مزمل ابو القاسم

أعطوا الرجل حقه


عزيزي مزمل… بقدر عشقنا للأحمر.. وبقدر تعلقنا به فأصبح الملاذ من عواصف الزمن وهجيره.. وقسوة الحياة ومتطلباتها وحصارها الاقتصادي لشعب يبحث عن ضحكة في زمن العويل العالمي والحزن الذي تمدد في شتى بقاع العالم.. إلا أننا شعب نادر فعلا… شعب مهما قست عليه الحياة يظل محتفظا بالسمات الراقية التي تميزه عن معظم الشعوب.. وقد عشت ذلك واقعا ولا زلت، في بلاد الغربة.. فعلا لا زلنا الأفضل رغم كثير من الهنات التي أطلت برأسها قسرا بفعل نوائب الزمان وتقلب القلوب ما بين القوة والضعف تجاه شهوات النفس الأمارة بالسوء.. فغير الكرم والشجاعة والمروءة.. هناك سمة خاصة.. أننا نحتفظ بالتقدير لمن يقدم لنا خيرا ونسعى جاهدين لنرد له خيره خيرين ما وجدنا إلى ذلك سبيلا، وباختصار نحن (ما نكارين جميل).
كتبت ذلك وأنا أسترجع ذاكرة التاريخ وأعود للوراء.. أتذكر أحلامنا الرياضية وتوقعاتنا للمستقبل.. وما يطوف بخلدنا متى ننال كأس أبطال القارة وكيف؟ وما المطلوب.. رجعت للتاريخ فقرأت ما سطرته الأقلام عبر الأرشيف وما تناقلته حكاوي الجلسات لزمان لم نحضره وكيف كان طموح وفكر من ترأس قمة الهرم الأحمر.. وكيف سعى لتحقيق أحلامه وأحلام قاعدة ناديه الجماهيرية وكم من نسب النجاح نال.. وأنا أسترجع تلك الذكريات أحسست بعظمة هؤلاء الرجال ومن ساندوهم أبو العائلة ومهدي الفكي وود إلياس وماهل وحجوج وتاج السر والقائمة تطول.. قدموا وما بخلوا أعطوا وما امتنوا.. فلهم تحية وتقدير ورحمة لمن غادر الفانية.
ولكن والحق يقال فمن بين هؤلاء الرجال رئيس أعطى وما بخل، تحمل ولم يتجمل أنفق وما امتن… اجتهد وما تقاعس.. تحمل عبئا ثقيلا وكان المنفق الأول والأوفر.. لو كان النجاح يتحقق بالنوايا ويطال المنال بقدر العطاء لناله هذا الرجل القامة.. جمال محمد عبد الله الوالي.. رئيس لا يحب الضوضاء ولا الأضواء يعشق المريخ ويخدمه… اجتهد وما تقاعس.. أسس للنادي بنى تحتية أصبحت مفخرة للوطن عموماً، وهذا لعمري يستحق منا الوقوف بجانبه ودعمه.
وهنا أقف عند محطة القاعدة ودورها تجاه هذا الصنيع.
للأسف وجدت أننا صنعنا من أنفسنا نقادا.. إن تحققت بطولة ابتسمنا وغالبيتنا لا تمدح الصانعين، وإن أخفق المريخ سلقنا الرجل بألسنة حداد ولمناه.. وأسأنا إليه إن لم نكن جميعا فالغالب الأعم.. وجعلنا من أنفسنا الصواب وهو الخطأ.. فصبر الرجل وصابر وثابر.. تحمل هناتنا في الصحافة وفي مجالس الأحياء ولم يقابلنا يوما بكلمة جارحة كما فعل الكثيرون منا.. بل كان يحمل هم أن يدخل الفرح في نفوسنا، ما ترك بابا إلا وطرقه.
الإخفاق في البطولات المحلية نحمله وزره ومجلسه وننسى أن هناك هنات كثيرة في بلادنا تمنع الحقوق أصحابها كالتحكيم واللعب خارج الملعب.. وحتى على مستوى القارة وأقرب مثال مباراة اتحاد العاصمة.
نسينا دورنا وتفرغنا للهجاء والنقد.. نحتاج البطولات ولا ندعم، نحتاج النجوم ولا نساهم، نحتاج المعسكرات ولا نقدم.
جمال كان جميلا معنا فكلما ضاقت به سوح جمعنا، إلا من رحم، نجده يقرر ترك المنصب بهدوء ليس هروبا وإنما يفسح لنا المجال لكي نختار الأفضل لقيادة السفينة.
هذا الرجل لو كنا حقا نود أن لا نظلمه فعلينا فقط عدم نكران جميله واحترام ما قدم ويقدم، على الأقل إنه جزء منا.. وبعد ذلك نقدم له أفكارنا بعيدا عن التعبير الجارح وبأدب ليأخذ منها ما هو مفيد.. عسى ولعل أن نشارك في بناء قلعة العشق الأحمر ماديا ومعنوياً، وإلا فلنصمت ونتركه يكمل ما بدأه أو نتقدم الصفوف لأنه زاهد في المنصب.
أقول كل ذلك وأنا أحس بجميل جمال ومعاناته من كل النواحي لإسعاد الصفوة، وكان لابد أن نحفظ جميل جمال هذا الرجل الجلال في زمن المحال.
أقول ذلك وأنا أدعو الله أن يوفق الزعيم وينال العروس الأفريقية في عهده فهذا الرجل المؤدب المهذب لعمري لو فاز فريقه بكأس أبطال العالم لرأيناه يستحق أكثر.
أسأل الله لجمال الفرح ولمريخ الجمال السعادة، وليتنا دعونا جميعا وتضرعنا أن يتحقق حلم الأبطال هذا العام.
وإن لم يتحقق لا قدر الله فلنكن أوفياء لأهل العطاء ونتوج هذا الرجل بحبنا وكلمتنا الطيبة فهو لم يطلب منا شيئا وهذا أقل ما نقدمه، الوفاء لرؤساء الزعيم الأوفياء وبتكاتفنا سيتحقق الحلم إن شاء الله.
وأنتم كإعلاميين أعطوا الرجل حقه ومن ينتقده فليكن الخطاب راقيا وهادفا دون تجريح.
شكرا جمال وشكرا لك.
والسلام
عمر مجذوب – جازان، السعودية


تعليق واحد

  1. شكرا لك يا اساذ مزمل لاختيار هذا المقال الرائع بقلم الاخ عمر من السعودية فى حق الرجل الاروع جمال الوالى لكن صدقنى لو كان هذا الوالى رئيسا لنادى الهلال لقمنا ببناء تمثال كبير له عند مدخل الاستاد تكريما ووفاءا له