منوعات

ظاهرة التنمر في المدارس بداية الغيث قطرة


ظاهرة بات العالم كله يشكو ويعاني من ويلاتها، ويبحث المهتمون فيه بالعملية التربوية ونشأة الأجيال سبل علاجها لخطورتها، وذلك منذ وقت طويل، وتلقى تلك الظاهرة اهتماماً غير عادي من المهتمين بقضايا ومشكلات التربية والتعليم في جميع أنحاء العالم، حيث أن هذه المشكلة تعتبر سببا مهماً ومؤثراً في تعثر الكثير من الطلاب دراسياً، وقد تدفع البعض إلى كُره الدراسة وتركها بالكلية، ألا وهي ظاهرة العنف الشديد في المدارس بين الطلاب، والذي بلغ حداً من التوحش لدرجة أن العالم تعامل معه باسم توصيفي جديد وسماه «ظاهرة التنمر»، كدلالة على تحول السلوك الإنساني لسلوك مشابه للسلوك الحيواني في التعامل في الغابة، حيث لا بقاء لضعيف ولا احتكام إلا للغة القوة الوحشية، دونما مراعاة لخلق قويم أو سلوك فاضل.

آباء وأمهات يصرخون
تقول مها عبد اللطيف: أدخلت أبني مدرسة خاصة حتى يجد العناية الكافية، حيث ظننت أنه سوف يكون في مأمن من أي أسلوب غير سوي، وبعد فترة لاحظت أنه يرجع للمنزل جائعاً ويأكل بكل لهفة، ولم أعط الأمر اهتماماً، ولكن في يوم أتى وأخبرني بأن هناك من يمزق له دفاتره بل كتبه، وعندها بدأت أشعر بأنه يخفي الكثير، فقال: ويأخذون فطوري ومصروفي. فذهبت للمدرسة وأخبرتهم، وبالفعل حاولوا أن يبقوه بعيداً.
وقال هشام محجوب إن ابنته كانت تتعرض للسخرية الشديدة من زميلتها بسبب شكلها، الشيء الذي جعلها تكره الدراسة وأصبحت لا ترغب في الذهاب للمدرسة، ورغم المحاولات التي بذلها الأساتذة في المدرسة بمعاقبة من يسخر منها، الا أنها كانت في زيادة، وتدهور مستواها الأكاديمي، فما كان مني لا أن نقلتها لمدرسة أخرى، وتكرر نفس الشيء ونقلتها لمدرسة ثالثة. وفي النهاية أفهمتها أنها أذا لم تستطع الدفاع عن نفسها ستظل تتنقل بين المدارس، وبالفعل أصبحت تضرب كل من يسخر منها بيدها فتوقفوا عن السخرية.
وقال حسام عمر: اعتاد كثير من الأبناء على قضاء الساعات الطوال في ممارسة ألعاب اليكترونية عنيفة وفاسدة على أجهزة الحاسوب أو الهواتف المحمولة، وتقوم فكرتها الأساسية والوحيدة على مفاهيم مثل القوة الخارقة وسحق الخصوم واستخدام كافة الأساليب لتحصيل أعلى النقاط والانتصار دون أي هدف تربوي، ودونما قلق من الأهل على المستقبل النفسي لهؤلاء الأبناء الذين يعتبرون الحياة استكمالاً لهذه المباريات.
فيما قالت الأستاذة أماني بشري: ربما لا يشعر الكثير من الآباء والأمهات أو حتى المسؤولين التربويين في المدارس بمدى المشكلة التي يقع فيها أبناؤهم أو طلابهم كضحايا للتنمر إلا بعد فترة طويلة نسبياً، وذلك نتيجة لوقوع هؤلاء الأبناء تحت ضغط شديد وإرهاب مادي أو معنوي لا يسمح لهم حتى بمجرد إظهار الشكوى أو إعلان ما يتعرضون له حتى لا ينالهم مزيد من الأذى على يد هؤلاء المتنمرين، ولا تقتصر تلك المشكلة على صفوف ومدارس البنين فقط رغم شيوعها النسبي فيهم، إلا أنها موجودة أيضاً في مدارس البنات ولكن بحدة وصورة تناسب شخصياتهن، وتكون فيها الفتاة الضحية أكثر تحملاً وأكثر استعداداً لكتم ما تعانيه نظراً للطبيعة الأنثوية الضعيفة في بنات جنسهن جميعا التي حباهن الله بها.
رأي علم الاجتماع
تحدث الباحث الاجتماعي عماد البكري حيث قال: تتنوع أشكال ومظاهر التنمر في المدارس، والتي تبدأ عادة بتقسيم تلقائي فطري يفعله الأطفال في بداية وجودهم معاً، وذلك على نحو بدني أو عرقي أو طائفي أو طبقي، ومن ثم يستقطب الطرف الأقوى مجموعة أو ما تسمى «الشلة»، فيستميلها لتكون بادرة من بوادر التنمر التي يجب الانتباه لها وتقويمها منذ البداية، ويبدأ التنمر بأشكال المداعبات الخفيفة المرحة التي تسمى «المقالب»، وسرعان ما تتحرك باتجاه أفراد معينين يُتخذون كأهداف من خارج «الشلة»، لتتطور على نحو سريع من المداعبة اللطيفة إلى تعمد السخافات والمضايقات وإظهار القدرة والسيطرة والنيل من الضحية ليتم إخضاعه لتلك الشلة، ويتطور الأمر عند البعض في حالات كثيرة إلى العنف الجسدي المتعمد أو الإهانة النفسية المتكررة، بوصفها وسيلة من وسائل التسلية واللهو واستعراض القوة وإظهار السيطرة.

الانتباهة


تعليق واحد

  1. وجود الباحثه الاجتماعيه في المدارس امر ضروري ..لازم وزارة التربيه تنتبه للحكايه دي