أبشر الماحي الصائم

أبوحمد.. سلاح سطوة الجماهير


* في غضون شهور قليلة تقدم أبوحمد، عاصمة آل رباط، درسين جمهوريين جهيرين مهيبين، الدرس الأول كان يوم أن تخندق الحزب الحاكم حول خيار (قوى كلياته الشورية) بأن مرشح المؤتمر الوطني هو الأخ النائب البرجوب، وليس أي شخص آخر، والرجل الوجيه البرجوب ﻻ ذنب له يومئذٍ سوى أن أصبح كبش فداء لبعض الرؤى الحزبية قصيرة النظر، وفي المقابل استعصمت أبوحمد وراء أدب إنفاذ قيمة الوفاء بالعقود عبر (فوه بندقية الجماهير)، ومن ثم أعد المسرح بعناية لذلك الماراثون المهيب، الحزب الحاكم أمام سطوة الجماهير، وأي جمهور يومئذٍ، يا رعاك الله، ذلك الذي أتى على ظهور العزيمة من الجزيرة مقرات ومن الشريك وأبوديس، قد جاءوا من الضهاري والصحاري على صهوة التاريخ وسطوة الأمجاد، قال حصيف المدينة يومئذ “المؤتمر الوطني ينازل بغباء جمهوره في واحدة من أقوى القلاع” في ميدان لم يختره بعناية ولم يتحسب لعواقبه و.. و..
* لم ينتصر الجمهور يومئذ فحسب، بل لقد أرست أبوحمد سلاحا جديدا فعالا يمكن أن يستخدم عند الطلب، هو بامتياز سلاح (سطوة الجماهير) الذي تهاوت أمام جبروته كل الكليات و(الكلات) المصطنعة، فعندما يتحدث الجمهور على الحزب والحكومة أن يستعموا لعلهم يرشدون، ومن ثم عادت الجماهير الحاشدة بعد إعلان فوزها الكاسر كالسيف إلى أغمادها وجزرها ومضاربها، ورجع الحزب إلى عقد ورشه العاجلة وقاعات المؤتمرات القلقة يستعرض (ملحمة جماهير أبوحمد) ليتواضع فيما بعد على أن نصف رأيك عند جمهورك، الجمهور هو الرقم واحد في هذه المعادلات الحزبية !! وتلك ملحمة قد خلت.. لها مكاسبها وأرباحها و.. و..
* ثم منذ أيام قلائل قررت أبوحمد أن تجري فعالية جديده للرماية بـ (الجماهير الحية)، فعلى كل الأحزاب والحكومات والتكتلات الابتعاد بممتلكاتها وأرواحها من مكمن الخطر، مكمن جمهور أبوحمد، وكان هذا بامتياز بمثابة الدرس الثاني الذي أسند ظهره على نجاح أدب (تقريش الجماهير) وتحويلها إلى سيولة جففت يومئذٍ كل البضاعة المزجاة في سوق السياسة، بل حولتها إلى سيول كاسحة أدت إلى ذلك الطوفان الكاسر، صحيح أن اللقاء الحاشد الأخير جاء تحت مظلة (دار أبناء الرباطاب الخيرية بعطبرة) وتكريم الأخوة المعتمدين اللاحقين والقادمين، غير أن من جرب لسعة (جماهير الرباطاب) يخاف من مجر حبل جمعياتهم وتجمعاتهم، وقد استوعب القوم الدرس، فإذا هبت رياح جماهير آل رباط، فعلى الجميع الانحناء للعاصفة حتى تمر بسلام و.. و..
* هكذا جاءت أبوحمد هذه المرة بغضها وغضيضها، برباطها الأوثق والعبابدة والعبابسة والمناصرة والبشارة، الأنصار من مسقط الرأس والمهاجرة، من دارمالي وبانت وخليوة والسيالة والداخلة والفاضلاب ونهر عطبرة، كما لو أنهم يستمدون مددهم من قدسية (فتح مكة)، وهم ينتهون إلى أدب (اذهبوا فأنتم الطلقاء) وفتح (صفعة جديدة) وعهد مشهود، كانت حكومة الوﻻية في نسختها الجديدة هذه المرة في الموعد، وعند حسن الظن والفأل، على أن تاريخاً جديداً يكتب في المنطقة والمنطق على (أسنة رماح الجماهير).. فإذا شعب أبوحمد يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب الحزب.. تصبحون على خير.