقه النصوص، وفقه التأصيل، وفقه التنزيل، وفقه الواقع، وحقيقة الشباب المتطرفون فهمهم للدين قائم على قراءة خاطئة للنصوص، وتفسير الأحداث، والمطالع، تفسيراً عاطفياً، ووضح لي أن هناك فهما خاطئا للجهاد وآياته في سور البقرة والنساء والتوبة من قبل المتطرفين، يخرج الآيات من السياق، على طريقة الخوارج، أدى هذا إلى تداول الآيات في الرسائل التي تركوها قبل سفرهم وتفجير أنفسهم، بجانب مفهوم الولاء والبراء- كما ذكرت، وهو مفهوم الانتماء، وتقسيم العالم لدار حرب ودار إسلام، وعدم فهم لضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبهذا الفهم ذهب الشباب في هذه المتاهات التي أدت إلى مآلات لها عواقب وخيمة، وبسبب هذه الجماعات دمرت دول، دمرت أسر، وأزهقت دماء، وللأسف ضمن هذه المجموعات شباب كنا نتوقع فيهم الخير، وأصبح واجب علينا محاربة هذه التطرف. هل توقف حركة التجديد في الإسلام منذ الرابع الهجري أفرز ظاهرة التطرف؟. حقيقة الآن تجد في بعض الأحيان عدم الإيمان بالواقع بين الأئمة المسلمين. ماذا تعني بعد الإيمان بالواقع من أئمة المسلمين؟. أصبح الإسلام في كثير من البلاد مجرد طقوس فقط، مع إن الإسلام هو حركة للحياة.. الإسلام الذي أنجب ابن رشد، والغزالي، وابن سينا، والفاربي، تتساءل ماذا حدث له هذه الأيام، وفي ظني لا بد من إعادة المنهجية الفكرية، والنظر في المناهج المدرسية، وربط الدين بالحياة، وقضايا الحريات، قضايا العدل، قضايا حقوق المرأة، وقضايا الشباب، والتمعن في التراث بما يجري الآن في الساحة لأنه لا يمكن عزل التراث الإسلامي عن الواقع الحالي. كيف؟. باستدعاء النصوص والتراث ليتفاعل مع الواقع الجديد وينتج فكرا من أجل الدعوة إلى تأصيل مفهوم السلام والتنمية، والتفاعل مع ما يجري في العالم اليوم من أفكار، ومعالجة قضايا الظلم. ما هي جهودكم- علماء في أمريكيا- في محاولة مواجهة التطرف؟. نحن في أمريكا نهتم بتدريب الأئمة على فهم النصوص المتعلقة بالقضايا النازلة التي يطلق عليها النوازل المتجددة في العالم. هل العالم الإسلامي يعاني من أزمة التفسير الصحيح للنصوص؟. هناك قضيتين في هذا الأمر الأولى جهل الدعاة. ماذا تعني؟. بعضهم عنده جهل في فهم الواقع والإسلام، وعندهم خطأ في توصيف الواقع.. والقضية الأخرى حتى الذين كتبوا في قضايا التجديد وقضايا التأصيل ينقصهم التوصيل ولا يمكن تعمل توصيف دون توصيل المعلومات. هل تعني أدوات توصيل التأصيل ضعيفة؟. نعم وما زالت ضعيفة مع وجود قنوات (اليوتيوب) إلا أنه في اعتقادي أن التوصيل لم يضع في قالب وأسلوب يفهمه الشباب، مثلا الشباب الذين يذهبون إلى التطرف يقعون في حبائل التطرف؛ لأن التطرف له رسالة لها طريقة جذابة بينما (الإمام) ليس منفعلا، كم إمام لديه فيسبوك؟، والمتطرفون ينفقون الليل والنهار في الإنترنت، ويجيدون استخدام كل الوسائط، في وقت تجد فيه فجوة وسط الأسر المهاجرة بين الآباء والأبناء، وعليه لا بد من تغيير دور الإمام ليشمل الاهتمام بالسلام، وفتح موقع في الإنترنت للرد على هذه الأفكار المتطرفة، وإنشاء مركز متخصص لتدريب الشباب للرد على هذه الأفكار، ومدهم بالردود على ما يتجدد من تحديات. يعني الأزمة عدم مواكبة الأئمة للتطور التكنولوجي؟. نعم هذا سبب من أسباب توسع التطرف، هذه الجماعات تستخدم النشيد والفيلم والصور لدعوتها ولا تستخدم الخطب، وتغري الشباب بالزواج والجنة، وأحياناً تكون المستقطبة امرأة فتقول له تعال إلينا ولا تكن من الخانعين، ولا تسمع إلى أمك وأهلك وفاجئهم بالذهاب، ويتلون عليه الآية (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه)، ولا تسمع للأئمة والمشائخ، وتلقي عليه الآية (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا).. وإذا قال الشاب لست مستعداً أرسلوا له التذكرة ويظلون يلاحقونه ليلاً ونهاراً ويرسلون له صور الشباب والشابات على ظهور السيارات المسلحة والنساء المحجبات يتحدثن عن الأخوة الإسلامية والمدينة الفاضلة، ويطلبون منه السرية التامة، وعندما يسمع الشاب ذلك يصبح في حالة نفسية مضطربة ويتهمونه بأنه يؤثر الدنيا على الآخرة. لماذا أخذ التطرف شكل العنف بسرعة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، لماذا داعش؟. ليس داعش وحدها هناك بوكو حرام. هل أمريكا وراء هذا التطرف؟. بعض الناس يحاولون اتهام أمريكا بأنها وراء كل هذا التطرف والحركات الإرهابية، وهذا غير صحيح، ولنا مسؤوليات في أمريكا في السياسة العامة، ونناقش قضية الظلم، والقضايا الساخنة في العالم، لكن ما هو التفسير لسلوك شخص يذهب ليفجر المصلين في مسجد في باكستان، أو مسلم يفجر مسجد شيعي، أو شيعي يفجر مسجد سني، ويقول هذا في سبيل الله؟.. ما هو التفسير المنطقي للذين يفجرون الكنائس ويقتلون الأبرياء؟، ما هو التفسير المنطقي لقتل الذين يساهمون في بناء البلد؟، ماهي التفسيرات؟.. إذن لا بد من نظرة واقعية ومنطقية للإجابة عن ماذا حدث. حقيقة أنا مزعج جدا لذبح الناس على شاشات التلفزيون.. أي دين هذا يدعيه هؤلاء الناس؟.. والبعض يقولون مؤامرة. أنت تستبعد نظرية المؤامرة؟. حتى لو كانت هناك مؤامرة أين نحن من إغلاق منافذ المؤامرة بالوعي والعلم والفهم الصحيح للنصوص؟.. المجتمعات الغربية- نفسها- وقفت ضد التطرف مبرئة الدين الإسلامي والمسلمين من الفظائع التي يرتكبها المتطرفون باسم الدين الإسلامي، ودورنا نحن- المسلمين- إعادة النظر في المناهج التعليمية، والخطاب الديني والمظالم، وهناك حدث بون شاسع بين المهاجرين وثقافة المولودين في الغرب.. ونحن الآن بصدد تعليم الجالية المهاجرة كيفية التعامل مع هذه التغيرات التي تحدث في العالم عبر شبكة التواصل الاجتماعي، وأن يعلم الآباء والأمهات إبناءهم وبناتهم نوع من التدين عبر المسجد بدلاً من البحث عن الإسلام عبر الإنترنت، وربط الإسلام بحركة المقاصد؛ لأن الإسلام دين رحمة. هل هناك أزمة مناهج لأبناء المسلمين في الغرب؟. المناهج التي تدرس لأبناء المسلمين في نهاية الأسبوع وفي الخطب المنبرية ضعيفة المحتوى. فيما الضعف؟. لا يربط الإسلام بحركة الحياة العامة.. ونحن قمنا بورش عمل للآباء والأمهات في الإنترنت لمعرفة طبيعة فكر التطرف، وما هي العلامات التي يمكن أن يراها الأب أو الأم على البنت أو الولد تظهر التغيير في الفكر. هل هناك بعد اجتماعي للتطرف في الغرب؟. نعم التطرف له بعد ديني وبعد اجتماعي وبعد نفسي وفكري وبعد سياسي واقتصادي. ما هي أشدها تأثيراً؟ الأبعاد النفسية والاجتماعية، لأن البعد العاطفي والنفسي، وخلطه بالتفسير الروحي للأحداث والفهم الخاطئ لعالم الشهادة والغيب، لها دوره الكبير في التطرف، والشاهد على ذلك هناك شاب عمره (16) سنة حرض الآخرين وساهم في سفرهم إلى (داعش)، وعندما سألته وهو في السجن “لماذا انتميت لهذه الجماعة؟”، فأجاب: “ألا ترى الظلم والهوان الذي تعيشه الأمة ولحق بالمسلمين؟”، فقلت له هناك عدد من الضحايا المسلمين بسبب هذه الجماعة، ومن بينهم أطفال ونساء، والأبرياء الذين قتلوا من غير المسلمين على يد (داعش) والأسرى من المدنيين. ما هو رد الشاب على حديثك؟. لم أجد منه رداً بل سرد مجددا المظالم.. سألته هل أنت متأكد ١٠٠٪ من صواب هذه الجماعة وأنها لم ترق دماً حراما؟، فكان رده “لا لست متأكداً”. لماذا يلعب الجانب الروحي دورا في التطرف؟. لأن الشخص الذي يبحث عن التدين هو يبحث عن دور، ويبحث عن إثبات الذات، ويبحث عن تفسير للحياة، وإذا وقع في يد من لا يحسن ذلك فتصبح المشكلة كبيرة، ويكون الشباب ضحايا للتطرف، الواحد فيهم لا يحسن قراءة سورة الفاتحة، وتتفاوت درجات جهلهم، إما أنهم حديثو عهد بالإسلام أو حديثو عهد بالتدين، كما إنهم أصحاب حمية جاهلية وعزيمة وضعت في غير محلها، ورغبة في التغيير ضلت طريقها، وتحدث عن النواحي العاطفية والنواحي الاجتماعية والظروف الاقتصادية. ما هي خطواتكم بشأن المناهج؟. نحن بصدد إعادة النظر في المناهج التي تدرس للشباب المسلم في نهاية الأسبوع، وتدريب الآباء والأمهات على كيفية إيجاد ثقافة متأصلة في المجتمع الذي يعيشون فيه، لأن الأب والأم السودانيين القاطنين في الدنمارك أو غيرها يصرون على أن يجعل من البيت هو السودان، وإذا خرج الولد إلى الحياة كأنما يعود إلى البيت ويجد عالما ثانيا وبالتالي يقع في حبال التناقض، الشيء الذي يجعله يبحث عن الهوية والانتماء ويصبح متقلباً، ويتساءل هل أنا سوداني؟، أنا مسلم؟، أنا كذا؟. وفي هذه الحالة من البحث والتفكير يذهب للإنترنت ليجيب عن أسئلته وإذا فعل ذلك يقع في فخ التطرف، لذا أقول لا بد من معرفة أساليب التجنيد عبر مواقع الإنترنت، وضرورة تدريب العلماء المسلمين المشغولين بالمساجد وعقود الزواج والطلاق ليواكبوا الثورة التكنولوجية، ويضعوا الحلول طويلة المدى. ما هي الصورة الحقيقة للإسلام في أمريكا؟ الإسلام في أمريكا دين متعدد الأعراق والألسن واللغة الجامعة الإنجليزية، حقيقة الذين لم يعيشوا في المجتمعات الأمريكية لا يستطيعون تخيل تداخل المجتمع الأمريكي مع الأديان الأخرى، وهناك جمعيات كبيرة بين المسلمين والمسيحين واليهود، وأغلب المساجد بدأت بالكنائس، واثنان من المساجد جزء من معبد يهودي، وقمة التسامح نستأجر الكنيسة في أمريكا لأداء صلاة الجمعة وهم يصلون فيها يوم الأح. ما هي الأسس التي تقوم عليها الحالية المسلمة في أمريكا؟. الجالية المسلمة تقوم على ثلاثة مفاهيم التواصل مع الإسلام الأصل وليس القادم من ثقافات معينة، والمواطنة، ومد الجذور مع الأديان الأخرى. هل الفقر دافع للانتماء إلى المتطرفين؟. الفقر ليس عاملاً للانضمام إلى الجماعات المتطرفة، وإنما هناك أبناء أسر ثرية ذهبوا إلى داعش. الظاهرة السودانية في التطرف أن الشباب السودانيين الذين ذهبوا إلى جماعات التطرف (داعش)؟ أغلبهم جاء من الغرب؟. نعم حتى الذين انضموا من أمريكا شباب سودانيون وصوماليون. لماذا؟. هذه قضية منفصلة وتدخل فيها قضية

التيار