قروبات الواتساب عندما تتحول للإساءة والتجريح

كيفية الانحدار من المعلومة إلى (الخستكة) ثم (القطيعة)
أمير عبد الماجد: هذه الأغراض غير أخلاقية

ما أن تمتلك ويكن بحوزتك هاتف ذكي وتدلف وتغوص بداخله حينها تنقطع صلتك مع من هم بجوارك وتبدأ بتسجيل حضورك في مقدمة ذلك المسرح الذي يعرض أمامك وتستمر حلقاته اليومية ولاتفوتك جزئية منه إلا (عند الشديد القوي)، بمعنى آخر(يا الكهرباء تقطع يا يتسرق هاتفك منك مع إني استبعد الثانية لتعلق أصابعك به حتى فجر اليوم الثاني أو حتى النوم الذي يسمى سلطان علينا، نتغاضى عنه من ضمن الحلقات التي تتوالى عليك)، عن طريق الواتساب ظهر نوع من الخصوصية لتحظى أنت بقدر كاف من (الثرثرة) داخل قروبات الواتساب التي لا تخلو من القيل والقال، هي كذلك تخصص لمثل هذه الأفعال والأنكأ من ذلك عندما يكون الذي طالته سياطهم واحدا من ضمنهم قد غادر، عينك ما تشوف إلا النور( عبارات جارحة وخادشة للحياء بل هنالك أناس تخصصوا في ذلك، ما أن يحدث سوء فهم حتى تجده أمامك بمفرداته وكأنه كان بانتظارك أن تخطئ، فمتي يرتقون بعقولهم المريضة تلك ويدركوا أن تلك الوسائل الإلكترونية التي جعلت العالم كقرية لها استخدامات أخرى لفائدتها لا (للتشهير) بالخلق، والمؤسف حقا أن الجميع الذين بداخل تلك القروبات يعتبرونها(دردشات) وخستكة كما يرددها البعض على ألسنتهم ،وتجدهم يفرغون أنفسهم تماما لمثل تلك الخلافات بل منهم من تجده بالمركبات العامة واقفا على رجليه لا يقوى على الوقوف يترنح ويتمايل ممسكا هاتفه بيده ويضحك تارة وأخرى مركزا يكاد يسقط على من كان أمامه، أصبحت القروبات بالواتساب منبرا رئيسيا للاحتفالات التي تقام على شرف(كبيرالعصابة) أو الزعيم لتناول الموضوعات التي تأخذ طابع(الهيافة) وعدم الموضوعية والغوص في أعراض غيرهم، أحيانا أحس أنها فقط للتسلية ومن باب (كلام ابن عم حديثنا)، لكن أجيب على نفسي هل خلافك مع أحدهم أو اختلافك في الرأي يقودك إلى أن تجعله(مضحكة) أمام الجميع، هنا يتساوى ا لجميع وحقا(القلم ما بزيل بلم) وهذا يدل ويعكس الانحدار الأخلاقي والسلوكي لكل فرد تسول له نفسه إطلاق بعض الألفاظ النابئة على الملأ، وتدخل هنا في زمرته الإساءات بين الإعلاميين عبر تلك المسارح فحدث ولا حرج عن مستوى الانحدار الأخلاقي خلف كواليس الكاميرات والمايكروفونات، وأجزم بالقسم أنه إذا تسلسل أحدهم بنظرة من جماهيرهم الذين يعتبرون البعض منهم(تحت القبة فكي) بالتأكيد سيحذفه من سجله بعد أن حرق تلك الصورة بداخله.

يتحدثون بروح الجمهور ويزعمون أنهم الناطق باسمهم، لكنهم يفتقدون روح الزمالة بداخلهم، فكم من نال نصيبا من سياط التجريح والإساءات،(السياسي) أخذت إفادات من بعض الإعلاميين:
الأستاذ الإعلامي أمير عبد الماجد في بداية حديثه قائلا: أنا ما من أحباب الواتساب عموما إلا عند الضرورة القصوى استخدمه ،وأضاف أن الفرد هو من يستخدم ويطوع تلك الوسائل بالطريقة الإيجابية أو السلبية، وأنها أيضا تعكس ثقافة الفرد التي تظهر عندما يصدر منه رد فعل تجاه أمر، بالإضافة للانحدار الأخلاقي الذي طرأ على المجتمع السوداني فظهرت الحوادث الغريبة على متجمعنا ونسمع الكثير من القصص الغريبة تلك، في ابن قتل والده أو والدته فمن الطبيعي أن يتعدى على غيره بالألفاظ والإساءات عبر الوسائط المتعددة، وفي آخر حديثه حذر من الصور التي يتعامل بها الكثير مثل صور الزواج والفتاة التي تضع صورها وذلك خوفا من الاستخدام السيئ، لها في مواقع أخرى وأغراض غير أخلاقية.

الخرطوم:مودة جعفر
صحيفة السياسي