تحقيقات وتقارير

التطرف.. جامعة العلوم “الطبية” تكتب “روشتة” العلاج


في أول رد فعل علمي وفكري وسياسي على ظاهرة التحاق طلابها بصفوف داعش؛ حاولت جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا طرح المسألة على بساط البحث العلمي والفكري بالاستعانة بمجموعة من المفكرين والساسة لتشريح المسألة؛ فقد استضافت الجامعة أمس كل من الدكتور غازي صلاح الدين رئيس حركة الإصلاح الآن، والبروفسور حسن مكي الإسلامي المعروف والأستاذ بجامعة إفريقيا العالمية والدكتور عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي ودكتور شوقار بشار رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني والعميد عبد الرحمن الصادق مساعد رئيس الجمهورية للإدلاء بدلوهم في ندوة عقدتها الجامعة تحت عنوان ” ظاهرة التطرف وسط الشباب الوقائع والتحديات “.. كما ساهمت السفارة البريطانية بالخرطوم في الندوة عبر خطاب وزع يحمل توقيع القائمة بأعمال السفارة بالخرطوم.

دفاع مستميت

رئيس مجلس أمناء جامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا بروفيسر مأمون حميدة عقب الترحيب بالحضور، اتخذ من منصة الدفاع للتأكيد على أن الجامعة لم تتوانَ عن تحمل المسؤولية، وذكر أن مسؤول شؤون الطلاب بالجامعة بعث بمؤشرات التغيير التي بدأت تطرأ على الطلاب الملتحقين بتنظيم الدولة الاسلامية داعش، خاصة وأن عملية الاستقطاب قد تمت خارج أسوار الجامعة خلال المرحلتين اللتين التحق فيهما الطلاب بداعش بيد أنه ألمح الى احتمالات أن تكون بداية العملية بالداخل ومن ثم امتدت بالخارج، مؤكداً أن ظاهرة الغلو والتطرف لم تقتصر فقط على جامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا كما بدا يروج البعض لهذه الظاهرة وارتباطها بالجامعة في الوقت الذي باتت موجودة في جامعات أخرى بل وليست فقط وسط طلاب الجامعات إنما وصلت إلى طلاب المدارس الثانوية، فالاحصائيات تؤكد أن السودانيين تقدر اعدادهم بالمئات وليس بالعشرات كما يعتقد البعض، وتأسف حميدة على ان الظاهرة قد أجحفت بحق الجامعة رغم المبادرات والإنجازات العديدة التي قامت بها قاطعاً بأن تنظيم الدولة الاسلامية داعش أثبت أن لديه قوة مغناطيسية فائقة على استقطاب هؤلاء الشباب مستخدماً في أوساطهم وسائل وأدوات حديثة منها مواقع التواصل الاجتماعي ” الفيس بوك ، تويتر” وغيرها من الوسائط الأمر الذي يحتاج الى الالتفات وضرورة الوقوف عنده معلناً عن ابتكار وسائل جديدة وحملة لتفعيل المناشط الدعوية والتربوية وسط الطلاب فور بدء العام الدراسي الجديد عقب عودة الطلاب من الإجازة .

مسار إصلاحي

رئيس حركة الإصلاح الآن والمفكر الإسلامي د. غازي صلاح الدين العتباني تحدث عن حالة الغلو والتطرف بشكل أكثر موضوعية حيث عمد إلى التخصيص العلمي فقال “إن ظاهرة التحاق مجموعة الشباب بالتنظيمات الإسلامية التي دمغت بالتطرف جاء نتيجة لوقائع التي هم فيها، ومساوئ الأنظمة التي ينشأ فيها الشباب العربي والإسلامي حيث انتشرت المتناقضات وارتفعت الشعارات الإسلامية التي باتت بعيدة كل البعد عن التطبيق ناهيك عن انتشار الأنظمة الظالمة وسلوكيات القهر والظلم والاستبداد والفساد والحروب والحديث عن (المشروع الحضاري ) القائم على الشريعة الإسلامية، إضافة الى التضييق الذي يمارس من وقت لآخر على الشباب فالحرية الغائبة هي احد أسباب تفشي التطرف واللجوء إلى استخدام الغلو الذي أصبح مرتبطاً بالإسلام، فمن حق أي شخص اعتناق فكرة وآيدلوجية سواء مال لأهل اليسار من الشيوعيين والعلمانيين أو اليمين من المجموعات الإسلامية والتيارات السلفية والأخرى فإن هذه الأسباب مجتمعة تظل بيئة وحاضنة جيدة لتفريخ أشخاص يحملون أفكار التطرف، لافتاً الى اسهام المتغيرات الغربية والصراعات الطائفية والتشكيلة الجديدة للعالم عقب سقوط الاتحاد السوفيتي وظهور الهيمنة الأمريكية في المنطقة العربية والشرق الأوسط وتعاقب الأحداث التي ظهرت على السطح من حرب الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس بوش على ” الإرهاب ” ودخول القوات الأمريكية العراق وما أعقب ذلك من ممارسات خلقت عدم التوازن في المعايير الدولية خاصة في التعامل مع الفئة المسلمة وما طرأ من أساليب الاعتداء والتعذيب والاعتداء على المنهج والعقيدة الإسلامية، جميع هذه العوامل أسهمت في ظهور مجموعة تتخذ السلوك العنيف,

وأشار غازي إلى أن من الصعب توجيه التهمة للغرب بأنه اتجه إلى توظيف حالة التشدد والعنف وسط الشباب المسلم لأجل مصالحه في المنطقة مطالباً بضرورة التحدث بصورة علمية وموضوعية تتيح فرصة البحث عن المشكلة والحل معًا.

آراء جريئة

رئيس مجمع الفقه الإسلامي د. عصام أحمد البشير تحدث بلغة وضع النقاط على الحروف فأوضح أن قضية ” الغلو والتطرف ” وسط الشباب والطلاب والتي باتت تؤرق مضاجع الأسر في مجتمعاتنا العربية للأسف أشانت سمعة الإسلام الذي جاء برسالة التسامح وإكرام الأسير في أوقات الحرب خلافا للسلوكيات التي ظل يقوم بها تنظيم الدولة الاسلامية داعش في بلاد الشام، من حرق وقتل الأسرى مؤكداً أن الظاهرة تكمن في مجموعة من المحاور منها حالة الفراغ الفكري والديني الذي بات منتشرًا في أوساط الشباب مرجعاً ذلك لعدم تأهيل وتدريب الأئمة والدعاة وقربهم من الشباب في أي مجتمع مسلم يؤثر ويتأثر بما حوله من أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية فالفقر والجهل وعدم المعرفة والإدراك لها دور بالغ الأثر في التحاق الشباب بالتنظيمات المتطرفة التي تتخذ من نهج العنف طريقاً لتحقيق أهدافها. مؤكداً أن ترك المؤسسات الدينية والدعوية لدورها الأساسي والالتفات الى السياسة تتسبب في توليد الفراغ الذي أسهم في ظهور بدائل منها الأفكار ” المتطرفة” وتأسف عصام على عدم تحليل وقائع الحالات التي ترتكب من قبل الغرب في شأن عمليات التطرف بالأشخاص إنما هي مرتبطة دوماً من قبلهم في الدين على خلاف الوقائع التي وقعت في السابق من قبل المجموعة المسيحية المتشددة التي قامت بتفجير مبنى ” أوكلاهوما ” وقتل أنديرا غاندي وغيرها من الأشياء فتبرأت المسيحية منها واعتبرت الأمر سلوك شخصياً بخلاف ما يتحدث في التعامل مع الإسلام، وهو ما تسبب في اختلال الموازين عند المؤسسة الدولية التي تدعو على الدوام للحرية والعدالة والسلم الدوليين وتظل تتعامل بمفاضلة واضحة مع قضايا المسلمين ففلسطين الدولة التي اغتصبت أمام أعين المسلمين أبلغ دليل على أن الكيل بمكيالين في تعاطي المجتمع الدولي مع قضايا الفئة المسلمة مطالباً في هذا الصدد بضرورة سن قوانين تمنع الاعتداء والإساءة للمعتقدات الدينية بالإضافة الى تغيير المناهج التعليمية بالبلاد حتى يتسنى خلق واقع وبيئة ملائمة للمسلمين .

تحليل سياسي

الخبير والمحلل في الشأن العربي والافريقي بروفيسر حسن مكي انتهج أسلوب المؤشرات والتوقعات المحتملة من قبل تنظيم الدولة الاسلامية داعش عندما قال: ” إن غياب الحقوق في المجتمعات العربية أدى الى أن ينظر الشباب بأن داعش وتطبيق نموذج الدولة صاحبة الحدود المفتوحة هي الأمثل برغم أن المتفحص للظاهرة والقضية يجدها ذات تعقيدات كبيرة، فالآن داعش باتت دولة لها نظام اجتماعي واقتصادي وعسكري خاص بها، منتقدًا تحدث البعض عن أجندات ليست من اختصاص الفئة المسلمة، فالتحليل السليم للقضية لأبد أن يبدأ من الداخل والنظر الى تراكمات الأنظمة السياسية والاجتماعية التي ارتكبت العديد من المظالم والأخطاء واستخدمت الخطاب الديني في ترسيخ الأنظمة تلك في مقابل غياب تام لمفهوم العدالة بين المجتمعات ومصادرة الحقوق الأساسية التي استخدمت من قبل القائمين على داعش وغيرها من الجماعات المتشددة في ضرورة إحداث تغيير على مستوى الدولة بعيداً عن الحدود الجغرافية المصطنعة منوهًا الى أن المستفيد الأول من تمدد تنظيم الدولة الإسلامية داعش في المنطقة العربية هي إسرائيل باختلاق أزمة طائفية بين المجموعات المسلمة، وأرجع مكي ايضاً التحاق بعض الطلاب السودانيين بداعش الى غياب دور الأسرة والرقابة على الأبناء وهو ما أفرز حالة من التفكك المجتمعي الذي بات يلجأ الى طرق وأساليب أخرى بحثاً عن ذاته ومنها فكرة ” الغلو والتطرف ” لتنفيذ وتطبيق ما فقده في مساحات أخرى .

المهدي وحديث التطرف

مساعد رئيس الجمهورية العميد عبد الرحمن الصادق الذي حاول تقديم رؤية الدولة الرسمية في قضية ” الغلو والتطرف ” محملاً مسؤولية ذلك لغياب دور الرقابة الأسرية بالإضافة إلى الفراغ الذي تسبب في البحث عن بدائل ممثلة في الاطلاع على أفكار الغير مقراً بنجاح تنظيم الدولة الاسلامية داعش في استخدام وسائل مستحدثة لاستقطاب الشباب نحو فكرة التطرف والقتال الى جانب تنظيم الدولة، فكانت وسائل التواصل الاجتماعي ” الفيس بوك ، التويتر ” وما أحدثه من انفتاح على العالم جعل الأمر مبسطاً وسهلاً في توصيل تلك المفاهيم التي غلفت بمفاهيم فكرية واستندت على مراجع وآيات تم تفسيرها بالشكل الخاطئ ناهيك عن الوسائل التشجيعية المستخدمة هي الأخرى من جانب بلدان الاستقطاب خاصة الغربية منها وهو ما أنتج فكرة مغايرة عن الإسلام وسمة الاعتدال والوسطية التي ينتهجها مؤكداً على حرص الدولة ومؤسساتها في التصدي لظاهرة التطرف ليس عن طريق العنف والقوة وإنما عبر حوار يديره أهل الشأن والمعرفة مع هؤلاء الشباب والطلاب من أصحاب الفكرة التي تدعو للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية.

ولفت المهدي إلى أن إطلاق مصطلح “الإرهاب” على المجموعة المسلمة غير صحيح إنما الأرجح القول ” الإرعاب ” وهو محاولة تسريب احساس الخوف الى نفوس الآخرين وهو ما رفضه المهدي جملة وتفصيلاً مشدداً على أهميه تحمل الدعاة والمجتمع بمختلف قطاعاته المسؤولية نحو قضايا الغلو والتطرف وعلى العالم ومؤسساته الدولية انتهاج سلوك الاعتدال والعدالة بين كافة شعوب العالم الفقير منها قبل الغني والقوي قبل الضعيف.

بالمقابل أوضح رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني د. شوقار بشار أن تحصين الشباب من الانزلاق نحو ” الغلو التطرف ” يستوجب التصدي لها من خلال تعميم فكرة الإسلام الوسطي والتعريف به وسط الشباب عبر مجموعة البرامج التعليمية والدعوية باستهداف الأحياء والمدن السودانية مؤكدًا أن قيام ندوة ظاهرة الغلو والتطرف وسط الشباب الوقائع والتحديات بالتعاون مع جامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا أبلغ دليل على أهمية القضية التي نحن بصدد النقاش حولها والحاجة الى تحليل أعمق ومناقشة الأمر بشكل أكثر جدية خاصة وأنها قضية لمست فئة يعول عليها أي مجتمع في صناعة مستقبله.

بريطانيا على الخط

وعلى صعيد متصل قامت السفارة البريطانية بالخرطوم بتوزيع خطاب من القائمة بأعمال السفارة بالخرطوم كيت رعد في الندوة تحت عنوان “واقع وتحديات ظاهرة الغلو والتطرف وسط الشباب” ، جاء فيه: إنه لمن دواعي سروري أن أقول بضع كلمات اليوم باسم السفارة البريطانية في موضوع مكافحة التطرف.

مثلكم، صُدمنا وحزنا عندما علمنا عن مجموعتين من طلاب هذه الجامعة، الأولى في شهر مارس، والأخرى في يونيو، قد سافرا في رحلة غير معلنة إلى سوريا، مدفوعين من المذاهب المتطرفة ومعرضين أنفسهم لخطر داهم، ومسببين الحزن والأسى لأسرهم. ولقد شملت المجموعتان سبعة عشر طالباً بريطانياً.

نحن فخورون بعمق الروابط التي تجمع بين المملكة المتحدة والسودان، وبأن عددا كبيرا من السودانيين عاشوا وعملوا ودرسوا في المملكة المتحدة، وبأن أعدادا كبيرة من البريطانيين من أصل سوداني يختارون السفر من المملكة المتحدة للدراسة في السودان، أن هذا مؤشر لقوة علاقتنا. هذه الجامعة مثال رائد لكيفية الاستفادة من هذه الروابط وتطويرها، ولكن في عالمنا اليوم، تشكل الآيديولوجيات المتطرفة والذين يدعون لها خطرًا جسيماً لهؤلاء الشباب، وأيقظت أنباء رحيل هؤلاء الطلاب الإحساس بهذا الخطر الداهم في السودان.

إن هذه مشكلة يجب على السودان مواجهتها ولكن ليس وحده. ويجب على بريطانيا مواجهتها ولكن ليس وحدها. من الضروري أن نعمل معا.ً لقد كنا في مناقشات مع إدارة الجامعة على ما يمكن للسفارة القيام به لدعم الجهود الرامية إلى مواجهة هذه المخاطر. ولكن قبل أن أشارككم ما نفكر به، أود أن أقول بضع كلمات عن مشكلة التطرف، وما نقوم به للتصدي لها في المملكة المتحدة.

في خطابه عن التطرف في 20 يوليو، قدم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أربعة أسباب تشد الشباب في المملكة المتحدة لهذه الآيديولوجية الراديكالية.

• الأول: كالعديد من المذاهب المتطرفة، قد تبدو منشطة خاصة للشباب، انهم يشاهدون تسجيلات على وسائل الإعلام الاجتماعية تشيد بداعش كدولة رائدة، على الرغم من أن العكس هو الصحيح.

• الثاني: ليس من الضروري أن تكون مؤمنا بالعنف الوحشي لتشدك الايديولوجية فإن البداية تكون مع عملية الاستقطاب.

• الثالث: معتنقو هذا الفكر تغلبوا على الأصوات الأخرى داخل الإسلام، وخاصة أولئك الذين يحاولون الاعتراض عليه، أصوات المسلمين الإيجابية القوية تنخفض.

• الرابع: هناك أيضاً مسألة الهوية. هناك أناس ولدوا ونشأوا في بريطانيا في أسر تنبع من مكان آخر، الذين لا يشعرون بالانتماء الحقيقي لبريطانيا يمكن للجماعات المتطرفة أن تقدم لهؤلاء الشباب الشعور بالانتماء.

الدولة تتحمل المسؤولية الأساسية في مكافحة التطرف في الداخل وعندما يعبر الحدود. أعلن رئيس الوزراء في كلمته عن مجموعة من الأساليب التي ستنتهجها المملكة المتحدة لمعالجة هذه القضايا:

• شدد على أهمية مواجهة الايديولوجية، بما في ذلك الايديولوجيات التي هي غير عنيفة ولكن تشجع أجزاء أخرى من السرد المتطرف.

• تعهد بتشريعات جديدة ضد التطرف لاستهداف المتطرفين الذين يؤثرون على الناس من جميع الخلفيات، سواء الإسلاميين أو اليمين المتطرف.

• تعهد بدعم أصوات المسلمين الراغبين في مواجهة الفكر المتطرف، من خلال المساعدة العملية والتمويل والحملات والحماية.

• وأعلن عن أعادة النظر في كيفية تعزيز الفرص والاندماج في المجتمعات المحلية لبناء مجتمع أكثر تماسكاً.

هذه هي بعض الخطوات التي نتخذها في المملكة المتحدة للتصدي للتحدي العالمي المتمثل في التطرف. كيف يمكن أن تكون هذه الخطوات ذات صلة بالتحديات المشتركة التي نواجهها هنا في السودان اليوم؟.

في السودان، كما هو الحال في المملكة المتحدة، من المهم أن تدعم أصوات المسلمين الذين يسعون لمواجهة هذه الروايات المتطرفة. هذا اليوم هو مثال رائع لكيف يمكننا القيام بذلك، وأنا أشجع المزيد من القيادات الدينية وقيادات المجتمع لرفع صوتهم وإعلاء إرث بلادهم في التسامح والاعتدال.

توفر الحياة الجامعية للطلاب فرصة رائعة لتنمية شعور إيجابي بالهوية. المشاركة في الرياضة والفنون والأنشطة الثقافية، فضلاً عن مجموعة من الجمعيات من أركان النقاش إلى كرة السلة يمكن أن تساعد الطالب في إيجاد وسائل للانتماء بطريقة تعزز دراستهم الأكاديمية ومستقبلهم الوظيفي. ويسرني أن أسمع أن رابطة الدراسات العليا في الجامعة تدرس بالفعل إنشاء نظام التوجيه لدعم الطلاب الجدد في جامعة UMST، وآمل أن يتم تطوير مثل هذه الأنشطة وتعزيزها لتزود الطلاب بأنشطة إيجابية وشبكات دعم معنوي.

نحن ملتزمون في السفارة البريطانية بتوفير الدعم اللازم ما أمكن.

عندما يقرر الطالب البريطاني السفر فإن خياراتنا محدودة، ونحن ننصح بعدم السفر الى سوريا لأي سبب. لذلك فإن تركيزنا الرئيسي هو على تجنب هذا القرار.

من المهم أن يدرك أولياء الأمور والطلاب كيفية تحديد ما إذا كان الابن او صديق يفكر في السفر إلى سوريا، والإجراءات التي يجب ان تتخذ. يمكنهم أن يساعدوا على حماية ذويهم قبل فوات الأوان. لهذا السبب قمنا بتطوير منشور لرفع الوعي، بالاعتماد على المنشورات التي تنتج في المملكة المتحدة، لتستطيع الجامعة توفيرها لأولياء الأمور والطلاب اليوم. وسوف يتم التواصل مع الرعايا البريطانيين لإعلامهم بهذه المواد عندما يبدأ الموسم الدراسي الجديد.

سيداتي سادتي، اسمحوا لي ان أختتم بشكر بروفيسور حميدة وإدارة الجامعة لهذا الحدث المفيد، وللتعاون البناء الذي نقوم بتطويره بين مؤسستينا. وأثني على مشاركة جميع الجهات المعنية بمعالجة قضايا التطرف في السودان، وأنا على يقين بأنه من خلال العمل معاً يمكننا تجنب المزيد من المآسي.

الصيحة


‫2 تعليقات

  1. دعونا نضع اصبعنا على الجرح:التطرف الذي اجتاح فئة عمرية معينة وليد ثلاثة محاور إقصائية مما جعلة يصير مشكلة اجتماعية وليس امنية، وايس فكرية فقط، فإن ركنا إلى هذا الرأي نكون قد ابتعدنا عن التشخيص وبالتالي العلاج!: المحور الاقصائي الاول سياسي، فقد نشأ معظم هولاء في ظل حكومة حزب لا يعترف بالآخر، كل من خرج عليه فهو عميل وخائن، ومن ناصره فهو الوطني الحادب، والمحور الثاني عقائدي، فكر تكغيري ايضا إقصائي من معه هو المسلم وعيره كفار ومشركين، وقد زاد إنتشاره في الثلاثة عقود الماضية”بالتزامن مع المحور السياسي” وقد اطلقت يد هذا الفكر المتطرف نكاية في الانصار والختمية(الصوفية) فبث افكاره حتى في المناهج، والمحور الاقصائي الثالث اقتصادي، فالشباب رأوا انهم يتخرجون من الجامعات ولا يجدون عملا، إلا من كانوا افرادا في قبيلة مدير المؤسسة”رئيس ، وكيل، وزير،..” حكومية كانت اوخاصة، فحينما يتربى جيل كامل وسط هذه المحاور الثلاثة الاقصائية[سياسية ودينية واقتصادية] يفقد البوصلة الوسطية ويتجه إلى:1/تفريط “إنحلال وفسق”. 2/إفراط “غلو وتطرف”، ونسبة لتدين المجتمع السوداني بطبعه قل الذين اختاروا البند الاول(الانحلال) ولكن له نسبته مما ظهر في جانب المخدرات والزواج العرفي وزيادة اطفال المايقومة، وبالتالي وجد الكثير من هولاء الشباب انغسهم في احضان الجماعات المتطرفة، لغياب النموذج المعتدل، غياب الوسطية في كل مناحي الحياة، فالموضوع إذا لم يجد دراسة متأنية وحلول جذرية، فلن يمضي عقد من الزمان حتى يصير السودان ساحة للتطرف بكامله،فلنعي الدرس فانا نرى تحت الرماد وميض نار.

  2. سلام عليكم
    إن الأمر الذي يسوء الشباب المسلم هو عدم الأسوة الحسنة…
    إن معظم الناس في البلاد الإسلامية اليوم يتكلمون على أساس أنهم الحكومة والدين!!!
    إن الأحزاب والتنظيمات والحكومات القائمة كلها باتت متقاربة ومتلاحقة الكتوف ولا حاجة لفريق أول وفريق رابع!!!
    إن العلاج الناجع هو العدل في كل شيء والإحسان في كل عمل ومن كل فرد…
    فالكل موقوفون ومسؤولون أمام الله تعالى…
    إن كانوا مؤنين كما يزعمون…
    صدق من قال: “إن الأنظمة هي من سولت الخروج على الحكام”
    صدق من قال: “بات الناس لا يفرقون بين الربيع والصيف”
    صدق من قال: “ضربني بكا وغلبني اشتكا”
    صدق من قال: “بأسهم بينهم شديد”