تحقيقات وتقارير

العودة إلى الغناء النوبي حنين وطرب.. وبحث عن الذات!


أسباب متعددة ومؤثرات جمة وقوية جعلت النوبيين وهم سكان شمال السودان يعودون إلى الاستماع إلى الغناء باللغة النوبية في المدن بعد أن هجروه دهرا طويلا، ولكن شدة سحر وطرب الغناء النوبي هي أحد أقوى أسباب هذه العودة.
قبل حوالي الخمسة أو الأربعة عقود من الزمان لم يكن يمكنك أن تستمع في ليالى الخرطوم الهادئة إلى أغاني نوبية في بيت عرس أو فرح أو حتى مناسبة عامة، ولكن هذا الحال تبدل مؤخرا حتى لا يكاد يمر مساءٌ أو ليلٌ إلا وهناك فنان يطرب بغنائه النوبي المئات في إحياء متفرقة في الخرطوم وتنقل لك الرياح الخفيفة أصوات حماستهم وطربهم حتى لتتمايل أنت وتنتشي مثلهم حيثما كنت.
والنوبة هم سكان السودان وملوكه منذ القدم وتعود حضارتهم إلى ما يزيد عن 20 ألف عام قبل الميلاد وهم من أقدم الحضارات البشرية على الأرض. وهم الأساس والأصل للحضارة الفرعونية في مصر كما اثبت ذلك المؤرخ السويسري شارلس بونيه الذي نقب في حضارة السودان وأرثه لحوالي الأربعين عاما. وكانت اللغة النوبية هي لغة الكتابة والتخاطب في السودان القديم.
وما تزال لغة الحديث الأولى في شماله ولكنها أضمحلت في سائر انحاء البلاد بسبب من هيمنة الحضارة واللغة العربية مع تزايد الوجود العربي في السودان بدءا من القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي). وكنتيجة لغلبة اللسان العربي لاحقا لم تعد هناك أعمال تكتب ولا تسجل في أجهزة الدولة الرسمية واجهزة الأعلام باللغة النوبية، ومنها الأغاني التي لم تكن تذاع من خلال الأذاعة والتلفزيون القوميين.
بالنسبة للعديدين تمثل جاذبية الغناء النوبي وعمقه السبب الرئيسي وراء عودة النوبيين وغير النوبيين لهذا النوع من الغناء.
تقول فاطمة عباس وهي ربة منزل نوبية من منطقة دنقلا، إنها تحس بالفخر والاعجاب تجاه التراث النوبي وخاصة الغنائي منه وتحبه، وعلى الرغم من أنها عندما تزوجت لم تحيى حفل زفافها بغناء نوبي، إلا أنها حرصت على ان يكون هناك يوم أو ليلة له في حفل زواج أبنائها العام السابق وخلال هذا العام ، وخاصة أنها أحست أن الأجيال الجديدة لا تعرف شيئا عن هذا الغناء الآخاذ. وتضيف ” أردت أن يتعرف أبنائي وحتى أصدقائهم ومعارفهم من غير النوبيين على هذا الغناء الممتع والمطرب”.
وتستطرد قائلة إن الغناء النوبي مليء بالحنين والشوق وحتى موسيقاه وآلة الطنبور عندما يسمعها المرء بدون كلمات تأخذك إلى حيث الطبيعة والأهل والأشخاص الذين هم بعيدون عنك.
وتضيف إن الغناء النوبي يحكي تفاصيل حياة الأهل في بلاد النوبة ويصور حياتهم وكيف يذهبون إلى الحقل ويزرعون القمح وغيره وكيف يتسامرون ويتزاورون ويسألون عن بعضهم البعض وكيف يعبرون عن حبهم الطاهر العذري ، وعندما تسمع هذه الأغاني تحس كأنك موجود بينهم تراهم وتسمعهم وتعيش معهم، وهذا أمر يطربها ويمتعها جدأ.
ويتفق الفنان النوبي دولة عطا مع فاطمة إذ يقول إنه يدهشه جدا حالة الاستغراق في الطرب والمتعة التي يصل إليها بعض مستمعي الأغاني النوبية في الحفلات التي يحيها، لدرجة ومستوي لم يكن يتخيل أنه سيحدث.
ولكنه يستدرك قائلا ذلك هو سر الغناء النوبي لحنا وايقاعا وكلمات، وهو مخاطبته للوجدان بصورة قوية إذ أن ايقاعاته والحانه المستوحاة من الطبيعة تجعل هناك رابطا وانسجاما تاما لمن يسمعها مع البيئة والأشياء حوله لذلك ينجذب له بكيانه.
ويذكر أن الغناء النوبي كله جميل وسيتخدم لغة ومفردات جميلة تعبر عن القيم والأشياء الحلوة والزمن الماضي لذلك تنطوي عل حنين متدفق يربط الانسان بذكرياته السعيدة والحبيبة إلى نفسه. فهناك أغاني للعريس والعروس والغزل البريء كل ذلك بلغة معبرة ووصفية دقيقة.
ويبين أن الأغنية النوبية واحدة من أقدم اشكال الغناء في التاريخ الحضاري للبشر بأعتبار قدم الحضارة النوبية وأنها أنتشرت في السودان القديم وبعد سيطرة اللغة العربية عن طريق النيل عندما كان المركب أو القارب الخشبي الذي يسير بالشراع هو الوسيلة الوحيدة للمواصلات على ضفاف النيل وإمتداده حيث كان ريس المركب يغني وهو يمر على القرى الصغيرة المتناثرة على ضفاف النيل فيتنادى السكان ويأتون من كل مكان لسماع أغانيه وموسيقاه العذبة الشجية.
ويضيف إنهم كانوا يستخدمون آلة الطنبور وهي نوبية قديمة وتسمى بالنوبية الكِسر بكسر الكاف وفتح السين، وهي أصل كلمة قيثارة أو جيتار العربيتين والانجليزية على حد السواء كما ذكره له ذلك أحد الباحثين البريطانيين، لانها أقدم منهما وأنتشرت في العالم القديم أجمع بعد ذلك.
ويذكر أن الإيقاع والموسيقى النوبية تتبع السلم الخماسي وهي ذات أيقاعات قوية وفرحة ويتجاوب معها حتى غير النوبيين. ويتذكر ضاحكاً كيف أنه كان يغني مرة على المسرح القومي وكان السفير السويسرى وزوجته حضورا لهذا الحفل وقد حيره وأدهشه كيف أنهما ظلا يرقصان طوال الحفل على خشبة المسرح ولم يغادراه قط.
ويؤكد أن الأغنية النوبية في شمال السودان لم تختفى وكانت موجودة، وهناك شعراء وفنانين يغنونها وربما ساعد توفر وسائل النقل وتعبيد الطرق في سهولة انتقال الفنانيين للغناء في الخرطوم ومدن السودان الأخرى.
خصوصية الغناء النوبي هي نقطة أخرى تجذب المستعمين له، كما يرى الباحث في التراث النوبي والناشط في قضاياه الأستاذ سمير بكاب.يقول سمير إن الغناء النوبي فرض نفسه بنفسه ولم يعد وحق له ذلك، فهو الوحيد الذي يملك ويتمتع بإثني عشر أيقاعا موسيقيا في السودان وذلك نادر بصورة عامة . فلا بد أن يكون من بين هذه الايقاعات المتعددة ما يستهوي ويطرب المستمعين له. ويشير إلى أن ما يلفت النظر هنا عدم وجود إيقاع للحرب في الغناء النوبي رغم وجوده في كل أنحاء السودان، إذا كانوا يستخدمون وسيلة ذكية جدا لذلك غير الموسيقى وهي الدخان الملون.
ويبين أن كل هذه الايقاعات بيئية بمعنى أنها لم تأت أبدا من خارج البيئة الطبيعية للمناطق النوبية في الشمال فهي مستوحاة من الحركة الإيقاعية لمكونات الطبيعة مثل صوت وحركة الموج وحركة النخيل وايقاعات الطيور وصوت الساقية والمحراث على الأرض وغيرها. ويشير إلى أن أروع هذه الايقاعات ما يسمي (الجابودي) وهو ايقاع كامل يؤدى على مستوى 4 في 4.
وكذلك أيقاعات الرقص النوبي مستوحاة من الطبيعة فهناك رقصة تحاكي حركة الموج في النيل ورقصة تقلد حركات طائر الهزار وهكذا. كما أن الرقص النوبي هو الوحيد الذي يراقص فيه الرجال والنساء بعضهم بعضاً في السودان. ويقول إن هذا الرقص أعطى الغناء النوبي المزيد من الزخم والاقبال. كما أن الايقاعات النوبية يمكن أن تؤدى بكل أشكال الآلات الموسيقية فيمكن بسهولة أن تغنى بالطار والطنبور والأرغن وكذلك الأوركسترا.
ويضيف إن مفردات اللغة الغنائية تقدم وصفا بيئيا للأشياء فهي مرتبطة بالقمح والنخيل والنيل وعندما تريد أن تصف شيئا فهي تشبهه بهذه الموجودات لذلك تأتي راقية ومعبرة. ولذات السبب لا نجد في الغناء النوبي وصفا متبرجا أو ما يعرف بالغزل الحسي في وصف النساء إذا هو مع ربطه بالبيئة يمتزج مع قيم وأخلاقيات السكان هناك.
ويقول إن الشعراء النوبيين يتغنون للوطن وقد كثر هذا الشعر مع تزايد حركة الهجرة والاغتراب داخل وخارج السودان وكذلك شعر الغزل وقضايا الوطن. وهناك أغاني النساء والحناء وهي تقال في المناسبات السعيدة للعريس والعروس وهي مرتجلة ودائما ما تغنيها النساء الكبيرات. وأخيرا الغناء السياسي والذي يتناول إداء الحكومات ومواقف المواطنين المختلفة منها، مثل موقف الأهالي من بناء السدود في المنطقة.
ويختم بقوله إن الغناء النوبي ما دامت إيقاعاته راقية وكلماته راقية ولحنه راقي ورقصه راقي فلا غرو أن يستهوي الجميع ويطربهم.ويقول إن الغناء النوبي لفترات طويلة لم يكن يسمع من خلال الاذاعة والتلفزيون ولكن مع بدء الاهتمام به وبجهد الباحثين صارت هناك العديد من الأعمال المسجلة في وسائل الاعلام المختلفة تبثه. وأن الكثيرين من غير النوبيين صاروا يستمعون لهذا الغناء ويطربون له بل إن بعضهم يختار إغاني أو إيقاعات نوبية كنغمات لهواتفهم.
الباحث الموسيقي د. جراهام عبد القادر يقول إن عودة الغناء النوبي تعني استدعاء الخلف لتراث السلف وقيمهم والمحافظة عليها.والمحافظة على لغة ممهددة بالاضمحلال والمحافظة على ايقاع قابل للذوبان في غيره من الايقاعات.ويضيف إن هذه العودة مهمة للحوار الثقافي بين المجتمعات السودانية ولتمتين الوحدة السودانية والشعور القومي للامة. ويوضح ذلك قائلا إن العودة للاستماع للغناء النوبي يغني التجاوب مع الآخر والأعجاب به. كما أن آلة الطنبور وهي آلة نوبية خالصة تشكل القاسم المشترك والالة الحاضرة في كل أيقاعات الصوفية ومديحهم في الثقافة السودانية وقد ساعدت بذلك في نشر الأسلام من جهة ونشر اللحن النوبي من جهة أخرى.
ويبين أن الايقاع النوبي يتبع السلم الخماسيى، وهو وواسع الانتشار ليس في السودان فحسب بل في كل العالم وذلك يعمل أكثر على قبوله والتجاوب معه من قبل الأخرين. كما أن اللحن الثنائي والثلاثي الموجود في لغناء النوبي جميل ويشجع على الاستماع للغناء النوبي.
ولكن يرى البعض أن لعودة الغناء النوبي دلالة سلبية. يقول أبو ذر محمد سعيد، وهو شاب نوبي من منطقة المحس ، إن العودة إلى الغناء النوبي وإنتشاره جيد إلا أنه يعكس تطور سالب في الشعور القومي السوداني ووحدته، والعودة إلى البحث عن الهوية القبلية والسند القبلي للأهل والعشيرة.
ويستدرك انه أمر أيجابي وجيد أن يعود الناس إلى التراث والارتباط بالجذور والمنطقة الصغيرة ولكن لا ينبغي أن يحدث ذلك تقوقع وردة إلى القبلية التي أضمحلت مع نشوء الدولة السودانية الحديثة وترسيخها للشعور القومي الواحد. ويصف هذه العودة بأنها أشبه بالسير في الاتجاه المعاكس للقومية وتراجع في مسألة الهوية السودانية.
كما أن الهجرة الكثيفة والمتتالية من الريف إلى المدن وخاصة ترييف العاصمة جعل أغلب هؤلاء الوافدين والمهاجرين الجدد من النوبة يأتون إلى الخرطوم وبقية المدن السودانية بعاداتهم وتقاليدهم وتراثهم الغنائي ويمارسونه وبالتالي زادت وإنتشرت هذه الأغاني النوبية.
وبحسب رأيه فأن اتجاه الأغنية النوبية نحو الاحترافية والمهنية شكلت سببا آخر قويا في زيادة وعودة هذا الغناء فصار هناك فنانون يجعلون من الغناء النوبي حرفة ومهنة لهم وصارت هناك فرق للرقص النوبي تشارك في إقامة الحفلات بعد أن كان الغناء و الرقص النوبي في السابق مقصورا على هواته وعشاقه الذين يشاركون في حفلات أفراح الآخرين من أجل الغناء والمتعة فقط.
ويقول إن استخدام اللحن النوبي لآلات موسيقية حديثة ساهم أيضا في سرعة إنتشار الأغنية النوبية وقوة تأثيرها، إذ كان يعتمد على آلة موسيقية فقيرة مثل الطنبور. ويقول أن سحر الغناء النوبي للوجدان ربما يعود إلى أن أيقاعاته مستوحاة من أصوات الطبيعة حول الأنسان مثل صوت الشجر والشلال وحركة النخيل وصوت النيل وهكذا.
عودة النوبيين إلى الأصول ربما لا تعكس نبذا للهوية السودانية قدر ما تمثل مسألة بحث عن الذات. يقول ذلك الصحافي عبد الله الحاج وهو نوبي من منطقة حلفا، يقول أن الاستماع للغناء النوبي وانتشار الأغاني النوبية ربما يعكس مسألة البحث عن الذات والعودة إليها عند النوبيين وربما يعد هذا السبب الأكثر تأثيرا في هذه العودة .
ويشرح ذلك قائلا: إن تهجيرأحد أفرع النوبيين وهم الحلفاويين من مدينة حلفا وأغراقها ليتم بناء السد العالي في مصر العام 1964، إلى منطقة خشم القربة جنوب شرق السودان كانت لها آثاركبيرة وواضحة على جميع المنطقة النوبية في شمال السودان وعلى النوبيين في باقي مناطق السودان المختلفة، والذين لم يتقبلوا فكرة أن تزال مدينة حضارية مكتملة لهم . وحدث لهم ما يشبه الصدمة والتبلد وشمل هذا الثقافة والأغاني وظهرت الكثير من الاعمال الأدبية المختلفة وصفت مشاعر الناس وحالاتهم وظروفهم وأحساسهم بالغربة والضياع.
وظلوا يحكون هذه المأساة وظروفها لأبنائهم. وبعد ما يزيد الآن عن الخمسين عاما على هذه الحادثة ظهر جيل جديد أخذ يبحث ويستمع للأغاني النوبية والقصص التي تعبر عنه وتعيد إليه ذاته. بل أن بعض الشباب صاروا يزورون في رحلات جماعية مدنهم وقراهم في شمال السودان ومنها حلفا حيث يقفون على أطلال مدينتهم القديمة ويحاولون تجديدها، كما يذكر.
ويؤكد أن الهجرة التي كان يمكن أن تكون عامل تشتيت صارت عامل توحيد وجداني للنوية والدليل أن المهرجان النوبي الذي أقيم في حلفا قبل عامين شارك فيه وحضره كل النوبة بمختلف قبائلهم.
ويذكر قائلا: بالطبع هناك عوامل أخرى بجانب الهجرة عززت من هذا البروز وهذه العودة إلى الذات بسماع الأغاني النوبية، ومنها إهتمام الدولة بالتراث النوبي وتشجيع العودة إلى الشمال وتعمير المدن وخاصة حلفا القديمة. ومن هذه الأسباب أيضا الأهتمام العالمي بالحضارة والأرث النوبي بأعتبارها أقدم الحضارات والمدنيات على وجه الأرض.
وبحسب رأيه فإن الايقاع الموسيقي النوبي وما يمتاز به من جاذبية طبيعية ووجدانية قربته لجميع نوبيين وغيرهم. كما أن مفردات اللغة النوبية في وصف حالات المشاعر والأحاسيس تتميز بالدلالات القوية والعميقة. وأخيرا يقول إن أعجاب الآخرين أو غير النوبيين بالغناء النوبي شجعهم على الاهتمام بما لديهم من تراث غنائي وشعري ومحاولة الظهور به وعرضه.

إشراقة عباس
الخرطوم في 18-8-2015-(سونا)


‫4 تعليقات

  1. انها الحضارة يا صاحى
    الحضارة العريقة التى لم يعرف قيمتها الا الاجانب مثل شارل بونيه وغيره

    الحضارة فى كل شىء
    الزراعة الصناعة والفن
    حضارة عمرها الاف السنوات
    هم اصل سكان السودان وملوكها
    ولكنه جور الزمان

  2. السودان كله بلد الحضارة ولكن بكل اسف مانعرفه عن هذه الحضارة هو بعض الاهرامات التي تقبع في صحراء البجراوية ومريوي والدفوفة بكرمة وبعض المقتنيات بالمتحف القومي وبكل اسف جُل محتويات الحضارة النوبية توجد في متاحف خارج السودان هذا غير الذي نهب وغير الذي ظل تحت الارض الي يومنا هذا ولم يكتشف .

  3. جاء في التقرير ان العودة الي الغناء النوبي يعزز القبلية و يأتي خصما من الهوية السودانية !!! و ما هي الهوية السودانية .. لم يعر المعلق التفافا. هل هي هوية افريقية تتسق مع لون سكانها (السود) و الذي استمد منه اسم الدولة.. ام هي الهوية العربية الاسيوية السامية القمحية الوافدة الغريبة عن القارة الافريقية.
    الملاحظ ان الثانية هي الهوية المتبناة و هي ليست هوية سودانية لانها لا تتسق مع المكان الجغرافي و لا الديمغرافية السكانية و من ثم فليكف عن الحديث عن الهوية السودانية التي من المفترض انها هوية جامعة و ليست هوية خاصة بفصيل اختار هويته ليس لانها تتسق و تراثهم العرقي بل لانها تتسق و ثقافتهم المختارة