استشارات و فتاوي

وسواس بسبب الغش أيام الجامعة.. هل مال وظيفتي حلال


فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم

السؤال:

أيام الجامعة كنت في جهالة وغفلة، ولم أتورع عن الغش في الامتحانات، ولأن ذلك كان قبل 10 سنوات فلا أتذكر اليوم نسبة الغش ولا المواد التي غششت فيها ولا التي لم أغش فيها، ولكني أذكر أنني كنت مواظبة على حضور المحاضرات، مؤدية لما أوكل به من تقارير وأبحاث وواجبات. بعد تخرجي أذكر أنني درست منهاج الجامعة ومساقات التخصص جيداً بهدف اجتياز امتحان التوظيف بنجاح، والحمد لله تقدمت وتم اختياري، ثم خضت اختبار شفوي وتم قبولي، وعملت لمدة عام عندهم وبعد انقضائه تم تثبيتي في الوظيفة، لا أزكي نفسي في العمل فأنا أعمل من ثمان سنين مدرسة للغة العربية ولقد شهد لي أربعة مدراء وأربعة موجهين بالكفاءة وحسن الأداء بل إن بعضهم كان يضرب بأدائي وحسنه المثل في اجتماعات المعلمين…..
أطلت قليلا لتكون الصورة واضحة فسامحوني/ أنا تبين لي خطورة ما فعلت من غش قبل عامين، تبت وعاهدت الله أن لا أسمح بغش بين طلابي ودائماً أبين لهم حرمة ذلك… وبعد أن هدأت نفسي جاءني وسواس وقال لي: ما يدريك لو لم تغشي هل كنتِ ستحصلين على المعدل الذي يسمح لك بدخول امتحان التوظيف أم لا؟؟ حاولت إعادة الجامعة ولكن زوجي رفض رفضاً قاطعًا، اقترحت ترك العمل فهددني زوجي بإلحاقي بأهلى، بدأت أقنع نفسي أن مالي حلال لأنني متقنة للعمل ولم أغش في امتحان التوظيف، ولأنني درست مواد التخصص جيدا قبل التوظيف، فجاءني وسواس جديد يقول لي: يحتمل أن أكون أخذت حق غيري في الوظيفة بمنافستي للمتقدمين إن لم أكن أستحق فأنا لا أدري أأستحق أم لا التقدم للوظيفة لو لم أغش؟ أرجوكم لا تهملوا رسالتي فأنا اليوم لا حديث في عقلي سوى ما بدر مني، وصرت دائما حزينة وأتثاقل في عمل الخير. فهل مالي حلال ولو لا سمح الله أخذت فرصة غيري فكيف يوفى هذا الشخص حقه ولا ألقى في النار؟

الجواب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالغش حرام سواء في الامتحانات أم في غيرها، وقد قال عليه الصلاة والسلام {من غش فليس منا} وعلى الغاش أن يتوب إلى الله تعالى مما كان، ويقلع ويندم ويعزم على عدم العود، وإذا كان العمل الذي كلف به يؤديه على الوجه المطلوب ولا يخل بشيء منه فراتبه حلال، والله تعالى أعلم.


تعليق واحد

  1. اثباك الله اخي د/ عبدالحي كنت متوقع الاجابة الراتب حلال
    الان اختي نومي نوم السعداء وبدل حزنك فرحا وان تكوني احي السباقات لفعل الخير وجزاك الله خيرا واثابك على ما تقومين به من عمل