صلاح احمد عبد الله

المستور.. والمكشوف..؟!!


* أستغرب وأندهش.. في زمان من المفترض أن تصير فيه الأشياء طبيعية.. وفي عالم (سوداني).. أصبح يثير الرثاء.. الشفقة.. عندما يظن بعض (النابتين) في أرض البلاد أنهم (أذكى) الخلق وأشجعهم ويتناسون عمداً أن الذكاء في السودان (لا يحتاج لجامعة أو هندسة).. بل يجري في مياه النيل الأبيض.. ويختلطان معاً في مياه النيل الكبير.. حبنا الكبير..!!
* صفحة جديدة استمرت سنوات من التاريخ.. منذ ذلك اليوم وذلك الشهر وتلك السنة.. التي رأى فيها شعبنا الطيب ألواناً من القبضات الخانقة.. (قبضات جعلت الحليم حيران..
* يقول الرجل الأسطورة.. خازن الأسرار.. وحامي ديار النظام السنوات الطوال.. بعد أن خرج للشارع العام.. خروجاً ليس كغيره من الخارجين.. خروجاً (مشبعاً) متين.. يقول الشعب السوداني.. (فريد ونادر).. يا سبحان الله.. ترى هل هؤلاء النادرين والفريدين.. منهم شهداء..؟ بورتسودان.. كجبار..؟ وجدي محجوب.. جرجس الطيار.. أركانجلو داقاو.. وغيرهم كثيرون..؟ هل منهم الدكتور الإنسان علي فضل أحمد.. هل منهم شهداء سبتمبر.. وهم خيرة أشجع وأرجل الشباب.. هل منهم الذين ضربوا في مناكب الأرض يبتغون فضلاً من الله ورزقاً.. بعد أن ضيقتم عليهم حتى خناق المعيشة..؟!
* يقول الرجل الأسطورة.. في عالمه العام أو الخاص.. إنه يحب الحرية..!! نعم هذه حقيقة.. حرية أن تعتقل وتعذب.. وتطرد.. وأن تعيش كإمبراطور الزمان.. تأمر وتنهي.. وتترقى في مراقي الوظيفة والصولجان.. وتنسى (جيداً) وتتناسى.. ذلك البنطلون الأسود.. والقميص الأبيض.. والجزمة الميري.. والسوداء أم رباط.. وعلبة (البرنجي).. والتربيزة الخضراء.. وكرسي الخيزران المنسوج جيداً.. والذي تحول إلى كرسي الصولجان.. حتى أن هذا (الكرسي) قادك كما يقولون للتفكير في الكرسي (الكبير) جوار البحر الأزرق الجميل.. ذو الهواء العليل..؟!!
*بعد كل ذلك يقول.. إنه يتمنى أن تستقر البلد.. والناس تكون مبسوطة.. ومنتجة.. بعد أكثر من ربع قرن كان في (سدة) الذراع اليمنى الباطشة يقول فاطر القول وزورا.. بعد أن خرج إلى عامة الناس في ثوب (المصلح) الكبير.. ولإخوانه عافياً مقتدراً محباً لأنهم لو تحاسبوا كجتار السوق.. لانكشف المستور.. وما ظهر للعامة.. لا يمثل إلا جزءاً من جبل الجليد.. وما خُفي تحت الماء كان أعظم..؟!!
* الرجل ينصح الإسلاميين بضرورة مراجعة كل الشعارات القديمة.. وضرورة أن يكون لها علاقة بالواقع والجماهير..؟؟ الواقع يا سيدي لا يحتاج لتغيير شعارات.. الواقع يحتاج لتغيير شامل..؟ متى وكيف..؟!! هذا أمرٌ آخر ليس هذا مكانه.. ماذا تعرفون عن الجماهير.. الجماهير التي طحنها الغلاء.. وابتكرت بحمد الله من أجل أن تعيش بكرامة.. مشروعاً اسمه (قدر ظروفك).. لا أظن أن المترفين من أمثالكم يعرفونه.. أو يعرفونه ويتناسون منذ أيام (الأقاليم) وشوارعها الخلفية.. أيام (المسغبة) رغم أن اقتصاد البلاد كان قوياً ومتيناً.. كان هناك (شيء) اسمه مشروع الجزيرة.. والسكة الحديد.. سودانير.. النقل النهري.. الخطوط البحرية.. المخازن والمهمات.. النقل المكنيكي.. لم نكن نعرف المرسيدس الشبح.. إلا عند الأسر العريقة في التجارة والاقتصاد.. ولا اللكزسي.. ولا (BMW) .. لأنها (بضائع) لا تهم حتى كبار (قادة) الدولة.. الذين كانوا من البسطاء والعامة..!!
* الآن هذه (البضائع) ترابط أمام دور بغاث الطير.. وشارع المطار..؟!
* فيا سيدي.. أتركونا لحال سبيلنا.. نعيش كما نريد.. لنا رب رحيم.. وعيشوا أنتم كما تريدون.. في تجارتكم وثرائكم العريض.. ونبتكم الذي نبت كحشيش ما بعد المطر.. وحشيش ما بعد المطر حتى لو كان (بالخارج) دائماً ما تذروه الرياح!!* وعندما تذروه الرياح.. سيظهر حتماً الجزء المخفي من جبل الجليد..؟!
* وستشرق الشمس.. ويذوب كل الثلج.. بإذن الله..؟!!* وستستقيم الأمور..!!
الجريدة