تحقيقات وتقارير

الشباب: يا الهجرة يا نبيع الفكرة؟!!


(مسافر.. مسافر بحري بري بالسما أي شيء المهم..) تاني ما قاعد واقع يلزمك ويملي عليك خيارين أي منهما أصعب من الآخر أما أن.. وأما أن.. فتضطر إلى إتخاذ قرارك وتتحمل تبعاته.. ماذا ننتظر من أحدهم عندما يكمل صفوفه الدراسية ويعلق شهادته بإحدى جدران الحائط يلمحها ويتذكر كفاحه وسهره للحصول عليها ويرددها بنفسه (ياريت لو ما كملت ومرقت اشتغلت)، هذه نتيجة لسلسلة معاينات خاضها وخرجت أحلامه منها تجرجر أذيال الخيبة والحسرة وسلاحه الذي كان يستمد منه القوة ويحتمي به كلما ساورته ظنون بعدم الوصول لمبتغاه حاربها ذلك السلاح الذي ظل يستظل بظله أنه الأمل لقد أصدأه الزمن وتصدع فصار هشاً بعدما إستنفذ طاقته الوهمية نعم وهمية نصنعها نحن بداخلنا وندرب الخيال على عدم تقبل صدمات الواقع الذي يسلل إليها أفكار محبطة وإن كانت متواصلة في الصد عن مطالبنا فلنجأ إلى حلول تحل أرواحنا من الإرهاق الذي أصابها من التفكير ومن الأحلام التي تلاشت مع بزوغ كل فجر جديد لا يحمل أي ملمح يدل على مشارف الوصول للهدف منهم من إستسلم ورضخ وكيّف نفسه على إتخاذ بديل آخر يسد به رمق الجوع ويقتل به طموحاته لكن هناك من رفض الخضوع والإنصياع للأمر الواقع نستطيع أن نقول إنه تمرد عليه وأعلن الحرب ضدها إختار أن يهجر فكرة التقيد بأسوار تحول ما بين تحقيق مطالبه إجتازها عابراً ليحلق بأجنحته بعيداً يلتقط حبيبات رزقه في جزء آخر من تلك الرقعة الأرضية نعم فعلوا ذلك البعض إتخذ من الطرق غير المشروعة ليهاجر طمعاً في حياة رسمها وبدء طريقاً للوصول إليها ولم يستسلم.. (السياسي) غاصت للتعرف على الآراء حول تلك القضية فكانت الحصيلة هنا:
تجولت أمام الوكالات وأيضاً داخل السوق لأخذ آراء وعينات من الواقع.
* شاب يحمل جوازه بيده عندما طرحت عليه سؤالي هل فضلت الهجرة على بيع الفكرة فكره أن تبحث هنا عن تحقيق أحلامك أجابني ساخراً لماذا أنتظر هنا على الأبواب المغلقة وهنالك الكثير من الأبواب والنوافذ تفتح على مصراعيها.. مضيفاً درست هندسة مدنية وفقط أكملت فترة الخدمة الوطنية ولا أريد أن أبقى أسبوعاً هنا بعد أن (أخليت طرفي وسددت ما طلب مني) لا يوجد سبب آخر لوجودي.. وأضاف معارفي وأصدقائي منهم من جلس (على لستك أمام الدكان) يراقب المارة وينتظر من المعاينات التي لا تخلو من (الواسطات) أن ترحمه.. تركته خلفي ينتظر لم أجد مبرراً كافياً لكي أثنيه عن رأيه وأن الغربة ليست بالأمر السهل تركته وفي نفسي تأثر لكل ما نطق به لسانه ورأي آخر شاب إتخذ من أحد (المخابز) ملجأ له يقيه من لهيب الهجرة أكمل دراسته بقسم الدراسات التجارية قسم المحاسبة أجاب ضاحكاً: (أحسن من أقعد في البيت) وأضاف قائلاً: مثلي كغيري نعمل في مجالات هامشية وشهاداتنا موزعة في كل مكان وأضاف: قدمت في (اللوتري) يعني ما قاعد ساكت والشغلة دي مؤقتة رغم أن الوالدة والوالد يفضلان أن أبقى بجوارهما.. مضيفاً: مجرد ما يتم قبولي سآتي وآخذهما إلى جواري هنالك (البلد دي بقت طاردة) هكذا ختم حديثه.
وأيضاً صادفت فتاة حدثتها قليلاً عن موضوعي فأجابت مسرعة: أنا عندي خالي في الخارج وأنتظر فقط شهادتي والخدمة.. مضيفة: (لو ما كده ما بتلقيني هنا).

الخرطوم: مودة جعفر- السياسي


‫3 تعليقات

  1. يا شباب اسمعوها مني الهجرة بقت زي الخدمة الإلزامية يعني لازم تهاجروا يا بكشوكم بالدفارات

  2. مسدار الشعب السوداني المهاجر
    ما عاجبنا نمرق في البلاد ننشره
    ولا عاجبنا بعدك الا مرك جره
    جربنا الصبر يا وطني لوكنا المره
    الا لقينا ضرعك لينا يوم ما دره
    كملنا القرايه وخدمة الزاميه
    و قدر ما كوسنا جواك ما لقينا ماهيه
    كان أحلامنا شغله وستره ماعربيه
    كتلو أملنا فيكا ودفعونا الديه
    البلد القبيل من قمنا حبيناها
    لعبنا علي ترابه وما عشقنا بلاها
    ما بتابانه لحظه ولا قلبنا اباها
    الا في ناسا بلوها وكنزو من بلواها
    حروب ومكايدات وضياع وأمور الساسه
    خلو البوم يغرد فيها عاسو عواسه
    مدارس وجامعات كضابه مافي دراسه
    دربها في العوج من ساسا لا عن راسا
    شبابا الهسي صايع لا عمار لابيت
    كره القعده في الشارع وجوه البيت
    حالو من الدمار ما بوصفو الدوبيت
    كان الشعراء نضمو وقالو مليون بيت
    الحل مافي حل ماف فايده من تعليمك
    يا ترضى العوج يالغابه ترفع جيمك
    الواسطة أن لقيتا معاها تلقى نعيمك
    وان كان ما لقيتا تجوع وتاكل نيمك
    البلد البيكبر كل يوم تمساحا
    مليون الف ميل ما لقينا فيها مساحه
    السكينا تقطع ما فتر ضباحه
    قاسي الزي زيك فيها يلقي الراحه
    فيها الحورفا بلعبو هسي في ميدانا
    واحلام البيحلمو ديمه فيها مدانا
    الزول المؤمل تلقي بي احضانا
    مدت بوزا ليهو وايدا بي سيطانا
    اتطانشر الف يوميا” علي التأشيرة
    فرحان بيها يعرض في الكنابي وزيره
    يا بلدي القبيل فراسا شقو الديره
    هسي ملانه بالتسفاي وكب البيره
    من اخر الشمال لا عن شرق وجزيره
    لي اطرف الغرب مليانه موت وذخيره
    الايد الزمان مشغوله بي تعميره
    كلها شردوها وخلو ناس تدميره
    اتلمو الشباب في طايره سودانيه
    قصدو الاغتراب بالقوه بالجبريه
    ما دام البلد فوق سكه ما دغريه
    ما تلوموهو يوم كان فتش التابعيه
    البلد البترعي الناس ومن كل دوله
    كان تكفل شبابا بالرعايات اولي
    الجوع والفقر من حالا قال لا حولا
    الحق والضمير مافاز ولا في جوله
    الزول الأصيل سموهو بالسوداني
    حاره عليهو نار شغله كفيلا” اناني
    النهبو القروش عربات بنوك ومباني
    كان قسمهوها للناس تكفي مليار تاني
    ما كان حلمو يوم يسكن بيوت الصافية
    ولا الزول البضل يتبع عصابه المافيا
    وطنو أن ليهو حقق بس اماني العافيه
    ما كان جرحو بقق في انكسار القافيه
    مجبور كان يفوتك وينكسر في خاطرو
    يابلدو البريدك وديمه صوتك ماطرو
    سكاهو العشم ما انفره يوم لي فاطره
    ومحل قبل عليك بلقاهو همك قاطرو
    في بلد العقال ينهان يشوف الشين
    والدنيا اللئيمه تلاقي بي وشين
    ضكرا “في البلد رباهو ود تورشين
    هسي ملان غباين والظلم لمتين
    بلدو الفيها نهر النيل مكتر خيره
    ما قادر يعيش رامياهو بي درديره
    شال حلمو وهدمو وفات محاكي الطيره
    وخير هادي البلاد بلقاهو قال في غيره
    صحيح ارض الله واسعه والا ما زي دارو
    وعلي جرحو البينتح يمشي وين من نارو
    وين يلقي الحنين قوله سلام من جارو
    في العيد السعيد مالاقي زولا زارو”
    ياالبلد المحصنه بي دعا الحبوبه
    فيك تاريخنا قاعد ختا ود حبوبه
    بعاف تفاحه من غيره وبدور لالوبه
    باكر ترجع الناس تاني تملأ دروبا
    البلد النريده وبالمهج نفديها
    جارت بيها ازمان وانعكر صافيها
    الله يغير الحال ينعدل واليها
    ومن جور الحكومات الكريم يعفيها