منوعات

لحظات يلتقي فيها أفراد الأسرة علي ضفاف المزاج جلسة شاي الصباح والمغرب


يبقى لكل قديم رونقه وألقه مهما تغير الناس وتغيرت أساليب حياتهم، شرب الشاي مع الأسرة أو الجيران أو الأهل أو الأصحاب الكل يحن إليه الآن، رغم مشاغل الناس وسرعة وتيرة الحياة فقد أصبحت (لمة) شرب شاي الصباح أو المساء شبه معدومة في البيوت، افتقدت دفئها كعادة حميمة يجتمع حولها الصغار والكبار في لحظة أنس و(ونسة). فالسودانيون يفضلون شرب الشاي كثيراً أثناء اليوم (فشاي الصباح) و(الفطور) و(الغداء)، و(المغربية) مازال مرغوباً، لكن تلاشت تلك الطقوس الجميلة التي تزينه وتحيطه بالحنان والألفة، وشاي الصباح بندى الصباح يبعث مع نسائم لطيفة أيام الصيف، وشاي المغربية ينعش بدفء الشتاء، حيث كانت الدعوة لتناول الشاي ذات قيمة ومحط اعتزاز وتقدير من مقدم الدعوة، كما أن الشاي نفسه يعمل ويقدم بطريقة راقية علي أواني مخصصة كالبراد مثلاً وهي الآن تضاهي تقديمه وتفخر به الفنادق والمطاعم الراقية.
(المجهر) رجعت للزمن مرة متذكرة تلك الطقوس للمة الشاي فماذا قال المستطلعون.
يقول “السر حسنين” (معاشي) متحسراً: يا حليل زمن شاي الصباح والمغربية مع الأبناء والزوجة تتوسطنا، والكانون وسطنا والبخور يعطر المكان. ويضيف أنه كان لتناول الشاي نكهة خاصة، حين تجتمع الأسرة قبل ذهاب أفرادها للعمل والمدارس منذ الصباح الباكر، تحضره الأم بكل همة وحنان ورضا، تجلب معه البسكويت المعمول بالمنزل أو أي من المخبوزات السودانية والمعجنات كـ(المنين والزلابية وبلح الشام والقرقوش)، مبيناً أن هذا الزمان، ويحدد تقريباً أنه منذ عشرة أعوام ،أصبحت الأسرة السودانية في غياب تام، عن الاهتمام بتفاصيل يومها الجميل الذي من بينه شرب الشاي مع بعضها البعض، وذلك بسبب الانشغال بالحياة التي أصبحت صعبة لحد كبير.
ويعزي “فيصل أحمد” (موظف) غياب تجمع الأسرة في شرب الشاي لطبيعة نشأة الجيل الحالي منعزلاً عن الأم نفسها والأب والحبوبة، وأضحى معظمهم أكثر ارتباطاً بوسائل التكنولوجيا التي فرضت نفسها، فلا أحد منهم يقول لديه وقت ليعطي قسطاً من وقته مع أفراد الأسرة في جلسة مؤانسة وتفقد وراحة بال على حد قوله.
وتقول “فاطمة إبراهيم” (معلمة) كنا صغاراً وحتى عندما كبرنا نتلهف شوقاً لساعة شراب الشاي مع الأبوين والجدة، وأحياناً نتناوله في داخل حيشان الأسرة مثل الأعمام والأجداد ولا غضاضة في ذلك، فقد كانت الناس نفوسها طيبة وتحب بعض أكثر من اليوم. وأضافت أن مشاغل الناس بطبيعة الحياة الصعبة الآن بجانب عدم الارتباط الوثيق بالأسر كما السابق، مبينة أن الدعوة لشرب الشاي مهمة وكانت تدخل في النفس السرور بالنسبة للمدعو.
أما الشاب “محمد حيدر” (طالب جامعي) فقال إنه يتذكر آخر مرة شرب فيها الشاي في منزله ومع أفراد الأسرة قبل أكثر من عشر سنوات. وأضاف قائلاً: حقاً إنها لحظات باقية بذاكرتي وجميلة. وأضاف أنه يلاحظ أن غالبية أفراد الأسرة أصبحوا لا يجتمعون في شرب الشاي ولا في تناول الوجبة، كل عازل نفسه بحجة المشاغل والمتاعب، مؤكداً أنها لحظات للترفيه والسؤال عن بعض ويسودها الضحك والمرح.
وتبين “منى الهادي” (موظفة) أنها لم تعد تهتم لهذه الطقوس لأن لا أحد يعمل بها، قائلة إن الكل في منزلهم والبعض الآخر أصبح يعمل الشاي لنفسه فقط أو أحد من الأسرة، يعمله ويضعه في (سيرمس) ويأتي كل واحد يأخذ كوبه وعلى عجالة من أمره .
الحبوبة “بخيتة الزين” أوضحت أن شاي الصباح يجلب الحنان حين تجتمع الأسرة صباحاً، مضيفة في قولها: كنت أصر على أولادي وأحفادي على شرب شاي الصباح مع (اللبن المقنن) وشاي المغرب، لافتة أن شاي السيرمس ليس بمذاق جيد لأنه يبقى لفترة أطول فيها، أما شاي زمان فيصب ساخناً طازجاً يشرب في حضرة الجميع وبكل سعادة وهناء.

المجهر السياسي


تعليق واحد

  1. طيب ياخ جيبوا صورة كباية او لمة سودانية..دخلتوا الاتراك حتي في ونسة الشاي الخاصة بالاسرة السودانية.
    اعلامنا المتسبب الرئيس في طمس هويتنا الثقافية واختفاء كثير من عاداتنا الجميلة قبل ان تتسبب فيه مشاغل الحياة.