حوارات ولقاءات

الفنانة “سمية حسن” الساحة الفنية تعيش حالة من الهرج والمرج والحلم العربي محطة مهمة في حياتي


{ في البداية قلنا لها زمناً طويلاً وأنت غائبة عن المشهد الإبداعي؟
– صحيح أنني أصبحت نادرة الظهور عبر الأجهزة الإعلامية، هذا لأنني لا أحب الإطلالة إلا بإضافة جديدة، وأنا حالياً مشغولة بتحضير أعمال غنائية جديدة، كذلك مشغولة بالمنتدى الثقافي الذي أنشأته مؤخراً بمنزلي في توتي تحت مسمى (صالون سمية)، يضم كل أطياف أهل الفن والإبداع من مطربين وشعراء وتشكيليين وكتاب القصة والأدباء والجهات الإعلامية، وهو منبر للتفاكر والحوار حول قضايا الوسط.
{ حدثينا عن رحلتك الأخيرة إلى أمريكا؟
– زيارتي إلى أمريكا جاءت بدعوة لـ(منظمة الحلم السوداني) للمشاركة في المؤتمر العالمي للمرأة الذي أقيم في مقر الأمم المتحدة بـ”نيويورك” وذهبت ممثل للمنظمة.
{ متى أسست (الحلم السوداني)؟
– في العام 2007م وسجلت في مفوضية العمل الطوعي والإنساني، ولكن تجمد نشاطها بسبب نوبة الحزن الطويلة التي دخلت فيها بعد وفاة والدتي عليها رحمة الله.
{ معنى هذا أنها كانت تمثل لك الكثير؟
– معروف أن الأم تعني الكثير لأبنائها وأمي كانت كل حياتي، لذلك لم أتحمل فراقها ولم أتجاوز حزني عليها حتى الآن.
{ سمعنا عن اتجاهك لتبني مشاريع إنسانية.. حدثينا عنها؟
– نعم بالفعل شرعت في مشروع خاص ببناء مستشفى متخصص للأطفال فقط أحتاج إلى مد يد العون من أهل الخير في إكماله والله لا يضيع أجر من أحسن عملا واليد الواحدة لا تصفق.
{ ما تقييمك للساحة الفنية الآن؟
– للأسف الشديد انتشر فيها الهرج والمرج وعمتها الفوضى، لكن رغم ذلك هنالك بعض الاشراقات الفنية وتجارب إبداعية لمطربين شباب مجتهدين يسعون لتأسيس مسيرتهم الفنية بشكل صحيح، منهم على سبيل المثال “إنصاف فتحي” فهي تمتلك صوتاً فريداً قادماً لدنيا الغناء النسوي، وهنا أشير لبعض الأصوات الرائعة لكن أصابها الغرور الذي يعد مقبرة للفنان.
{ كيف تنظرين لبرامج اكتشاف المواهب؟
– حزنت كثيراً لتوقف (أستوديو النجوم) الذي كان يبث بالفضائية السودانية، وهو في اعتقادي من أفضل البرامج التي انتقلت من الإذاعة للتلفزيون، ومن خلاله اكتشفنا العديد من الأصوات الجديدة والجميلة، ولذلك أتمنى عودته مجدداً.

{ بمناسبة اكتشاف الأصوات.. هل صحيح أن صوتك لم تجزه لجنة الأصوات بالإذاعة السودانية؟
– صحيح صوتي أجازه خبراء الموسيقى الكوريين بـ(معهد الموسيقى) وهذا شيء اعتز به كثيراً لأنه جاء بمجهودي ولم تقدم لي المساعدة ليجاز، وحتى اللحظة لا امتلك رخصة إجازة صوت، وأؤكد أنه لم يجز في لجان إجازة الصوت التي تضم نخبة من أساتذة الموسيقى السودانيين وهذا ليس انتقاصاً من قدرهم.

{ الحلم العربي آخر محطة خارجية توقفت عندها؟
– الحلم العربي محطة مهمة جداً في حياتي سلطت الضوء على الغناء السوداني، واعتبرها من أعظم تجاربي الفنية وهناك من يظنون أنها المشاركة الوحيدة لي، ولكني شاركت في فعاليات إبداعية خارجية لا تحصى ولا تعد في عدد من الدول العربية والغربية وآخرها كانت في العيد الوطني لدولة “الأردن” الشقيق بـ(أوبريت عمان في القلوب) للشاعر الأردني “حسين الزيودي” والفنان الكبير “عمر العبدالات”، وجاءت مشاركتي فاعلة وبشهادة ملك الأردن الذي قال لي كنت أروع واحدة في الحضور، وأهداني تذكاراً فخيماً وأتاح لي فرصة لالتقاط صورة تذكارية معه وزوجته، وهذه الصورة أعتبرها تأشيرة دخول لـ”عمان” في أي وقت.

{ مع زحمة الأصوات الغنائية بالداخل والخارج لمن تطربين؟
– تعودت على الاستماع للأصوات القوية والمتميزة خاصة لكبار المطربات من مختلف أنحاء العالم كعشقي للفنانة المطربة “مريم ماكيبا” بأغنياتها السواحلية العميقة لحناً وموضوعاً، وأنحاز إليها لأنها مهمومة بقضايا وطنها، وكذلك أنا مجنونة بصوت المغنية الأمريكية “ويتني هيستون”، فهي تطربك بإحساسها العالي، أما “ماجدة الرومي” أملك لها إعجابً خاصة الدهشة التي في عينيها أثناء غنائها مروراً بالصوتين الفخيمين “فيروز” و”أصالة نصري”.

{ هل أنت راضية عن تجربتك الفنية؟
– كل الرضا، بل أنا فخورة بأنني تغنيت للوطن والجمال والطفولة والأمومة، وشاركت في فعاليات إبداعية بمختلف الألوان الموسيقية (الاوركسترا) و(الاورغن) كآلة منفردة والإيقاعات الموسيقية، وأخيراً تناولت التراث بشكل جديد من ناحية الإيقاعات لان السودان مترامي الأطراف ومتباين الثقافات والفنون، وهذه التجربة طرحتها والآن في انتظار رأي النقاد والمستمع والمشاهد لأنه يهمني.

{ختاماً ماذا تقولين؟
– أشكر أسرة صحيفة (المجهر) الغراء صوت الشعب، وأود أن أقول لا يمكن لأحد عاقل أن أصدق ما أثير عن هجوم الأستاذ “الهندي عز الدين” لستات الشاي لأنه قلم صحفي محترم، ومن الطراز الفريد ومستحيل أن يقدح في ست الشاي الكادحة، وأقسم بالله أنني لم ألتق بـ”الهندي” يوماً، ولكنني عرفته من خلال قلمه الشريف.. وأقول له عفواً أنت إنسان فوق كل الشبهات وحديثي هذا سأقوله في أي محفل.

المجهر السياسي


تعليق واحد