تحقيقات وتقارير

(9) من كل (10) حالات سرطان رئة سببها التدخين


ذل السيجارة…
الدكتور “حمد الترابي”: التدخين وراء الذبحة الصدرية المبكرة والموت المفاجئ
المرأة الحامل تدخن لاثنين هي وجنينها ..وكثرة التدخين قد تؤدي إلى العجز الجنسي
مدير البرنامج القومي لمكافحة التبغ: نفتقر إلى مراكز معالجة التوقف أو الإقلاع عن التدخين
(90%) من سرطانات الرئة يمكن منعها فقط بعدم التدخين…!!
مريض السكر(المدخن) يتعرض إلى تصلب الشرايين والجلطات أكثر من غيره
تحقيق- عماد الحلاوي
يقول الكاتب الصحفي “مصطفى أمين” في كتابه الـ(200فكرة) تحت عنوان(ذل السيجارة) ما يلي: (أقلعت عن التدخين ألف مرة، وعدت إليه ألف مرة ومرة، وكنت أدخن مائة وعشرين سيجارة في اليوم، ولم أكن استعمل عود الكبريت إلا مرة أو مرتين في اليوم….إلى أن دخلت السجن… وفي السجن كانوا يضايقونني بالتحكم في عدد سجائري.. مرة يسمحون لي بعشر سجائر في اليوم، وفي اليوم التالي يجعلونها سيجارة واحدة، ثم خمس سجائر ثم لا سجائر، وشعرت بإذلال عجيب لم أعرفه طول حياتي، وأمسكت سيجارة ودستها في قدمي ولم أدخن سيجارة واحدة بعد ذلك).
وأضاف:(ولم يكن الأمر سهلاً، كان يجب أن أجد شيئاً تلعب به أصابعي بدل السيجارة مثل وردة أو سلسلة مفاتيح! وكنت في كل صباح أزأر وأنا أسعل …. كنت أشعر أنني عبداً للسيجارة ، وعندما امتنعت عن التدخين أحسست أنني أصبحت حراً . ما ألذ طعم الحرية ! وأصبحت أشعر أنني أصغر باثنتي عشرة سنة ! أي عن كل عشر سجائر سنة ! ليس هذا قوة إرادة ،إنما هو حب الحياة).
وصورة شخصية مارلبورو الإعلانية الشهيرة (ديفيد مكلين) راسخة في أذهان كثير من المدخنين وهو يوقد سيجارته من جذوة أو هو ممتط صهوة جواد وتحته عبارة (تعال إلى حيث النكهة) فلقد بلغ من شهرته أن أطلق عليه لقب رجل مارلبورو.
ورجل مارلبورو سقط ضحية التدخين بسرطان الرئة وأمضى بقية أيامه تحت جهاز التنفس إلى أن وافاه الأجل، وقد لازمه أخوه في أيامه الأخيرة، وعانى كثيراً من تردي حالة أخيه ومعاناته مع المرض فقرر أن يبذل كل جهد في القضاء على ظاهرة التدخين لكي لا تتكرر مأساة أخيه…التحقيق أدناه يزيح بعضاً من دخان السجائر…ليظهر ما خفي:
عدم تفعيل القانون
ومأساتنا في السودان أعلن عنها مدير البرنامج القومي لمكافحة التبغ، الدكتور “رضوان يحيى”، عندما قال:( إن المعدل الكلي لانتشار التبغ في السودان بلغ (14%) بمعدل انتشار يومي (12%)، فيما بلغت نسبة انتشار التبغ وسط المجتمع الصحي، وفقاً لآخر عينة (51%)، بينما بلغت نسبة أطباء الامتياز الذين يتعاطون السجائر (14%) ونسبة المدخنات من الطبيبات (3,5%).
وقال الدكتور “رضوان” بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التبغ، إن وزارته تفتقر إلى مراكز معالجة التوقف أو الإقلاع عن التدخين، بجانب عدم تفعيل القانون السوداني لمكافحة التبغ، إضافة إلى أن بعض مواده غير رادعة.
وأن تفعيل برنامج مكافحة التبغ بوزارة الصحة الاتحادية والمؤسسات الصحية، تنفيذاً لقرار وكيل وزارة الصحة بمنع استخدام التبغ في المؤسسات الصحية، تليها وزارة التعليم العالي والقوات المسلحة.
أشارت إحصاءات البرنامج القومي لمكافحة التبغ إلى أن هناك زيادةً مطردةً في أعداد النساء اللواتي يقبلن على التدخين عامةً، وتدخين الشيشة خاصةً، الأمر الذي سبَّب ارتفاعاً لافتاً في الأمراض التنفسية والأمراض الناجمة عن التدخين.
وأشار مدير البرنامج القومي لمكافحة التبغ إلى أن معدل انتشار التبغ وسط البالغين من الذكور، حسب آخر إحصائيات، بلغ (%29,1) بمعدل انتشار يومي (24,7%)، فيما يبلغ وسط النساء (3,5%) بمعدل انتشار يومي (2,9%)، بينما بلغت نسبة الشباب الذين استخدموا التبغ لمرة واحدة (1,8%) ووصف “رضوان” ارتفاع النسبة وسط طلاب المدارس بالمخيفة، وذلك حسب الدراسات التي أجريت.
والملاحظ في إطار هذه الظاهرة هو أن الوعي بأضرار السيجارة لا ينقص الكثيرين، بدليل أن بعض الأطباء يقبلون على التدخين أيضاً، مما يطرح التساؤل عن سبب التمسك بهذه الآفة الفتاكة.. وفي هذا الصدد تأتي إجابة الدكتور “حمد الترابي” مستشار أمراض الصدر لتكشف أن التدخين بصفة روتينية يحول العديد من الأشخاص إلى عبيد للسيجارة التي لا يمكن الابتعاد عنها بدون الإرادة، لافتاً إلى أن بعض المواطنين ممن تستقطبهم حملات المكافحة يتغير مجرى تفكيرهم، ويتخذون القرار بالتوقف عن التدخين عندما يجدون أنفسهم في مواجهة مع جملة الأسئلة التي نطرحها عليهم عادة على شاكلة:
كم تدخن في اليوم من سيجارة؟
وكم يكلفك ذلك؟..
وعن الأضرار الصحية للسيجارة، أكد أنه من بين كل (10) حالات سرطان الرئة،(9) يسببها التدخين، حيث أن سرطان الرئة يأتي في مقدمة الأمراض العديدة التي تتسبب فيها السيجارة، والتي تستهدف الجسم البشري من الرأس إلى أخمص القدمين.
أمراض الصدر
يقول “حمد الترابي” عن التدخين وعلاقته بأمراض الصدر وسرطان الرئة: (السعال في الحالات غير العادية (المرضية) له فائدة عظيمة هو طرد جميع الأجسام الموجودة داخل القصبات، ومن هذه المواد القيح، والإفرازات المخاطية، التي تتشكل عادة نتيجة الالتهابات القصبية بسبب وجود مواد مهيجة، ومن ضمنها التبغ.
ونتيجة للتدخين وتراكم المواد المخاطية عند المدخن يؤدي إلى شل حركة أهداب القصبات، وبهذا تصبح غير قادرة على طرد الجراثيم التي في الهواء، ولذلك لا بد من طرد هذه الكتل المخاطية الموجودة ضمن القصبات، ولذلك تحدث نوبة من السعال المتواصل، وأحياناً تزداد الحالة سوءاً وتزداد نوبات السعال، حيث تكاد تخنق صاحبها أحياناً ويشكو المدخن من كحة وبصاق وضيق في التنفس، وهذا يسبب التهاباً مزمناً وضيقاً في الشعب الهوائية نتيجة التدخين وقد تتطور الحالة بمرور الوقت إلى سدة رئوية وتمدد في الرئتين واضطرابات بوظائف التنفس.
كما أثبتت الأبحاث ارتفاع نسبة الوفاة في مرضى السدة الرئوية وتمدد الرئتين في المدخنين إلى (25) ضعفاً عنهم من غير المدخنين. ويسبب التدخين حساسية الصدر والربو الشعبي والتهابات الحنجرة والحلق والالتهابات الرئوية والإصابات المتكررة بالأنفلونزا.
كما أثبتت الإحصائيات أن التدخين يمثل السبب الأساسي في نحو (30) في المائة من وفيات الأورام المختلفة بالجسم مثل سرطان الحنجرة والفم والبلعوم وسرطان الكبد، والكلى، والمثانة، ولوكيميا الدم.
العجز الجنسي
وعن العلاقة بين التدخين والعجز الجنسي.. قال “الترابي” : (إن التدخين يزيد من المادة السامة (أول أكسيد الكربون) التي تتحد مع هيموجلوبين الدم فيقل بذلك الأوكسجين المهم لصنع هرمون الذكورة للرجل وهرمون الأنوثة للمرأة.
وكما نجد أن النيكوتين يقلص الأوعية الدموية ويسبب ضيقها، ولأن الانتشار في القضيب لا يتم إلا بتمدد الأوعية الدموية وانصباب الدم فيها، لذا وبسبب النيكوتين فإن الانتشار يصبح ضعيفاً وبالتالي فإن كثرة التدخين قد تؤدي إلى العنة.
ومن أضرار التدخين الجنسية أيضاً أن التدخين يشوه الحيوانات المنوية ويقضي على الحامض النووي الذي يتسبب في الإجهاض والمشكلات عند الولادة.
وقد ذكرت بعض الدراسات أن الرجال المدخنين يزيد خطر إنجابهم لطفل تنقل له العدوى بالسرطان.كما يقلل التدخين من عدد الحيوانات المنوية، ويقلل من عملية انسياب الدم وهذا تأثير سلبي في خصوبة الإنجاب ويتسبب في العجز الجنسي.
الأضرار على الحوامل
وحول أثر التدخين في السيدات الحوامل بين الدكتور “مصطفى الترابي” أن الأم الحامل المدخنة بنفسها أو باستنشاق مخلفات تدخين زوجها تقدم لجنينها نسبة أكسجين أقل (سيجارة واحدة تنقص الأكسجين المتاح له بقدر الثلث) ونسبة من أول أكسيد الكربون (وهو كما نعلم غاز قاتل) وهذه النسبة تؤثر في نموه وتطوره وفي جاهزية أعضائه كالقلب والغدة الدرقية والجهاز المناعي .. الخ، فالمرأة الحامل عندما تدخن فهي تدخن لاثنين، هي وجنينها.
وفي دراسات أجريت عن تأثير التدخين في المرأة الحامل وجد أن قابلية المرأة الحامل لأضرار التدخين تتضاعف في فترة الحمل والأعراض الجانبية الناتجة من التدخين تزداد، لأن النيكوتين الذي يوجد في دم الأم ينتقل عن طريق المشيمة إلى الطفل وتكون النهاية المحتمة في نحو (20) في المائة من حالات الإجهاض ووجد أن الشراهة في التدخين تؤدي إلى العقم عند السيدات ووجد أن الأطفال الذين يولدون لأمهات مدخنات معرضون إلى صغر حجم الجنين بالنسبة لعمره وأيضاً إلى تشوهات الأجنة في رحم أمهاتهن، ووجد أن الأطفال الرضع لأبوين مدخنين يعانون من نسبة عالية من النزلات الشعبية والالتهابات الرئوية في السنة الأولى من العمر.
وحول العلاقة بين التدخين وأمراض القلب وأمراض الشريان التاجي يقول “الترابي”:
(وُجد أن التدخين يسبب الذبحة الصدرية المبكرة والموت المفاجئ، وكذلك تصلب الشرايين وضيق الأوعية الدموية الطرفية، وجلطة الساقين… وأثبتت الدراسات ارتفاع معدل الوفيات بسبب الذبحة الصدرية وأمراض القلب إلى نحو (70%) من المدخنين من غير المدخنين.
أقر كمرض
ويقول أستاذ علم النفس بجامعة النيلين “أشرف قرشي”، إن من المفاهيم الجديدة أن التدخين هو مرض في حد ذاته وليس مجرد عامل من العوامل المسببة للأمراض، وذلك حسب التصنيف العالمي للأمراض الذي أقرته منظمة الصحة العالمية.
كما أن الدخان المستنشق من السجائر عقار كيميائي وليس مجرد دخان عادٍ له أعراضه المباشرة وأعراضه الجانبية وله مضاعفاته القريبة والبعيدة الأجل، كما هو الحال مع أي عقار آخر.ما يزيد من الخطورة أن هذا( الدخان (أو( العقار) لا يمثل خطورة على صحة المدخن نفسه وحسب وإنما يتعداه إلى كل من هم حوله.
من المفاهيم المطلوب تصحيحها أيضاً النظر إلى التدخين لا باعتباره مجرد عادة، ولكنه نوع من (الإدمان) الذي ينبغي معالجته جدياً، حيث أن إدمان النيكوتين هو أيضاً مرض قائم بحد ذاته. إضافة إلى أن إدمان التدخين يؤدي إلى أنواع أخرى من الإدمان مثل الكحوليات والمخدرات.
ويبين “قرشي” أن هذا الإدمان هو ما يفسر صعوبة إقلاع الكثيرين عن التدخين وقد أثبتت الإحصاءات أن أكثر من ثلثي المدخنين يرغبون في الإقلاع عن التدخين، ولكن الكثير منهم لا يقدرون على ذلك إلا بعد محاولات عدة، أو يقلعون لفترة ثم يعودون للتدخين مرة أخرى وبشراهة أكبر من السابق… وقلة هم الذين ينجحون في الإقلاع عن التدخين من أول محاولة ودون مساعدة خارجية..لماذا؟ لأن التدخين هو إدمان. وهو مرض يصعب علاجه أحياناً.
وأشار إلى إن صعوبة التخلص من التدخين دفعت بعض البلدان إلى تطبيق قرار منع التدخين في الأماكن العامة (المقاهي والمطاعم والفنادق)ـ ومواصلة تقديم النصائح التوعوية التي تساعد المدخنين على ترك السيجارة، وإن كان بعضهم يرى أنه قرار صعب خصوصاً بالنسبة للمدمنين، وهؤلاء يشكلون نصف عدد المدخنين تقريباً.
يرى بعض المدخنين أنه يجب في البداية إيجاد أسباب مقنعة وحوافز مغرية للتوقف عن التدخين، من ذلك ما يقوله كل من أقلعوا عن التدخين، حيث يهنئون أنفسهم باستعادة قدرتهم على التنفس، كما استعادوا مظهرهم الحسن وصحتهم السليمة، كل ذلك إلى جانب عامل مهم هو توفير المزيد من النقود.
واليوم، توسعت بدرجة كبيرة وسائل المساعدة الطبية للتخلص من آثار النيكوتين، مثل الطوابع واللصقات وغيرهما من الوسائل النفسية التي تساعد الشخص فيزيائياً والتي تستهدف تغيير السلوكيات، كما توجد أيضاً وسائل دوائية مثل مستحضر (زيبان) أو (شامبي) الحديث.
بالنسبة للأطباء فإن شيئاً ما نفسياً ضروريًا هنا، وهو النظر إلى التخلص من السيجارة لا باعتباره عقوبة بل (كمكافأة يستحقها الشخص) من وجهة نظرهم.
وهم يرون أن فترة (الفطام) يجب أن تكون أكثر راحة لان التخلص من التدخين في زمن أطول وبالتدريج يكون أفضل.ومع المعرفة التامة أنه لا يجب الاعتماد على فكرة مثالية، لأن العائدين إلى التدخين بعد فترة من الإقلاع عنه يكونون أيضاً جزءاً من الاختبار. بلا شك أن الإدمان سلوك راسخ عميقاً جداً في المخ، في حين أن أقلية فقط يمكن أن تتوقف تماماً من أول محاولة.
مستوى الارتباط
يشرح المتخصص في علاج (المدمنين (لا توجد وصفة سحرية ولا حل وحيد.في المقابل، فإن الخطوة الأولى يجب أن تكون مع الطبيب الذي يتمكن من تقدير مستوى ارتباط الشخص بالسيجارة من النواحي الفيزيائية والنفسية والسلوكية، وكذلك مستوى الحافز الشخصي لدى المدخن لكي يتخلص من السيجارة. وهو ما يسمح أيضاً بمعرفة السياق الاجتماعي وإدراك ما إذا كان المحيط العائلي والوظيفي يمكن أن يساعد الشخص في مسعاه للتخلص من هذه العادة).
وبدون إهمال تحليل نتائج المحاولات السابقة للإقلاع عن التدخين، والمواقف المتعددة التي أدت إلى الانتكاسة والعودة إليه مرة أخرى فإنه يمكن تقدير درجة خضوع المريض للتدخين إذا كانت ضعيفة فإن هذا يعني أنه بإمكانه أن يتوقف بمفرده بدون مساعدة من (وسيط تبغي) يعاونه على عبور الخطوة الأولى لتعويض نقص النيكوتين.
وتقول المعالجة النفسية بالمركز الطبي الحديث الدكتورة “سعاد موسى”، إنه كان يظن أن تدخين النساء أقل ضرراً منه عند الرجال ومازال هذا الوهم يجد رواجاً بين النساء حتى صار التدخين لدى النساء أقبح وأفدح، باسم الموضة والوجاهة الاجتماعية وبدأت بعض الفتيات والسيدات في الإقبال الشديد على أنواع جديدة من السجائر والشيشة المحمولة التي يمكن حملها في حقيبة اليد الحريمي.
وفي الوقت الذي لم يكن فيه التدخين منتشراً عند النساء على النحو الذي تشهده اليوم فالتدخين يتسبب في وفاة أكثر من نصف مليون امرأة سنوياً لقد لوحظ في الدول التي ابتدأت فيها النساء بالتدخين على نحو مبكر كبريطانيا والولايات المتحدة أن التدخين يسبب عند النساء نفس الأمراض التي يسببها عند الرجال، وأن نسبة الوفيات الناجمة عنه متقاربة جداً .
وأضافت أن هناك تزايداً مستمراً في الإصابة بسرطان الجهاز التنفسي عند النساء وسرطان عنق الرحم بنسبة أعلى من غير المدخنات وأيضاً يؤثر سلباً على وظيفة الإنجاب عند المرأة، كذلك يزيد من خطر حدوث اليأس المبكر والإجهاض والولادة بأجنة ذات وزن منخفض، كما أنه يؤثر أيضاً على مظهر المرأة وجمالها وأيضاً حالتها النفسية فتعاني المدخنات من الظهور المبكر لتجاعيد البشرة وأمراض اللثة وتسوس الأسنان وروائح الفم الكريهة كما أثبتت الدراسات أن نسبة الاكتئاب والتوتر النفسي كثيرة، وكثير من المدخنات يعتقدن أن التدخين يهدئ الأعصاب غير أن ما أثبتته الدراسات يؤكد أن التدخين يزيد الضغط العصبي وليس العكس ولا ينكر مساوئ ذلك خصوصاً في الدول النامية، ومع ذلك ترتفع نسبة المدخنات لذا يجب تطوير برامج توعية ضد التدخين من الناحية الدينية والثقافية والاجتماعية والتوعية الصحية وعلى مختلف الأصعدة، وبشكل يتناسب مع المستويات الثقافية المتفاوتة جداً ومكافحة التدخين يجب أن ترتكز على عناصر ثلاثة هي: الوقاية، والتوعية، والدعم.
تسليط الضوء
ويعتبر توعية المرأة بمضار التدخين حقاً من حقوقها التي على الدول أن ترعاه لها وذلك من أجل مقاومة دعايات ترويج التدخين وقد وفرت العديد من الدول برامج تثقيفية مدرسية لعبت دوراً ناجحاً في الإقلال من نسبة المدخنات، إلا أن هذه البرامج يجب ألا تقتصر على المدارس فحسب، بل يجب أن تتعداها إلى أماكن عمل النساء فضلاً عن المراكز الصحية الأولية. وإنه ولسوء الحظ فإن كثيراً من النساء وعلى نحو مخالف لما هو عليه عند الرجال لا يتوفر لهن الوقت الكافي للانخراط في مثل تلك البرامج ما يحدث في مجتمعاتنا أمر مغاير، من كان يتصور أن ربع النساء يستخدمن الشيشة بالرائحة النتنة والمساواة مع الرجل حتى لو كانت نهايتها الإصابة بالسرطان .
ويُشار إلى أنَّ منظمة الصحة العالمية أقرَّت الاحتفال باليوم العالمي للإقلاع عن التدخين في عام 1987 بهدف تسليط الضوء على المخاطر والأضرار الجمّة لمادة التبغ التي تُعدُّ سبباً مباشراً لوفاة نصف من يتناولونها.

المجهر السياسي